في كتابه “الطيارون: بحثًا عن ويلبر وأورفيل رايت”، يقدم نوح آدمز رحلة استكشافية تأخذنا إلى عالم الإخوة الشهيرين ويلبر وأورفيل رايت، ليعرض أمامنا صورة جديدة ومثيرة لهذين الشخصيتين التاريخيتين. يبدأ آدمز رحلته بجملة تأسر الخيال، حيث يصف تلك اللحظة التاريخية في عام 1903 عندما أقلعت أول طائرة مُدعومة بالطاقة في التاريخ، وكأنه يعيش في داخل الصورة الأسود والأبيض التي رأى فيها هذا الحدث منذ طفولته.
يأخذنا آدمز في رحلة مليئة بالتفاصيل والمغامرات عبر البلاد، حيث يتبع خطى الإخوة الشهيرين في محاولة لفهمهم بشكل أعمق، ليس فقط كمخترعين وطيارين ولكن كأفراد أيضًا. يقوم آدمز، أحد أبرز قصاصي القصص والروائيين الموهوبين، بالسفر آلاف الأميال ويجري مقابلات مع العديد من الخبراء والأفراد ليجمع معلوماته.
يجد كابتن محلي يقود قاربه لنقله إلى كيتي هوك، على نفس المسار الذي اتبعه ويلبر في عام 1900، ويقضي عدة أيام في الحديث مع أحفاد العائلات التي رحبت بالإخوة رايت قبل قرن من الزمان وساعدتهم في تنفيذ تجاربهم في الطيران المنزلق. ليعيش بنفسه الإثارة التي يوفرها الطيران، يجرب آدمز نفسه التزحلق بالطائرة المنزلقة في الشواطئ الخارجية. ولفهم الديناميات الجوية وكيف تم بناء الطائرة الشهيرة في عام 1903، يزور كين هايد، طيار فيرجينيا وباني طائرات تقليدية يقوم بإنشاء أدق تقليد لطائرة رايت فلاير عام 1903 في العالم.
يتوجه أيضًا إلى فرنسا لزيارة حلبة السباق القديمة في لو مان حيث أدهش ويلبر مجتمع الطيران الأوروبي برحلاته الاستعراضية في عام 1908، ويقضي بضعة أيام في معرض أوشكوش السنوي في ويسكونسن، حيث يجتمع ببناة الطائرات التجريبية وأصحاب الطائرات التقليدية الذين يجتمعون كل عام لإذهال الحشود.
يتحلق آدمز بنفسه في طائرة فورد تراي-موتور المستعادة، أول طائرة ركاب في أمريكا التي قامت بأول رحلة لها منذ سبعين عامًا. في كتاب آدمز نجد الإخوة رايت بطريقة لم يقدمها أي كاتب من قبل، من خلال تجاربه الشخصية والتقارير الأصلية والرسائل واليوميات والمواد الأولية الأخرى، يساعدنا على فهم موهبتهم وشغفهم، بالإضافة إلى الروابط المثيرة والمعقدة وأحيانًا المأساوية بين أورفيل وكاثرين، أخته الصغرى.
“الطيارون” هو سرد غني بالتفاصيل يجلب روحًا من نوع جديد من الفورية إلى واحدة من أكثر القصص الدرامية في التاريخ.