بري ك. باريش، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2017، هو شخصية بارزة في مجال الفيزياء وتقنية اللايزر، وقد أسهم بشكل حاسم في تطوير مشروع LIGO (مشروع الاعتراض بواسطة الليزر والموجات الثقالية) والمساهمة الفاعلة في اكتشاف الموجات الثقالية. ولد باريش في 27 يناير 1936 في مدينة أوماها في ولاية نبراسكا بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد درس في جامعة كاليفورنيا بركلي حيث حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء.
كانت إسهامات باريش في مشروع LIGO ذات أهمية قصوى، حيث شارك في تطوير التكنولوجيا اللازمة لاكتشاف الموجات الثقالية، والتي تعد إحدى أهم التطورات في مجال الفيزياء الحديثة. فقد كان باريش جزءًا لا يتجزأ من الفريق الذي عمل على تصميم وتشغيل مفاصل القراءة البؤرية الدقيقة التي تستخدم لقياس الانحناءات الصغيرة في الزمكان الناتجة عن الموجات الثقالية. وبفضل هذه التقنية المبتكرة، تمكن الفريق بقيادة باريش وزملائه من رصد موجات ثقالية لأول مرة في التاريخ، وهو إنجاز يعد فارقًا في مجال الفيزياء.
تم تكريم باريش وزملاؤه في مشروع LIGO بجائزة نوبل في الفيزياء عام 2017 “تقديرًا لإسهاماتهم الحاسمة في مشروع LIGO واكتشاف الموجات الثقالية”. وقد تقاسم باريش الجائزة مع راينر فايس وكيب ثورن، اللذين كانا أيضًا من رواد المشروع.
باريش لم يكتف بتحقيق إنجازاته في مجال الفيزياء فحسب، بل شغل أيضًا عدة مناصب أكاديمية وإدارية مرموقة، منها رئاسة الجمعية الفيزيائية الأمريكية وتدريس الفيزياء في جامعة كاليفورنيا بركلي. وتجسدت رؤيته الريادية في تقديم المساهمات العلمية وتطوير التكنولوجيا في العديد من المشاريع والمبادرات العلمية.
بعد فوزه بجائزة نوبل، استمر باريش في العمل على تعزيز البحث العلمي وتشجيع الابتكار في مجال الفيزياء، حيث أصبحت تجربته وخبرته مصدر إلهام للعديد من العلماء الشبان الذين يسعون إلى مواصلة التطور في هذا المجال الرائد.
وبالرغم من أنه غادرنا اليوم إلا أن إرثه العلمي والتقني سيظل حية وسيستمر في إلهام الأجيال القادمة من الباحثين والعلماء في سعيهم لفهم أعمق لأسرار الكون وتطبيقاتها العملية في حياتنا اليومية.