في كتابه الذي يحمل عنوان “التخطيط المديني”، يستعرض الكاتب دايفيد مانجان بعناية فائقة مفاهيم التخطيط المديني وكيفية تأثيرها العميق على تطوير وتنظيم المدن الحضرية. يقدم الكتاب للقارئ رؤية شاملة حول الجوانب المختلفة لهذا المجال، بدءًا من رسم الطرقات وتقسيم العقارات وصولاً إلى توجيه الأبنية وتحديد حجمها.
في استعراضه للتخطيط المديني، يسلط مانجان الضوء على أهمية هذا العلم في خلق نسيج حضري قادر على استيعاب التطور والنمو المستدامين. يشير إلى أن الأشكال المدينية الناتجة عن هذه التخطيطات يجب أن تكون مستدامة وقادرة على التكيف مع التحولات المستقبلية، مع التحذير من فقدان السيطرة على هذه الأشكال في حال عدم مراعاة المبتكرين للتطورات المحتملة.
ومن خلال تحليله للواقع المعاصر للمدن، يبرز الكاتب الوضع المتردي الذي تعانيه المدن اليوم، ويعزو ذلك إلى نقص في التنسيق والتنفيذ الفعّال للتخطيطات المدينية. يطالب مانجان بضرورة إعادة النظر في المنهجيات المتبعة، مشيرًا إلى أن تحسين الوضع يتطلب تنسيقًا أفضل وتفعيلًا فعّالًا للتخطيط المديني.
الكتاب لا يقتصر فقط على وصف الواقع وتحليله، بل يقدم أيضًا مقترحات تبدو منطقية لتحسين الحالة الحالية. يتناول مانجان بؤر الفساد ويسعى إلى استئصال أسبابها، مع التركيز على توعية سكان المدن بأهمية الحفاظ على بيئتهم المدينية والمشاركة في تحقيق نمو سليم خالي من التشوهات الناجمة عن التطور الاقتصادي والنمو الديموغرافي العشوائي.
يأتي هذا الكتاب من إصدارات دار قابس للطباعة والنشر والتوزيع، ويحمل في طياته 155 صفحة من المحتوى الغني والمفيد. يستند الكتاب إلى أسلوب سلس وشيق يجمع بين الوصف والتحليل، مما يجعله قراءة لافتة لمن يهتمون بمجال العلوم والطبيعة، وتحديداً في فئة الهندسة.