“بحرية الحديد”، للكاتب كارستن سترود، يقدم لنا نظرة حقيقية على حياة العسكرية كما يراها كرين: اليقظة المستمرة، المنبثقة من تجربته في فيتنام، التي يرتديها كرين كالجلد الثاني؛ التدريب الشاق في صحراء موهافي، حيث يشاهد الجنود المبتدئين يتعلمون فنون الحرب الحديثة. ثم يأتي النداء للانتقال إلى الخليج، والأسابيع الطويلة من الانتظار الممل في صحراء السعودية الباردة والقاحلة (“حائط إلى حائط انتراكهم” كما أطلقوا عليها)، أسابيع تتوج في النهاية بالاندفاع المثير والمرعب عبر الرمال في وجه المعركة، لحظات تغير حياة الرجال إلى الأبد، خاصة أولئك الذين شهدوا المنظر المريع لدفن ألفي جندي عراقي على أيدي جرافات الأرض الأمريكية.
هنا أيضًا قصة الرقيب الأول دي كرين، عضو في فئة تتلاشى، يتقاطع ما بين التقاليد اللا هوادة لتاريخ “فورت رايلي” الأسطوري، من كاستر إلى باتون، واحتياجات مجتمع يستهزئ ويتخلص كثيرًا من الجنود الذين يحمونه. وهنا وجه الحرب الحديثة نفسه – قناعه من المعجزات التكنولوجية التي تخفي الواقع الصلب للجنود الذين يجب عليهم أن يأخذوا ويحتفظوا بالأرض كما فعلوا دائمًا: بالدماء والشجاعة.
من خلال كل هذا، ينسج سترود تاريخ القتال المتميز لوحدة الفرقة الأولى الكبيرة، التي صاغت في مهب النار في الحرب العالمية الأولى، وصاغت مجددًا بعد هزيمتها الضخمة في ممر قصرين في الحرب العالمية الثانية، وتأثرت بالجحيم الذي جرى في فيتنام، ثم انتعشت بإستراتيجيات الحرب الجوية البرية التي أثبتت فعاليتها بشكل مدمر في عاصفة الصحراء.
“بحرية الحديد” يقع تحت تصنيف التاريخ والعسكرية والولايات المتحدة، تم نشره من قبل دار نشر “بانتام” في شهر فبراير من عام 1995.
هذا الكتاب يعتبر وثيقة ثمينة تروي قصة الحروب الحديثة من خلال عيون الجندي، تعكس تحديات الحياة العسكرية والصراعات الدائمة بين التقاليد العسكرية الصارمة واحتياجات المجتمع المتغير. يعكس الكتاب بشكل واقعي ومثير الجوانب البشرية للجنود، ويقدم نظرة عميقة على الجهود البطولية التي يبذلها الجنود لحماية بلدهم وحفظ الأرض التي يقفون عليها.