في كتابه “علامات الألفية: معرفة الملائكة والأحلام والبعث”، يقدم هارولد بلوم استفتاءً مهيمنًا ومشتاقًا، يستند فيه إلى دراسة حياته الطويلة للدين، وبخاصة للغنوصية، التي تعتبر المعرفة بأن الله ليس قوة خارجية بل يتواجد داخل كل واحد منا. من خلال الأدب القديم للقبالة اليهودية، والغنوصية المسيحية، والصوفية الشيعية المسلمة، يكشف لنا عن الملائكة ليس كما نعرفهم اليوم بشكل كريه، ولكن ككائنات رائعة، مرعبة، سامية، لعبت دوراً مركزياً دائماً في الثقافة الغربية. يتيح لنا أن نشعر بروعتهم، وأن نعيش الدور القوي الذي لعبته الأحلام وتجارب الوفاة الشبه موتية على مر القرون. وفي الفصل النهائي المذهل، يقدم خطبة غنوصية يحثنا فيها نحو التجاوز.
يتناول بلوم في هذا الكتاب المثير للاهتمام موضوعات دينية متنوعة ومثيرة للاستكشاف، فهو يركز على فهم الملائكة بوصفها كائنات سماوية تتراوح بين الرهيبة والمهيبة والمهيبة. كما يلقي الضوء على دور الأحلام وتجارب الوفاة الشبه موتية في تاريخ البشرية، مشيراً إلى القيمة الروحية والثقافية العميقة التي تحملها هذه الظواهر عبر العصور.
في الواقع، يعتبر هذا الكتاب لغوياً وثقافياً ممتعاً للقراء من مختلف الخلفيات، حيث يقدم لنا بلوم نظرة عميقة إلى الدين والروحانية من خلال العدسة الغنوصية. يتميز الكتاب بأسلوبه الرصين والمواضيع المتنوعة التي يغوص فيها، مما يجعله قراءة أساسية لمن يبحثون عن فهم أعمق لمفاهيم الدين والروحانية.
“علامات الألفية: معرفة الملائكة والأحلام والبعث” يندرج تحت فئة الديانة العامة، ويصدر عن دار النشر “ريفيرهيد هاردكوفر” في شهر سبتمبر من عام 1996. يعد هذا الكتاب مصدرًا قيمًا لفهم الديانات السماوية المختلفة والثقافات التي تنشأ منها، مما يجعله لا غنى عنه في مكتبة كل من يهتم بدراسة الدين والروحانية من منظور غنوصي.