أسباب تغير لون الأظافر

أسباب تغير لون الأظافر

يُعدّ تغير لون الأظافر من الظواهر التي قد تكون مؤشرًا واضحًا على تغيرات صحية داخل الجسم أو ناتجة عن عوامل خارجية تؤثر في تركيب الظفر أو لونه الطبيعي. يتكوّن الظفر من الكيراتين، وهي مادة بروتينية صلبة، ويُفترض أن يكون لون الظفر الصحي ورديًا خفيفًا بفضل الأوعية الدموية الموجودة تحته. ومع ذلك، فإن ظهور ألوان غير معتادة مثل الأصفر، الأزرق، البني، الأخضر أو الأسود قد يشير إلى مشاكل صحية مختلفة تتراوح بين أسباب بسيطة وأخرى خطيرة.

في هذا المقال المفصل، سيتم تناول مختلف أسباب تغير لون الأظافر، مصنفةً بحسب لون التغير، مع توضيح الآليات الفيزيولوجية والمرضيّة وراء كل حالة، وكذلك العلاقة بين صحة الأظافر والصحة العامة للفرد.

أولًا: تغير الأظافر إلى اللون الأصفر

يُعد اصفرار الأظافر من أكثر التغيرات اللونية شيوعًا، وله أسباب متعددة منها:

1. العدوى الفطرية:

تُعد الفطريات من الأسباب الشائعة لتغير لون الأظافر إلى الأصفر، خاصةً في أظافر القدمين. تبدأ العدوى غالبًا ببقع صفراء صغيرة وتزداد تدريجيًا، وتُصاحبها عادةً هشاشة في الظفر، سماكة، ورائحة كريهة.

2. التدخين:

النيكوتين والقطران الموجودان في السجائر يسببان تصبغ الأظافر بلون أصفر. هذا التغير عادةً ما يكون تدريجيًا ويظهر على الأظافر التي تُستخدم للإمساك بالسجائر.

3. التقدم في العمر:

مع التقدم في السن، قد يصبح لون الأظافر أكثر اصفرارًا بسبب تباطؤ الدورة الدموية أو تغير في سماكة الظفر.

4. متلازمة الظفر الأصفر:

هي حالة نادرة تترافق مع اصفرار دائم في الأظافر، وتترافق غالبًا مع مشاكل في الجهاز التنفسي وتراكم السوائل في الجسم (مثل الوذمة اللمفاوية).

5. الاستخدام المفرط لطلاء الأظافر:

الاستعمال المستمر للمناكير بدون فواصل زمنية للسماح للأظافر بالتنفس قد يؤدي إلى تراكم صبغات تسبب اصفرار الظفر.

ثانيًا: تغير الأظافر إلى اللون الأزرق أو البنفسجي

يُعد اللون الأزرق أو البنفسجي علامة على نقص الأكسجة، وقد يكون له دلالات خطيرة.

1. نقص الأكسجين في الدم:

عندما يقل مستوى الأوكسجين في الدورة الدموية، تصبح الأظافر زرقاء. وقد يحدث ذلك نتيجة أمراض القلب أو الرئتين، مثل الربو، الانسداد الرئوي، أو أمراض القلب الخلقية.

2. برودة الأطراف:

في حالات انخفاض درجات الحرارة، تضيق الأوعية الدموية في الأطراف مما يقلل تدفق الدم، ويؤدي إلى زرقة الأظافر بشكل مؤقت.

3. التسمم بالمعادن الثقيلة:

مثل التعرض للفضة (الأرجيريا) أو الرصاص، ما قد يسبب تصبغات زرقاء رمادية دائمة.

ثالثًا: تغير الأظافر إلى اللون الأخضر

اللون الأخضر غالبًا ما يشير إلى إصابة بكتيرية، خاصةً عند استخدام الأظافر الاصطناعية أو التعرض المتكرر للرطوبة.

1. العدوى البكتيرية:

تُعرف باسم “عدوى الزائفة الزنجارية” (Pseudomonas aeruginosa)، حيث تنتج هذه البكتيريا صبغة خضراء تتراكم في الأظافر. تنتشر هذه العدوى بين من يكثرون من وضع الأظافر الاصطناعية أو الذين يعملون في بيئة رطبة.

