تحت عنوان “بعيداً عن الانتعاش والانهيار”، يقدم الاقتصادي المشهور روبرت ل. هايلبرونر تنبؤاته بحدوث أزمة رأسمالية جديدة عالميًا، حيث يشرح أن الرأسمالية تمر دائمًا بأزمات، وأن أي طريقة مؤكدة لإنهاء التضخم ستجلب الموت المؤكد للنظام. يعتبر هذا الكتاب إسهامًا بارزًا في مجال العلوم الاجتماعية العامة، حيث يستعرض هايلبرونر ببراعة تفاصيل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على البنية الرأسمالية العالمية.
من خلال تحليله العميق والشامل، يعرض هايلبرونر رؤية متأنية ومعقدة للتحديات التي تواجه النظام الرأسمالي، مشددًا على أن التغيرات المتسارعة في الاقتصاد العالمي لا تمثل فقط فرصًا للنمو والتطور، بل قد تفجر أزمات جديدة تهدد استقرار النظام بأسره.
تأخذنا صفحات الكتاب في رحلة عبر تاريخ الرأسمالية، حيث يُلقي الضوء على الدور الحاسم للأزمات في تشكيل النظام الاقتصادي والاجتماعي. يسلط هايلبرونر الضوء على الوجهات المختلفة للأزمات الرأسمالية، ويقدم تحليلًا نقديًا للتصورات التقليدية حول طبيعة الرأسمالية واستقرارها.
بالإضافة إلى ذلك، يبحث الكتاب في الآفاق المستقبلية للرأسمالية، مشددًا على ضرورة فهم العوامل المؤثرة في ديناميكية النظام الاقتصادي العالمي. وبينما يتنبأ هايلبرونر بوقوع أزمة جديدة، يُظهر أيضًا أن النظام الرأسمالي ليس مجرد مجموعة من الأزمات والتقلبات، بل يحمل في طياته إمكانيات للتجديد والتطوير.
ينشد هايلبرونر تحليلاً متعمقًا للعوامل الهيكلية والتاريخية التي تحكم سيرورة الرأسمالية، محذرًا في الوقت نفسه من الخطر في تجاهل العلامات الدالة على التوترات والانعكاسات المحتملة. من خلال ذلك، يسلط الكتاب الضوء على أهمية فهم الرأسمالية باعتبارها نظامًا ديناميكيًا يتطلب تحليلًا مستمرًا وتفكيرًا نقديًا لضمان استدامته وتطوره في مواجهة التحديات المستمرة.