تسلط كتاب “بالله على جانبيهم: كيف داس المتصوّرين المسيحيون على العلم والسياسة والديمقراطية في البيت الأبيض لجورج دبليو بوش”، الذي كتبته إستير كابلان، الضوء على دور الفُلَق الديني في السياسة الأمريكية، خاصة خلال فترة رئاسة جورج دبليو بوش، حيث كانت القيم والمبادئ الدينية تؤثر بشكل كبير على صناعة القرار وتوجيه السياسات الحكومية.
عندما سُئِل الأمريكيون عن القضايا التي أثّرت في اختيارهم للرئيس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أجاب أكثر من خمسة في عشرة بأن “القيم الأخلاقية” هي الأكثر أهمية، واختار 78 في المئة من هؤلاء الناخبين إعادة انتخاب الرئيس جورج دبليو بوش. وبالفعل، كان المتصوّرون المسيحيون يشكلون ما يقرب من 40 في المئة من ناخبي الرئيس في عام 2004، وزادت نسبة تصويتهم بمقدار أربعة ملايين ناخب عن عام 2000.
تُظهر إستير كابلان في تحقيقها المفصل الغني بالتفاصيل أنه ليس من المستغرب أن صوت المتصوّرون المسيحيين لصالح بوش بكثافة، إذ إن دعمهم الوفي في عام 2000 أسفر عن نتائج رائعة. بينما تشهد المنظمات التي تقدم استشارات حول الإجهاض والخدمات أو تساعد في منع فيروس نقص المناعة البشرية تخفيضات في تمويلها، تتلقى الجماعات الكنسية ملايين الدولارات من الحكومة الفيدرالية للترويج لضبط النفس الجنسي والزواج (بشرط، بالطبع، أن يكون زواجًا متحدّرًا من الجنسين المختلفين). فقد عيّن بوش فريقًا حلما للمتصوّرين المسيحيين في المحاكم الفيدرالية، ملتزمًا بتدمير ما يسميه أحد القضاة بـ “ما يُسمّى بفصل الكنيسة عن الدولة”. حتى تشكّل الغيرة الدينية سياسات بوش الخارجية، حيث تحفّز الاعتقادات المسيحية في نهاية الزمان دعم الإدارة لسياسات حازمة في إسرائيل.
يعتبر هذا الكتاب دراسة مبكرة عن نفوذ المتصوّرين المسيحيين السياسي المتزايد، وهو قراءة أساسية لكل من يهتم باتجاه أمريكا.