في عام 1953، تعرضت اليابان لحدث طبيعي مروع بسبب ثوران بركاني تحت سطح البحر، حيث شهدت منطقة مايوجينشو Myojinsho، التي تقع على بعد 130 كيلومتراً جنوب جزيرة هاتشيجو Hachijo، سلسلة من الثورات البركانية المتعددة خلال الفترة من 16 سبتمبر 1952 إلى 25 مارس 1953. كانت تركيبة الصخور البركانية الداسيتية تحتوي على الأوغيت والهايبرستين، وهذا ما جعل الثورات ذات طبيعة انفجارية.
سجلت كل الانفجارات بشكل جيد من خلال الهيدروفونات التابعة لنظام SOFAR الأمريكي، بما في ذلك تلك التي حدثت قرب سواحل كاليفورنيا. وقد شهدت بعض الانفجارات بصورة بصرية من قبل الخبراء اليابانيين على متن السفن والطائرات. ففي الثالث والعشرين من سبتمبر على ساعة و40 دقيقة، ظهرت قبة مائية بارتفاع 600-800 متر وقطر 2 كيلومتر فوق البركان. لم يشعر أحد بزلزال بحري، لكن موجات بطول 50 متراً وارتفاع 2 متر انتشرت على سطح البحر.
خلال الانفجارات الأقوى، تم إنتاج تسونامي ضعيفة، سُجل منها 52 تسوناميًا عن طريق مقياس المد والجزر على جزيرة هاتشيجو. وتم تسجيل أقوى هذه الموجات أيضًا بواسطة مقاييس المد والجزر على جزيرة جوغاشيما ورأس أوماي على الساحل الجنوبي لليابان. كانت مدة وصول الموجات إلى جزيرة هاتشيجو حوالي 30 دقيقة، والفترة الزمنية 1.5 دقيقة، والارتفاع بين 10 و90 سم.
وفيما يتعلق بطبيعة الانتشار وغيرها من المعلمات، فإن الموجات تتطابق مع الموجات النظرية لكوشي-بواسون من نبضة أولية بقطر 2 كيلومتر. وبعض الموجات كانت مثل نبضات، ويرجع ذلك على ما يبدو إلى تداخل الموجات المنحنية حول جزيرة أوغا أوغاشيما، الموجودة في منتصف الطريق بين البركان وجزيرة هاتشيجو.
وكانت السفينة “كيو مارو رقم 5” التابعة لخدمة المساحة البحرية اليابانية، التي خرجت لدراسة الثوران، قد فقدت في الانفجار في 24 سبتمبر.
وفي التاسع من مارس 1953، حدث انفجار هائل على بعد حوالي 60 عقدة جنوب جزيرة أوغاشيما وفقًا لطاقم سفينة صيد الأسماك زينسي مارو، وفي الصباح التالي (العاشر)، أُبلغ أنه لمدة 30-40 دقيقة يمكن رؤية دخان الانفجار يتصاعد. وفي السابعة والنصف صباحًا في 11 مارس 1953، اجتاحت موجات تسونامي بارتفاع 6 أمتار جزيرة هاتشيجو حوالي 13 مرة. سُجل زلزال طفيف في المرصد الأرصاد الجوية المركزي في تمام الساعة 7:26 دقيقة و26 ثانية، ويُقدر أن يتطابق ذلك مع وقت انفجار ميوجينشو.