في ظل التطورات الهائلة التي شهدها عالم الإعلام والتكنولوجيا في العقدين الأخيرين، يظهر كتاب “الإعلام وعلم النفس” للمؤلف خلدون عبد الله كمصدر غني وفريد يلقي الضوء على التفاعل العقلي والنفسي للإنسان مع وسائل الإعلام المتعددة. يتسم الكتاب بأسلوبه السلس والمحكم الذي يجمع بين علم النفس والصحافة، مما يجعله قطعة أدبية فريدة تستحق الاطلاع.
تأتي هذه العملية الأدبية ضمن إطار موضوعي يتناول فيه الكتاب جوانب متعددة ترتبط بعلم النفس وكيفية تأثير وسائل الإعلام على الإنسان. يتناول الكتاب الجوانب النفسية لاستهلاك المعلومات وتفاعل الفرد مع المحتوى الإعلامي، وذلك من خلال تحليل عميق وشامل للعوامل التي تؤثر في تشكيل وجدان الفرد وتوجيه تصوراته.
تستمد قوة هذا الكتاب من تميز مؤلفه خلدون عبد الله، الذي يجمع بين الخبرة الأكاديمية والاستقصائية في مجال علم النفس والإعلام. يتناول الكتاب موضوعات مثيرة للاهتمام مثل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وعلاقة الإعلام بتكوين الهوية الفردية، مما يجعله قراءة أساسية لكل من يهتم بتفهم تداول المعلومات في المجتمع الحديث.
تمتد صفحات هذا الكتاب الذي يضم 288 صفحة، على محور محكم من الفهم والتحليل، حيث يقدم الكتاب نظرة شاملة ومفصلة حول كيفية تأثير الإعلام على سلوك الإنسان وتكوين آرائه. صدر الكتاب في عام 2010 عن دار أسامة للنشر والتوزيع، وقد حقق نجاحًا كبيرًا في فهم وتحليل التفاعل النفسي للفرد مع الوسائط الإعلامية.
تتضح قيمة هذا الكتاب في استحضاره لمفاهيم علم النفس وربطها بواقع التطور الإعلامي المتسارع، وبالتالي يشكل قراءة أساسية لمن يسعى لفهم التأثيرات النفسية للإعلام في مجتمعنا المعاصر. يأتي “الإعلام وعلم النفس” كمصدر لا غنى عنه لكل من يسعى لفهم التفاعل المعقد بين الإنسان ووسائل الإعلام في عصر التكنولوجيا والمعلومات.