طرق فعالة لتعليم الطفل المشي

كيف أساعد طفلي على المشي؟

المشي هو أحد المعالم الهامة في نمو الطفل وتطوره، ويعد خطوة مهمة نحو الاستقلالية. بينما يختلف الأطفال في وقت بدء المشي، فإن مساعدتهم على تعلم هذه المهارة يتطلب بعض الإرشادات والخطوات البسيطة التي يمكن أن تساهم في تعزيز قوتهم البدنية وتطوير مهاراتهم الحركية. في هذا المقال، سنتناول مختلف الطرق والمراحل التي يمكن أن تساهم في دعم طفلك على تعلم المشي بسهولة وبأمان.

مراحل تطور المشي عند الأطفال

قبل الحديث عن كيفية مساعدة الطفل في تعلم المشي، من المهم أن نفهم المراحل التي يمر بها الطفل قبل أن يصل إلى هذه المهارة:

1. المرحلة الأولى: الحبو (التسلق)
   يبدأ العديد من الأطفال بحبوهم على بطنهم أو على ركبهم في وقت مبكر من 6 إلى 10 أشهر. الحبو ليس فقط طريقة فعالة للتحرك، بل هو أيضًا تدريب مهم للعضلات التي سيحتاجها الطفل عندما يبدأ في المشي.

2. المرحلة الثانية: التوازن والوقوف
   في الفترة ما بين 9 إلى 12 شهرًا، يبدأ الطفل بتعلم الوقوف والتمسك بالأثاث أو الحائط للحفاظ على توازنه. في هذه المرحلة، يحتاج الطفل إلى دعم خارجي ليتمكن من الوقوف بشكل مستقيم لفترات قصيرة.

3. المرحلة الثالثة: المشي مع الدعم
   بين 10 إلى 14 شهرًا، يبدأ الطفل في المشي بمساعدة شخص بالغ أو باستخدام عربة أو مشاية. يختبر الطفل كيفية تحريك قدميه مع الدعم، ويبدأ بالتوازن لفترة أطول.

4. المرحلة الرابعة: المشي المستقل
   من 12 إلى 18 شهرًا، يبدأ الطفل في المشي بشكل مستقل. هذه المرحلة هي الأكثر تحديًا بالنسبة للطفل، حيث يتطلب الأمر توازنًا وتحكمًا في الجسم، وهو ما يتعلمه مع مرور الوقت.

العوامل التي تؤثر في بداية المشي لدى الطفل

تتفاوت قدرة الأطفال على المشي، وقد يبدأ بعضهم في المشي مبكرًا بينما يتأخر آخرون. هذه الفروق ليست عادة دليلاً على وجود مشكلة صحية. بعض العوامل التي تؤثر في وقت بدأ الطفل في المشي تشمل:

• الوراثة: يمكن أن يكون للتاريخ العائلي دور في تحديد الوقت الذي سيبدأ فيه الطفل المشي.

• العضلات والقوة الجسدية: الأطفال الذين لديهم قوة عضلية أفضل قد يبدؤون المشي في وقت أبكر من أولئك الذين يعانون من ضعف في العضلات.

• التحفيز البيئي: وجود بيئة محفزة يمكن أن يساعد الطفل على تطوير مهارات المشي بشكل أسرع.

• التعرض للتفاعل الاجتماعي: الأطفال الذين يتفاعلون أكثر مع البالغين والأطفال الأكبر سناً قد يتعلمون المشي في وقت مبكر.

طرق مساعدة الطفل على تعلم المشي

بمجرد أن يبدأ الطفل في إظهار علامات الاستعداد، مثل محاولة الوقوف أو الحبو، يمكن للأهل أن يبدأوا بتوفير بيئة مشجعة وآمنة لتشجيع الطفل على المضي قدمًا نحو تعلم المشي. إليك بعض الطرق الفعّالة التي يمكن أن تساعد في تحفيز الطفل وتعليمه المشي:

1. توفير المساحة الآمنة:
   تأكد من أن البيئة المحيطة بالطفل آمنة وخالية من أي مخاطر قد تؤدي إلى سقوطه. استخدم سجادًا ناعمًا أو أرضيات مغطاة لتقليل تأثير السقوط. كما يجب إزالة الأثاث الحاد أو الثقيل الذي يمكن أن يشكل خطرًا على الطفل.

2. تشجيع الحبو أولاً:
   الحبو هو الأساس الذي يساعد الطفل على تطوير قوة العضلات التي ستحتاجها للوقوف والمشي. لا تعجل في محاولة تعليم طفلك المشي قبل أن يصبح متقنًا للحبو. تشجيع الطفل على الحبو وزيادة مدة الحبو اليومي سيجعل تطور مهاراته الحركية أسرع.

