الفرق بين النخالة البيضاء والبهاق
يعتبر الجلد عضوًا حساسًا ومهمًا في جسم الإنسان، وهو يعكس بشكل غير مباشر صحة الجسم العامة. يعاني الكثيرون من مشاكل جلدية قد تؤثر على مظهرهم وثقتهم بأنفسهم. من بين هذه المشكلات الجلدية، يبرز كل من النخالة البيضاء والبهاق كحالتين شائعتين تتسبب في ظهور بقع بيضاء على الجلد. رغم أن كلا الحالتين تتميزان بظهور بقع بيضاء، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بينهما في الأسباب، الأعراض، التشخيص، والعلاج. في هذا المقال، سوف نتناول بشكل مفصل الفرق بين النخالة البيضاء والبهاق، ونتعرف على الخصائص الفريدة لكل منهما.
ما هي النخالة البيضاء؟
النخالة البيضاء هي حالة جلدية شائعة تؤدي إلى ظهور بقع بيضاء على الجلد، وتحدث بشكل رئيسي لدى الأطفال والمراهقين، خصوصًا في المناطق التي تتعرض لأشعة الشمس مثل الوجه، الرقبة، والذراعين. تتسبب النخالة البيضاء في ظهور بقع بيضاء جافة وغير متهيجة تكون عادة غير مؤلمة، ولكنها قد تثير القلق بسبب مظهرها.
تعتبر النخالة البيضاء حالة غير معدية، وتنشأ نتيجة لعدة عوامل، أبرزها:
-
التعرض لأشعة الشمس: يعتقد البعض أن التعرض الزائد لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى تطور النخالة البيضاء، إذ أن البشرة التي تعرضت للأشعة قد تصبح أكثر حساسية وبالتالي تكون عرضة لتغيرات في لون الجلد.
-
الإصابة بالفطريات: بعض الدراسات تشير إلى أن الفطريات قد تلعب دورًا في ظهور هذه الحالة. فالفطريات التي تعيش على الجلد قد تؤثر على صبغة الجلد وتؤدي إلى ظهور بقع بيضاء.
-
التغيرات في البشرة: قد تتأثر خلايا الجلد الطبيعية نتيجة لتغيرات في مستوى الرطوبة أو التعرض المفرط للمواد الكيميائية، مما يؤدي إلى ظهور هذه البقع.
ما هو البهاق؟
البهاق هو حالة جلدية مزمنة تحدث عندما يفقد الجلد صبغته الطبيعية نتيجة لتدمير خلايا الميلانين (الخلايا المسؤولة عن صبغ الجلد). يتمثل البهاق في ظهور بقع بيضاء على الجلد، ولكن هذه البقع تكون أكبر وأوضح من تلك التي تحدث بسبب النخالة البيضاء، وقد تنتشر في مناطق واسعة من الجسم، مما قد يؤثر على أجزاء عديدة مثل الوجه، اليدين، القدمين، وحتى الأعضاء التناسلية.
البهاق هو اضطراب مناعي ذاتي، حيث يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة الخلايا المنتجة للميلانين. وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لهذا الهجوم المناعي غير معروف، إلا أن هناك عدة عوامل قد تساهم في حدوث البهاق:
-
العوامل الوراثية: يعتقد أن هناك ارتباطًا بين وجود تاريخ عائلي من البهاق وعوامل جينية قد تزيد من احتمالية الإصابة بالحالة.
-
الضغط النفسي: تشير بعض الدراسات إلى أن التوتر والضغط النفسي قد يكون له دور في تحفيز أو تسريع ظهور البهاق.
-
العوامل البيئية: قد تلعب بعض العوامل البيئية، مثل التعرض لأشعة الشمس أو المواد الكيميائية، دورًا في تحفيز المرض لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة به.
