بداية فصل الشتاء وخصائصه

متى يبدأ فصل الشتاء؟

فصل الشتاء هو أحد الفصول الأربعة التي يتعاقب فيها الطقس على كوكب الأرض، ويتميز هذا الفصل ببرودته الشديدة، وقصر أيامه، وطول لياليه. يعتبر الشتاء بالنسبة للكثير من الناس فصلًا خاصًا لما يرافقه من مناظر طبيعية رائعة وأجواء مميزة، كما يعكس أيضًا تغييرات في الحياة اليومية من حيث الملابس، والنظام الغذائي، وحتى الأنشطة اليومية. لكن، رغم هذه المعرفة العامة حول الشتاء، يظل السؤال عن موعد بداية فصل الشتاء من الأسئلة التي تثير فضول الكثيرين، ولذلك في هذا المقال سنغطي كافة جوانب هذا الموضوع بشكل تفصيلي.

بداية فصل الشتاء حسب التقويم الفلكي

الفصل الشتوي يبدأ وفقًا للتقويم الفلكي في موعد محدد كل عام. وبالتحديد، يبدأ الشتاء عند حدوث الانقلاب الشتوي، وهو اللحظة التي يصل فيها ميل محور الأرض إلى أقصى نقطة بعيدة عن الشمس في نصف الكرة الشمالي. في هذه اللحظة، يكون اليوم هو الأقصر في السنة، حيث يتزامن ذلك مع أطول ليلة في العام. بشكل عام، يحدث الانقلاب الشتوي بين 21 و 22 ديسمبر من كل عام.

الانقلاب الشتوي يحدث في هذه الفترة نظرًا للميل الزاوي لمحور الأرض، والذي يتسبب في اختلاف الزوايا التي تتساقط عليها أشعة الشمس على سطح الأرض. في اليوم الذي يحدث فيه الانقلاب الشتوي، تكون الشمس في أقصى ميل لها بعيدًا عن الأرض في نصفها الشمالي، مما يؤدي إلى انخفاض شديد في درجات الحرارة. وعلى الرغم من أن الانقلاب الشتوي هو الحدث الذي يعلن بداية الشتاء فلكيًا، إلا أن الأجواء الشتوية لا تظهر بالضرورة في نفس اليوم.

بداية فصل الشتاء حسب التقويم المناخي

من الجدير بالذكر أن بداية فصل الشتاء قد تختلف تبعًا للنظام المناخي المستخدم. في بعض البلدان، يُحدد فصل الشتاء بناءً على متوسط درجات الحرارة وليس على الأساس الفلكي البحت. في هذا السياق، يعتبر الشتاء في الدول ذات المناخ المعتدل في نصف الكرة الشمالي هو الفترة التي تكون فيها درجات الحرارة أقل من 10 درجات مئوية، وتستمر حتى تتجاوز درجات الحرارة هذا المعدل في الربيع.

هذا النوع من التصنيف يستخدمه العديد من علماء المناخ لتحديد مواسم السنة بشكل أكثر دقة بالنسبة للظروف الجوية المحلية. في بعض الدول، قد يبدأ الشتاء في نهاية نوفمبر أو بداية ديسمبر حسب التحولات المناخية، بينما يستمر حتى شهر فبراير أو مارس، وهو ما يختلف تمامًا عن بداية الشتاء الفلكي.

الشتاء في نصف الكرة الجنوبي

على الرغم من أن نصف الكرة الشمالي هو الأكثر شهرة عندما يتعلق الأمر بالفصول، إلا أن فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي يحدث بشكل عكسي. حيث يبدأ الشتاء هناك في 21 يونيو ويستمر حتى 22 سبتمبر. في هذا الوقت، يشهد نصف الكرة الجنوبي مناظر شتوية مشابهة لما يحدث في الشمال خلال الشهرين الباردين في العام.

من المعروف أن الفصول تختلف في النصوص الفلكية بين نصفي الكرة الأرضية بسبب التماثل غير المتماثل في انحناء الأرض ودورانها حول الشمس. وعليه، تتفاوت بداية الشتاء بين الشمال والجنوب، مما يعكس طبيعة كوكب الأرض الذي لا يقتصر على تجربة فصل معين في وقت واحد في جميع أنحاء الكوكب.

تأثير الشتاء على الحياة اليومية

يعد بداية الشتاء نقطة تحول كبيرة في حياة الأفراد على مختلف الأصعدة. من الناحية الجغرافية، يؤدي انخفاض درجات الحرارة إلى تغيرات كبيرة في النظم البيئية. على سبيل المثال، تبدأ بعض الحيوانات في الدخول في حالة السبات الشتوي، حيث تصبح أكثر هدوءًا في النشاط وتتجه نحو الأماكن المحمية من البرد. كما أن النباتات تتوقف عن النمو وتبدأ في فقدان أوراقها في معظم الحالات.

من جانب آخر، يتأثر البشر أيضًا بفصل الشتاء بشكل كبير. يبدأ الناس في التحضير لهذا الفصل من خلال تغيير ملابسهم لتتناسب مع الطقس البارد، كما يتزايد الطلب على وسائل التدفئة والطاقة. في بعض المناطق، يبدأ الشتاء مع تساقط الثلوج الذي يغطي الأسطح ويجعل التنقل صعبًا، مما يؤدي إلى تعطيل الحياة اليومية.

التأثيرات الصحية لفصل الشتاء

يعتبر فصل الشتاء من الفصول التي تشهد العديد من التغيرات الصحية بسبب انخفاض درجات الحرارة. على سبيل المثال، يزداد احتمال الإصابة بالزكام والإنفلونزا في هذا الوقت، حيث تؤثر الظروف الباردة على الجهاز المناعي. كما أن ساعات النهار القصيرة تؤدي إلى نقص في ضوء الشمس الطبيعي، مما يمكن أن يسبب اضطراب العاطفة الموسمي (SAD)، الذي يؤثر على الحالة المزاجية للأفراد.

بالإضافة إلى ذلك، يتسبب البرد القارس في العديد من الإصابات مثل البرد المزمن و التجمد، خاصة في المناطق التي تشهد انخفاضًا شديدًا في درجات الحرارة. ولهذا السبب، ينصح دائمًا بتوخي الحذر وارتداء ملابس دافئة وأخذ الحيطة أثناء الأنشطة الخارجية في الشتاء.

الفصل بين الشتاء وفصول السنة الأخرى

عادة ما يكون الشتاء فترة مميزة نظرًا لبرده القارص، لكن اختلافه عن فصول السنة الأخرى يتضح بشكل أساسي في التغيرات التي تطرأ على النظام البيئي. في فصل الربيع، على سبيل المثال، يبدأ الجو في الاعتدال ويشهد الأرض نموًا نباتيًا جديدًا، بينما في الصيف، ترتفع درجات الحرارة ويصبح الجو أكثر حرارة. أما في الخريف، فيبدأ الطقس في التحول نحو البرودة وتصبح الأوراق تسقط من الأشجار استعدادًا للشتاء.

الخاتمة

بداية فصل الشتاء ليست مجرد فترة من السنة، بل هي انعكاس للتغيرات الكبيرة التي تطرأ على كوكب الأرض نتيجة لوضعها الفلكي والمناخي. تختلف بداية الشتاء من منطقة إلى أخرى، وتختلف تأثيراته على الحياة اليومية والمناخ المحلي. ومع حلول الشتاء، يبدأ الناس في التكيف مع الطقس البارد، سواء من خلال تغير ملابسهم أو من خلال تحضيراتهم لمواجهة الفصول القاسية.