أسباب فطريات الأظافر

تُعد فطريات الأظافر من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر على شريحة واسعة من الناس حول العالم، حيث تتسبب في تغير لون الأظافر، سماكتها، وتشوهها، مما يؤثر على مظهر اليدين أو القدمين ويؤدي إلى عدم الراحة أحيانًا. تُعرف هذه الحالة طبيًا باسم “السعفة الظفرية” (Onychomycosis)، وهي عبارة عن عدوى فطرية تصيب الأظافر نتيجة نمو الفطريات تحت الظفر أو فوق سطحه. لفهم أسباب فطريات الأظافر بشكل موسع، لا بد من التعرف أولًا على طبيعة الفطريات التي تسبب هذه الحالة، والظروف التي تساعد على نموها وانتشارها، والعوامل البيئية والجسدية التي تسهم في الإصابة بها.

طبيعة فطريات الأظافر وأنواعها

الفطريات المسببة لفطريات الأظافر هي كائنات حية دقيقة تنمو في بيئات رطبة ودافئة. تنقسم الفطريات الممرضة للأظافر بشكل رئيسي إلى ثلاثة أنواع:

1. الفطريات الجلدية (Dermatophytes):
   
   هذه الفطريات هي الأكثر شيوعًا في التسبب بعدوى الأظافر، ومنها أنواع مثل T. rubrum و T. mentagrophytes. تتميز هذه الفطريات بقدرتها على مهاجمة الكيراتين الموجود في الأظافر والجلد.

2. الفطريات الخميرية (Yeasts):
   
   من أشهرها Candida albicans، وهي غالبًا ما تسبب العدوى في أظافر اليدين خاصة لدى الأشخاص الذين يتعرضون كثيرًا للرطوبة أو الماء.

3. الفطريات العفنية (Non-dermatophyte molds):
   
   تشمل أنواعًا متعددة من الفطريات غير الجلدية، وتظهر عادة في الأظافر بعد الإصابة بفطريات الجلدية أو في وجود جروح أو ضعف في المناعة.

كل هذه الفطريات يمكن أن تصيب الأظافر عند توفر البيئة المناسبة لنموها، وخاصة في ظروف الرطوبة، الحرارة، ووجود جروح أو التهابات سابقة في الجلد أو الأظافر.

العوامل المسببة لفطريات الأظافر

1. الرطوبة والبيئات الحارة

تعتبر الرطوبة العالية والبيئات الدافئة عاملًا رئيسيًا في انتشار الفطريات. فالفطريات تنمو وتتكاثر بسرعة في الأماكن التي تبقى فيها اليدين أو القدمين مبللتين لفترات طويلة، مثل:

• ارتداء الأحذية المغلقة لفترات طويلة، خاصةً إن كانت مصنوعة من مواد لا تسمح بتهوية القدم.

• استخدام أحذية أو جوارب رطبة.

• التعرق المفرط في القدمين أو اليدين.

• السباحة أو الاستحمام في أحواض سباحة أو حمامات عامة غير نظيفة.

تساعد هذه العوامل على اختراق الفطريات للأظافر بسهولة، خاصة مع وجود شقوق صغيرة أو تلف في الجلد المحيط بالظفر.

2. إصابات الأظافر أو الجلد المحيط

أي خدش، كدمة، أو جرح صغير في الأظافر أو الجلد المحيط بها يسهل دخول الفطريات إلى تحت الظفر. تكون هذه الإصابات عادةً غير ملحوظة أو يتم تجاهلها، لكنها تشكل بوابة حقيقية لانتقال العدوى. تحدث الإصابات نتيجة:

• تعرض الأظافر للضرب أو الضغط.

• العادات السيئة مثل قضم الأظافر.

• استخدام أدوات تجميل غير معقمة.

• تعرض اليدين أو القدمين لحوادث بسيطة في الحياة اليومية أو أثناء العمل.

3. ضعف جهاز المناعة

جهاز المناعة القوي يلعب دورًا مهمًا في مقاومة العدوى، بما في ذلك الفطريات. في حالات ضعف المناعة، سواء بسبب أمراض مزمنة مثل السكري، أو بسبب تناول أدوية مثبطة للمناعة، أو حتى في حالات الشيخوخة، تزداد فرصة الإصابة بفطريات الأظافر. وتشمل هذه الحالات:

• مرضى السكري الذين يعانون من ضعف في الدورة الدموية.

• المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

• كبار السن نتيجة لانخفاض المناعة الطبيعية.

• الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو يتناولون أدوية كابتة للمناعة.

4. الظروف الصحية المزمنة

بجانب ضعف المناعة، هناك أمراض أخرى تزيد من خطر الإصابة بالفطريات مثل:

• السكري: يسبب تغيرات في الأوعية الدموية والأعصاب، ما يجعل اليدين والقدمين أكثر عرضة للإصابة بعدوى الفطريات.

• مشاكل في الدورة الدموية: مثل أمراض الأوعية الدموية الطرفية، التي تقلل من تدفق الدم إلى الأطراف وتضعف مقاومة الجلد للأمراض.

• أمراض الجهاز التنفسي المزمنة: التي قد تسبب زيادة التعرق أو ضعف الجهاز المناعي.

5. العوامل الوراثية

قد يكون هناك استعداد وراثي لبعض الأشخاص للإصابة بفطريات الأظافر. أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة بين وجود تاريخ عائلي للإصابة بفطريات الأظافر وزيادة فرصة انتقال العدوى أو صعوبة العلاج.

6. العادات الشخصية والنظافة

تلعب العادات اليومية والنظافة دورًا كبيرًا في الوقاية أو الإصابة بفطريات الأظافر، ومنها:

• مشاركة أدوات الأظافر مع الآخرين مثل المقصات والمبردات.

• عدم تجفيف اليدين أو القدمين جيدًا بعد الغسل.

• ارتداء أحذية ضيقة لا تسمح بتهوية القدم.

• عدم تغيير الجوارب بانتظام، خاصة عند التعرق.

• التعرض المستمر للماء والمنظفات التي تسبب جفاف الجلد وتهيجه.

7. الأماكن العامة والمصادر الخارجية

تنتشر العدوى الفطرية بسهولة في الأماكن العامة التي تتميز بالرطوبة والحرارة، مثل:

• حمامات السباحة.

• غرف تغيير الملابس.

• صالات الرياضة.

• حمامات الساونا.

يُشكل السير حافي القدمين في هذه الأماكن خطرًا كبيرًا لنقل العدوى بسبب وجود الفطريات في الأرضيات أو الأسطح الملوثة.

كيف تؤدي هذه العوامل إلى الإصابة بفطريات الأظافر؟

عندما تتوفر العوامل البيئية والجسدية المناسبة، تبدأ الفطريات في غزو طبقة الكيراتين التي تشكل الأظافر. تنتشر الفطريات تدريجيًا تحت الظفر، مما يؤدي إلى تغييرات في مظهر الظفر كالتالي:

• تغير اللون: يصبح الظفر أصفر، بني، أو أبيض مع مرور الوقت.

• سماكة الظفر: نتيجة نمو الفطريات وتفاعل الجسم معها.

• تشوه الظفر: يصبح هشًا، متقصفًا، أو متفتتًا.

• رائحة كريهة: قد تصاحب بعض أنواع العدوى الفطرية.

تزيد فرصة انتشار العدوى إلى الأظافر المجاورة أو الجلد المحيط إذا لم يتم علاجها في وقت مبكر.

عوامل إضافية تؤثر على تطور العدوى وشدتها

هناك عوامل أخرى تؤثر على مدى شدة الإصابة واستمراريتها، ومنها:

الخلاصة

فطريات الأظافر ليست مجرد مشكلة تجميلية، بل هي عدوى معقدة تتطلب فهمًا دقيقًا لعوامل الإصابة بها من بيئية، صحية، وعادات يومية. تنمو الفطريات في بيئات رطبة ودافئة، ويزيد من خطر الإصابة بها ضعف المناعة، الإصابات الجلدية، والأمراض المزمنة مثل السكري. كما أن العناية الجيدة بالنظافة الشخصية وتجنب الممارسات الخاطئة تقلل بشكل كبير من فرصة الإصابة. لذلك، فهم أسباب فطريات الأظافر يساعد في الوقاية منها والبدء بالعلاج المناسب في الوقت المناسب، مما يحمي الأظافر ويضمن صحة الجلد المحيط بها.

المصادر والمراجع

1. Murray, P. R., Rosenthal, K. S., & Pfaller, M. A. (2020). Medical Microbiology (9th edition). Elsevier.

2. Elewski, B. E. (1998). Onychomycosis: Pathogenesis, diagnosis, and management. Clinical Microbiology Reviews, 11(3), 415-429.