تتناول كتاب “كافي الرجال: الآباء والأبناء وبحث الذكورية” للكاتب فرانك بيتمان مسألة تطور فهم الرجولة والذكورية في مجتمعاتنا المعاصرة، حيث يبرز دور الأب في بناء هذا الفهم وتشكيله لدى الأبناء. يركز الكتاب على الفكرة الرئيسية التي تقول إن الرجل يتعلم الرجولة بشكل أساسي من والده، إلا أن الأجيال السابقة من الأولاد بدون آباء ومرشدين محترمين ينمون ويتشكلون على أساس الأساطير المبالغ فيها للرجولة.
تتبنى الكتاب منهجاً متعدد الأقسام، حيث يناقش الدكتور فرانك بيتمان في القسم الأول منه هوس الرجال بالرجولة، حيث يصف ثلاثة أنواع شائعة من الرجال ذوي الذكورية المفرطة: المخادعون، والمتنافسون، والمتحكمون. وفي القسم الثاني، يفحص كيفية تطور الرجولة وكيفية تغير العلاقات بين الآباء والأبناء مع تراجع واندثار النظام الأبوي. كما يلقي نظرة على علاقات الأمهات والأبناء، ويستكشف الأسباب التي قد تدفع الذكور بدون نماذج أولية للرجولة إلى الهروب من النساء.
وفي القسم الثالث والأخير من الكتاب، يوضح بيتمان كيف يمكن للرجل أن يتجاوز ضرورة إثبات رجولته ويدخل في الحياة الحقيقية لتطبيقها. ويقدم نماذج للرجولة تستند إلى التعاون والمحاكاة – السعي مع الرجال الآخرين بدلاً من المنافسة ضدهم. كما يقترح رؤية للرجولة بدون خوف من النساء وبدون حاجة للهيمنة الذكورية، ويشجع على المساواة والحميمية مع الشريكات النسائيات.
وأخيرًا، يكشف بيتمان عن كيفية استفادة الرجل من كونه أب – كيف يمكن للرجل أن ينمو ويتربى بنفسه بينما يربي أطفاله؛ كيف يمكنه فهم وإذا لزم الأمر مغفرة والديه بينما يصبح واحدًا منهم؛ وكيف يمكنه تمرير ما تعلمه عن كيفية كونه رجلاً بين أقرانه وشريك متساوٍ لامرأة.
يتجاوز كتاب “كافي الرجال” مجموعة كبيرة من كتب حركة الرجال نحو تعريف جديد للرجولة: إنه عمل أصيل ودافئ للقلب يقدم نظرة محدثة عن مفهوم الرجولة في عصرنا الحالي.