“لسان مسروق” هو رواية تأخذنا في رحلة عبر الزمان والمكان إلى عام 1483، حيث يقرر الأب فليكس فابري، قادمًا من ألمانيا، الإبحار نحو جبل سيناء في حج لزيارة رفات عروسه الروحية التي أخذ عهدها عندما أولى القسم، الشهيدة القديسة كاترينا من الإسكندرية. ينضم إليه في هذه الرحلة امرأة شابة مضطربة تدعي أن القديسة كاترينا تتكلم من خلالها، وشقيقها الأكبر الذي لا تتضح نواياه، وسرعان ما يجد فليكس آماله في رحلة نقية ومقدسة تتحطم.
بعد رحلة بحرية مضطربة، يصل فليكس ومجموعته إلى الشاطئ ليكرموا حياة كاترينا ويحتفلوا بها في اليونان وفلسطين. ولكن في كل مرة يأتون للعبادة، يجدون أن رفات جسد كاترينا يتم سرقتها قطعًا وقطعًا؛ يفتقدون يدها، وأذنها، وثم لسانها من مكانها المقدس.
يصبح فليكس يائسًا لاكتشاف اللص وإنقاذ قديسه من هذا المصير الوحشي، فيدفع إلى لغز عميق وغريب يأخذه عبر الصحراء ويبحث في أعماق روحه. بناءً على التجوالات التاريخية للراهب فليكس فابري، تعتبر هذه الرواية المثيرة والمشوقة نظرة لا يمكن مقاومتها على كيفية ارتباط التاريخ بالمناظر الحالية، وكيف يعيد السماء، من خلال جنون وعواطف الرجال، صياغة نفسها باستمرار.
“لسان مسروق” تندرج ضمن فئة الروايات الخيالية والغموض والتحقيق العام، تم نشرها من قبل دار النشر “أنكور” في يناير 1998. تقدم هذه الرواية مزيجًا من الغموض القاتم والتشويق الذي يأسر القارئ ويجعله يعيش مع الشخصيات في عوالمها المرهقة والغريبة.
تجسد الرواية عبر شخصية فليكس فابري رحلة بحث مليئة بالتحديات والمفاجآت، حيث يندفع إلى كشف لغز يعكس قسوة وجمال العالم في آن واحد. بينما يكتشف فليكس الأسرار المدفونة في قلوب البشر وعمق الإيمان والتضحية، يكشف لنا الكاتب عن قصة مشوقة تتحدث عن كيف يمكن للإيمان والشغف أن يحدثا تحولات عميقة في حياة الإنسان وفي العالم من حوله.
هذه الرواية تأخذنا في رحلة سردية تجمع بين العناصر التاريخية والدينية والغموض، مع وصف دقيق للمشاهد والمواقف التي تعيشها شخصياتها، مما يخلق تجربة قراءة مثيرة وممتعة تبقى حاضرة في ذاكرة القارئ لفترة طويلة بعد الانتهاء من قراءتها.