رواية “النعمة في النساء الأكبر سناً” التي كتبها جوناثان جاش تتناول حياة لوﭬجوي، تاجر التحف الذكي ولكنه دائم الفوضى، والذي يسعى للحصول على ما يكفي من الطعام والنساء والتحف ليجتاز يومه. ومع ذلك، فإن الأمور ليست على ما يرام في شركة لوﭬجوي للتحف في الوقت الحالي. تتلاشى سحره المعتاد في التعاملات ولا تسعفه لتحقيق ما يريد.
تبدأ الأحداث حين يكتشف لوﭬجوي أن القيام بعلاقة حب مع سيدة في غابة يقربه بشكل مثير من مجموعتها الثمينة من تحف “بيليستون” المنمقة، ولكن الحصول عليها منها يثبت أنه أمر بالغ الصعوبة. تتفاقم الأمور سوءاً عندما يُعثر على صديقه تريير ميتاً في بركة القوارب المحلية، وتتعرض مجموعته المتنقلة “متحف الجنس” للحرق الكامل. يتيقن لوﭬجوي أن هناك علاقة بين هذه الحوادث والقرية النائية التي تحتضر، فنستون. ومع حبيبة تريير، شيميز، ينطلق لوﭬجوي للتحقيق في ملابسات هذه الأحداث.
تتسم الرواية بأسلوب سردي يجمع بين الغموض والتحقيقات البوليسية، ويغمرها حس فكاهي فريد يميز كتابات جوناثان جاش. تُظهر الرواية تعمقاً في شخصية لوﭬجوي، التاجر الذي يتعامل مع التحف بشغف ولكنه دائم الوقوع في المشاكل بسبب جاذبيته الفوضوية وعلاقاته المتشابكة.
في إطار التحقيقات، يواجه لوﭬجوي سلسلة من التحديات، بدءًا من التعامل مع الشخصيات الغامضة في قرية فنستون إلى محاولة فك لغز مقتل تريير وحرق متحفه. تُبرز الرواية أيضاً العلاقة بين لوﭬجوي وشيميز، وكيف تتحول من علاقة شخصية إلى شراكة في حل لغز الجريمة.
نُشرت الرواية في مايو 1995 من قبل دار النشر “فايكنغ”، وتندرج ضمن فئة الخيال والتحقيقات البوليسية. تعكس أحداث الرواية تعقيدات الحياة اليومية لشخصية لوﭬجوي، وكيف يتعامل مع تحدياتها بذكاء وسخرية، مما يجعل من الرواية قراءة ممتعة ومثيرة لمحبي الأدب البوليسي والقصص المليئة بالغموض.
بفضل تفاصيل الأحداث وأسلوب الكتابة المميز، تمكن جوناثان جاش من خلق عالم غني بالشخصيات والأحداث، مما يمنح القارئ تجربة قراءة متكاملة تجمع بين الترفيه والتشويق. تعكس الرواية أيضاً كيفية تفاعل الشخصيات مع بعضها البعض وتطورها عبر مسار القصة، مما يضفي عمقاً إضافياً على الحبكة الرئيسية.
من خلال شخصية لوﭬجوي، يستعرض جاش قضايا اجتماعية وإنسانية، مثل الطمع والجشع والرغبة في الامتلاك، وكلها تجتمع في إطار سردي يجذب القارئ من الصفحة الأولى حتى الأخيرة. تتنوع الأحداث بين المشاهد الكوميدية والمواقف الجدية، مما يجعل من الرواية عملاً متوازناً ومشوقاً في آن واحد.
بالإضافة إلى ذلك، يتناول الكتاب موضوعات تتعلق بالعلاقات الإنسانية والتعامل مع الفقدان والخيانة، وكلها موضوعات تشكل محاور أساسية في بنية الرواية. يتجلى هذا من خلال تفاعل لوﭬجوي مع الشخصيات المختلفة ومحاولاته لفهم الدوافع الخفية وراء تصرفاتهم.
في النهاية، “النعمة في النساء الأكبر سناً” تعد إضافة مميزة لأدب التحقيقات البوليسية، وتجسد براعة جوناثان جاش في كتابة القصص المشوقة التي تجمع بين الغموض والفكاهة والتعمق في النفس البشرية. تعتبر الرواية خياراً مثالياً لمحبي الأدب البوليسي والروايات التي تحمل في طياتها مزيجاً من الألغاز والعلاقات الإنسانية المعقدة.