الفرق بين النخالة البيضاء والبهاق
1. السبب وراء الحالة:
النخالة البيضاء هي حالة جلدية غالبًا ما تكون نتيجة لوجود اختلال في توازن الرطوبة في الجلد أو تأثيرات فطرية، بينما البهاق ناتج عن تدمير خلايا الميلانين بسبب اضطراب في جهاز المناعة.
2. الأعراض:
في النخالة البيضاء، البقع البيضاء تكون جافة وغير متهيجة، ولا يوجد عادة أي ألم أو حكة. بينما في البهاق، تظهر البقع بشكل مفاجئ وتكون خالية تمامًا من اللون، وتتميز بتوسعها مع مرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني مرضى البهاق من تغيرات في لون الشعر أو الحواجب أو الرموش في المناطق المصابة.
3. الموقع على الجسم:
النخالة البيضاء تظهر بشكل شائع في مناطق تعرضت لأشعة الشمس مثل الوجه، الرقبة، الذراعين، أما البهاق فيمكن أن يظهر في أي مكان من الجسم، ويمكن أن ينتشر في مناطق كبيرة أو متفرقة، بما في ذلك الأعضاء التناسلية.
4. مدى التوسع:
النخالة البيضاء غالبًا ما تكون محدودة في منطقة معينة من الجلد ولا تنتشر بشكل واسع. في المقابل، البهاق عادة ما يكون له تطور متسارع مع توسع تدريجي للبقع البيضاء على مدى فترة طويلة.
5. التأثير النفسي:
رغم أن النخالة البيضاء قد تسبب قلقًا لبعض الأفراد، إلا أن البهاق له تأثير نفسي أكبر، إذ أنه قد يسبب مشاعر من الخجل والانعزال بسبب الطبيعة الواضحة للبقع البيضاء على الجلد. يعاني بعض الأشخاص من مشاكل اجتماعية ونفسية بسبب شكل الجلد، مما يثير القلق والضغوط النفسية.
6. التشخيص:
تشخيص النخالة البيضاء يتم عادة عبر الفحص السريري من قبل الطبيب، وقد يطلب الطبيب أحيانًا فحصًا لفحص الفطريات إذا كان يشتبه في وجود عدوى فطرية. أما بالنسبة للبهاق، فإن التشخيص يكون بناءً على الفحص السريري وتاريخ المريض، وفي بعض الحالات قد يتم طلب إجراء فحوصات دم لتقييم ما إذا كان هناك اضطراب مناعي ذاتي أو حالة صحية أخرى مرتبطة بالبهاق.
7. العلاج:
علاج النخالة البيضاء يعتمد على الحفاظ على الترطيب المناسب للجلد واستخدام كريمات تحتوي على مكونات مضادة للفطريات أو مواد تساعد في استعادة التوازن الطبيعي للجلد. كما أن بعض الأدوية الموضعية مثل الكورتيكوستيرويدات قد تساعد في تقليل الأعراض.
أما علاج البهاق، فيختلف بشكل أكبر. قد يشمل العلاج استخدام كريمات موضعية تحتوي على كورتيكوستيرويدات، العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، أو حتى العلاج الجراحي في الحالات المتقدمة. في بعض الحالات، يمكن للأطباء استخدام الأدوية المناعية أو الأدوية التي تعمل على استعادة الصبغة في الجلد.
الختام
بالرغم من أن النخالة البيضاء والبهاق يتشابهان في أن كلاهما يسبب ظهور بقع بيضاء على الجلد، إلا أنهما حالتان مختلفتان تمامًا من حيث الأسباب، الأعراض، والتطور. النخالة البيضاء هي حالة غير معدية تتسبب غالبًا في ظهور بقع بيضاء جافة، في حين أن البهاق هو اضطراب مناعي ذاتي يؤدي إلى فقدان لون الجلد في مناطق مختلفة من الجسم. من المهم أن يتم تشخيص الحالة بدقة من قبل الطبيب لتحديد العلاج المناسب وضمان العناية السليمة بالجلد.
