“المرجومة” هي رواية مؤلمة ومثيرة للتأمل، ألفها الكاتب الإيراني فريدون صاحبجام، والتي نُشرت عام 2015 عن طريق دار النشر والتوزيع مسكيلياني. الرواية تقدم للقارئ قصة مأساوية تجسد العديد من الجوانب المظلمة في المجتمع وتعكس تحولات إيران نحو أن تصبح قوة عالمية.
تدور أحداث الرواية حول ثريا مانوتشهري، زوجة تعيش في ظل زوج يسعى للارتباط بامرأة أخرى. ومع عدم قدرة الزوج على توفير المال الكافي للزواج من المرأة الثانية، يتآمر هو وأربعة من أصدقائه على تخلصهم من زوجته بطريقة غير أخلاقية. يُلفقون محاكمة مزيفة ويتهمونها بالزنا، في حين تبقى ثريا صامتة ويأسها يترجم إلى اعتراف بالجريمة. وفي خضم هذا السيناريو الملتوي، يتم إدانتها بالإعدام رجمًا، عقوبة تتنافى مع تعاليم الإسلام ولكنها لا تزال تُمارس في بعض المناطق الإسلامية.
صاحبجام يعيد سرد هذه الأحداث الصادمة كمشهد حي، يعيشه القارئ من خلال تصاعد عنف الزوج تجاه زوجته حتى الوصول إلى إعدامها الرهيب. يشدد المؤلف على أن هذه القصة ليست مجرد حكاية فردية، بل تعبر عن قصص مئات النساء اللاتي يعانين نفس المصير المؤلم.
وفي ظل تحولات إيران المتسارعة نحو أن تصبح قوة عالمية، تظهر أهمية رواية “المرجومة” في رؤية وفهم تلك التغيرات. الكتاب يفتح نافذة على القضايا الاجتماعية والثقافية التي تشكل جزءًا من مسار تطور هذا البلد.
الغلاف الورقي للكتاب يكمل قيمته، حيث يعكس بشكل ملموس جوانب القسوة والقهر التي تتخذها القصة. تمثل الرواية في فئة الأدب والخيال، وتسلط الضوء على القضايا الاجتماعية بطريقة ترويجية تجعلها ذات قيمة استثنائية في عالم الأدب.
بصفة عامة، “المرجومة” تمثل عملًا أدبيًا استثنائيًا يستحق الاهتمام، فهي ليست مجرد رواية بل رسالة تطرح تساؤلات حول العدالة والمجتمع وتترك للقارئ الفرصة للتفكير في تلك القضايا الحيوية.