رابعًا: تغير الأظافر إلى اللون البني أو الأسود

هذا النوع من التغير في اللون غالبًا ما يثير القلق، خاصةً عند ظهوره بشكل مفاجئ أو دون إصابة سابقة.

1. التصبغ الطبيعي:

عند بعض الأشخاص، خاصة ذوي البشرة الداكنة، قد تظهر خطوط بنية طبيعية بسبب زيادة الميلانين، وهو أمر غير خطير.

2. الشامات أو الأورام الصبغية:

في بعض الحالات، قد تظهر شامة تحت الظفر تتسبب في شريط بني أو أسود، وهو ما يتطلب التقييم الطبي.

3. الورم الميلانيني (Melanoma):

يُعد من أخطر أسباب تغير لون الأظافر للأسود أو البني الداكن، ويتطلب تشخيصًا سريعًا. يتميز بشريط مظلم يتسع تدريجيًا وقد يؤثر على الجلد حول الظفر.

4. الإصابة المباشرة:

ضرب الظفر أو سقوط شيء عليه يؤدي إلى نزيف تحت الظفر يظهر كلون أسود أو أرجواني، وغالبًا ما يزول تدريجيًا مع نمو الظفر.

خامسًا: تغير الأظافر إلى اللون الأبيض

الأظافر البيضاء أو التي تحتوي على بقع بيضاء تُعرف باسم “الليوكونيشيا”.

1. نقص الزنك أو الكالسيوم:

قد يشير ظهور بقع بيضاء إلى نقص عناصر غذائية، خاصة الزنك والكالسيوم.

2. إصابة بسيطة بالظفر:

ضرب الأظافر أو الضغط عليها قد يسبب بقعًا بيضاء تظهر بعد فترة من الإصابة وتختفي مع نمو الظفر.

3. أمراض الكبد:

في بعض الحالات، يتغير لون الأظافر إلى الأبيض بالكامل في حالة مرض الكبد المزمن، خاصةً تليف الكبد، وتُعرف هذه الحالة بـ “أظافر تيري” (Terry’s nails).

4. الفشل الكلوي:

قد يصاحب الفشل الكلوي تغير لون الظفر إلى الأبيض في الجزء القريب من الجذر بينما يبقى الطرف داكنًا.

سادسًا: تغير الأظافر إلى اللون الرمادي

1. استعمال بعض الأدوية:

بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للملاريا، أو أدوية علاج السرطان قد تسبب تلون الأظافر بالرمادي.

2. التقدم في السن:

في بعض الحالات، تصبح الأظافر رمادية تدريجيًا مع التقدم في العمر بسبب التغيرات في تركيب الكيراتين.

سابعًا: تغيرات لونية مرتبطة بالأدوية والمواد الكيميائية

يُمكن لبعض المركبات الكيميائية والمستحضرات الموضعية أن تُحدث تصبغات في الأظافر، من ذلك:

دلالات إضافية لتغير لون الأظافر

بالإضافة إلى اللون، فإن الشكل العام للظفر، وسماكته، ومعدل نموه يمكن أن توفر معلومات طبية دقيقة. على سبيل المثال:

• الخطوط السوداء الرفيعة قد تدل على نزيف شريطي تحت الظفر نتيجة لعدوى بكتيرية أو مشكلة في صمامات القلب.

• اللون البنفسجي مع ألم قد يشير إلى اضطراب دموي أو التهاب وعائي.

• الأظافر البيضاء بالكامل قد تدل على نقص ألبومين الدم الناتج عن أمراض الكبد والكلى.

• الأظافر المخططة بشكل طولي ملون غالبًا ما تكون حميدة، ولكن يجب مراقبتها إذا تغيرت.

الخلاصة التشخيصية

يُعدّ تغير لون الأظافر من المؤشرات التي لا ينبغي تجاهلها، إذ يمكن أن يعكس حالات طبية موضعية أو جهازية. التشخيص الدقيق يتطلب دراسة مفصلة لتاريخ الحالة، وفحص سريري، وفي بعض الحالات تحاليل مخبرية وخزعة من الظفر. غالبًا ما يتم الاعتماد على معايير تشخيصية تشمل اللون، النمط، التوقيت، ووجود أعراض مرافقة كالألم، التورم، أو النزف.

المصادر:

• Mayo Clinic. Nail abnormalities: Symptoms and causes.

• American Academy of Dermatology Association. Nail disorders.