المهنة وعلاقتها بأنماط التفكير الثمانية
تُعتبر المهنة جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان، حيث تُشكل الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم وتؤثر في كيفية تفكيرنا وقراراتنا. تتنوع أنماط التفكير، ويتضح من خلال هذا التنوع أن لكل نمط تأثيره الفريد على كيفية اختيار الأفراد لمهنهم وتطورهم المهني. يهدف هذا المقال إلى استكشاف العلاقة بين المهنة وأنماط التفكير الثمانية المعروفة في علم النفس.
أنماط التفكير الثمانية
قبل الغوص في العلاقة بين المهنة وأنماط التفكير، دعونا نلقي نظرة على أنماط التفكير الثمانية التي اقترحها بعض علماء النفس، مثل هيرمان:
-
التفكير التحليلي: يرتكز هذا النمط على التفكير النقدي، والتفكير المنطقي، والقدرة على تحليل المعلومات. يُفضل الأفراد الذين يميلون إلى هذا النمط المهن التي تتطلب دقة وتحليل، مثل المهن العلمية والهندسية.
-
التفكير الشامل: يتميز بالتفكير الإبداعي والابتكاري، ويفضل الأفراد الذين يتبعون هذا النمط المهن الفنية والإبداعية مثل التصميم والفنون.
-
التفكير العملي: يتضمن التفكير القائم على الإجراءات والتطبيقات العملية. يميل الأفراد الذين يتبنون هذا النمط إلى العمل في المهن الحرفية والتقنية.
-
التفكير الإنساني: يتمحور حول فهم مشاعر الآخرين والعلاقات الإنسانية. يفضل الأفراد الذين يتبعون هذا النمط المهن الاجتماعية مثل التعليم والاستشارات.
-
التفكير القيمي: يتعامل مع القيم والأخلاقيات، ويفضل الأفراد الذين يميلون إلى هذا النمط المهن التي تتطلب تفكيرًا عميقًا حول القضايا الاجتماعية، مثل القانون والأخلاق.
-
التفكير الاستراتيجي: يرتكز على التفكير بعيد المدى والتخطيط. يفضل الأفراد الذين يميلون إلى هذا النمط المهن الإدارية والتخطيطية.
-
التفكير التفاعلي: يركز على تفاعل الأفراد مع البيئة والناس من حولهم. يميل الأفراد الذين يتبعون هذا النمط إلى المهن التي تتطلب تواصلًا قويًا، مثل العلاقات العامة والمبيعات.
-
التفكير الانعكاسي: يرتبط بالتأمل في الأفكار والتجارب الشخصية. يميل الأفراد الذين يتبنون هذا النمط إلى مهن تتطلب التفكير النقدي، مثل الكتابة والأبحاث.
علاقة أنماط التفكير بالمهنة
تتضح العلاقة بين أنماط التفكير والمهنة في عدة جوانب:
-
اختيار المهنة: يميل الأفراد لاختيار المهن التي تتوافق مع نمط تفكيرهم. على سبيل المثال، شخص يتمتع بالتفكير التحليلي قد يسعى ليصبح مهندسًا أو عالمًا، بينما يميل شخص ذو تفكير إبداعي إلى العمل في الفنون أو التصميم.
-
تطوير المهارات: يساعد نمط التفكير الفرد في تطوير المهارات اللازمة للنجاح في مجاله المهني. على سبيل المثال، الشخص ذو التفكير الاستراتيجي سيقوم بتطوير مهارات التخطيط وإدارة المشاريع، مما يجعله مؤهلاً للمناصب القيادية.
-
التفاعل مع الزملاء: يؤثر نمط التفكير أيضًا على كيفية تفاعل الفرد مع زملائه. الأشخاص الذين يتمتعون بالتفكير الإنساني يمكنهم بناء علاقات أقوى في بيئة العمل، بينما قد يجد الأفراد ذوو التفكير العملي صعوبة في التعامل مع القضايا العاطفية.
-
حل المشكلات: نمط التفكير يحدد كيفية تعامل الفرد مع التحديات والمشاكل في العمل. الأفراد الذين يتبعون التفكير التحليلي قد يميلون إلى استخدام البيانات والتحليل لحل المشكلات، بينما قد يلجأ الأفراد ذو التفكير الإبداعي إلى الحلول غير التقليدية.
-
التقدم المهني: قد يؤثر نمط التفكير على فرص التقدم في المهنة. على سبيل المثال، الأفراد الذين يتمتعون بالتفكير الاستراتيجي والقيادي قد يجدون فرصًا أكبر في المناصب العليا.
كيف يمكن للفرد أن يختار المهنة المناسبة وفقًا لنمط تفكيره؟
يجب أن يأخذ الأفراد في الاعتبار نمط تفكيرهم عند اتخاذ قرار بشأن المهنة. إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد:
-
تقييم الذات: يجب على الفرد إجراء تقييم دقيق لنمط تفكيره، سواء كان تحليليًا أو إبداعيًا أو إنسانيًا، وذلك من خلال الاختبارات النفسية أو التأمل الذاتي.
-
البحث عن المهن المناسبة: بعد تحديد نمط التفكير، يجب البحث عن المهن التي تتناسب مع هذا النمط. يمكن للأفراد استخدام مصادر مثل الإنترنت أو الاستشارات المهنية للعثور على الوظائف المناسبة.
-
تطوير المهارات: من المهم تطوير المهارات اللازمة لتحقيق النجاح في المهنة المختارة. يجب على الأفراد التركيز على المهارات التي تتناسب مع نمط تفكيرهم.
-
استشارة الخبراء: يمكن أن تكون الاستشارات مع المهنيين في المجالات المعنية مفيدة لفهم المزيد عن الفرص والتحديات المرتبطة بالمهنة.
-
التكيف والمرونة: ينبغي على الأفراد أن يكونوا مستعدين للتكيف مع التغيرات في سوق العمل ومواصلة تطوير مهاراتهم.
الخلاصة
تتأثر المهنة بأنماط التفكير المختلفة بطرق متعددة، بدءًا من اختيار المهنة إلى تطوير المهارات والتفاعل مع الزملاء. من المهم أن يدرك الأفراد كيفية تأثير نمط تفكيرهم على مسيرتهم المهنية وكيف يمكنهم استخدام هذا الفهم لاختيار المهنة المناسبة لهم. من خلال التفكير الاستراتيجي والوعي الذاتي، يمكن للأفراد تحسين فرص نجاحهم في حياتهم المهنية.
المراجع
- هيرمان، ن. (1996). “Thinking Styles”. Educational Leadership.
- ستيفنز، ج. (2010). “Career Development and Counseling”. Journal of Career Assessment.
- بالدوين، س. (2015). “The Role of Personality in Career Choices”. International Journal of Psychology.