3. التمارين اليومية:
   يمكن تحفيز الطفل على الوقوف والتمسك بالأثاث بشكل يومي. ضع الطفل بالقرب من الأثاث وقم بتشجيعه على الوقوف مع الدعم. ستساعد هذه الأنشطة في تقوية عضلات ساقيه وزيادة التوازن لديه.

4. استخدام العربة أو المشاية:
   المشاية هي أداة تساعد الطفل على ممارسة المشي مع دعم بسيط. ولكن يجب استخدام المشاية بحذر لأنها قد تكون خطرًا إذا تم استخدامها بشكل مفرط أو في بيئة غير آمنة. المشاية تساعد الطفل في البدء في تحريك قدمه نحو المشي بشكل مستقل، ولكن لا ينبغي الاعتماد عليها كأداة أساسية لتعلم المشي.

5. تشجيع المشي التدريجي:
   مع مرور الوقت، يمكن تشجيع الطفل على المشي بشكل تدريجي باستخدام شخص بالغ. امسك يديه في البداية، ثم حاول تقليل الدعم تدريجيًا حتى يصبح قادرًا على المشي بمفرده. استخدم الألعاب المحفزة أمام الطفل ليجذب انتباهه ويحاول الوصول إليها.

6. المكافآت والتشجيع الإيجابي:
   استخدم التشجيع والتحفيز عند كل تقدم يحققه الطفل. كل خطوة صغيرة هي إنجاز كبير في حياته، ويجب أن يتم تشجيعه على ذلك. قم بالتصفيق أو التحدث بطريقة مشجعة عندما يبدأ الطفل في تحريك قدميه أو الوقوف بمفرده.

7. التمارين لتحسين التوازن:
   لمساعدة الطفل على تحسين التوازن، يمكن إجراء بعض التمارين البسيطة مثل الوقوف على قدم واحدة أو التمايل. كما أن الألعاب التي تتطلب حركة ومرونة يمكن أن تعزز من قدرة الطفل على التوازن، مثل الرقص أو اللعب بالكرات الصغيرة.

8. تجنب المقارنة مع الأطفال الآخرين:
   من المهم أن تتذكر أن كل طفل يختلف عن الآخر في معدل النمو. لا تقارن طفلك بأطفال آخرين في نفس العمر، لأن ذلك قد يسبب قلقًا غير ضروري. حافظ على الصبر وتأكد من أن الطفل يحقق تطوره وفقًا لسرعته الخاصة.

الأخطاء التي يجب تجنبها أثناء تعليم الطفل المشي

على الرغم من أن هناك الكثير من النصائح المفيدة لمساعدة الطفل على المشي، هناك بعض الأخطاء التي قد تؤثر سلبًا على تطوير هذه المهارة:

1. الإجهاد الزائد:
   لا تدفع الطفل للقيام بخطواته في وقت مبكر جدًا. الإجهاد الزائد يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة أو حتى إلى الإصابات. دع الطفل يتعلم في وتيرته الخاصة.

2. استخدام الأدوات غير المناسبة:
   تجنب استخدام المشايات التي تعتمد على دفع الطفل للأمام بسرعة. قد تؤدي هذه الأدوات إلى مشاكل في توازن الطفل وقد تتسبب في سقوطه. من الأفضل استخدام أساليب أخرى أكثر أمانًا.

3. التشجيع المفرط:
   رغم أهمية التشجيع، إلا أن الإكثار منه قد يؤدي إلى الضغط على الطفل. يحتاج الطفل إلى تعلم المشي بشكل طبيعي دون أن يشعر بعبء التوقعات.

4. التخلي عن المراقبة المستمرة:
   في أثناء تعلم الطفل المشي، يجب أن يكون هناك مراقبة مستمرة لتقليل المخاطر التي قد يتعرض لها من جراء السقوط أو التفاعل مع أشياء خطرة.

الخلاصة

يعد تعلم المشي من أهم المحطات في حياة الطفل، ويجب أن يتم بشكل تدريجي وآمن. من خلال توفير بيئة آمنة، وتشجيع الحبو، واستخدام وسائل تعليمية مناسبة، يمكن للأهل دعم الطفل في تعلم هذه المهارة الهامة. مع مرور الوقت، سيكتسب الطفل القدرة على المشي بثقة تامة، ويبدأ في اكتشاف العالم من حوله بطريقة أكثر استقلالية.