الكنافة بالكسترد الكذاب: ابتكار لذيذ

الكنافة بالكسترد الكذاب: تجربة لذيذة تجمع بين التقليدي والجديد

تعد الكنافة واحدة من أشهر الحلويات العربية التي تتربع على عرش المأكولات التقليدية في معظم الدول العربية، وخاصة في بلاد الشام. وارتبطت الكنافة ارتباطًا وثيقًا بالمناسبات السعيدة والأعياد، حيث لا تكاد تجد منزلًا في تلك المناسبات خاليًا من صينية كنافة لذيذة. في السنوات الأخيرة، بدأت بعض المطابخ العربية في ابتكار أشكال جديدة من الكنافة لتلبية ذوق الأجيال الحديثة، وواحدة من أبرز هذه الابتكارات هي “الكنافة بالكسترد الكذاب”.

ولكن، ما الذي يجعلها “كسترد كذاب”؟ ولماذا أصبح هذا النوع من الكنافة شائعًا في الآونة الأخيرة؟ في هذا المقال، سنتناول كل ما يتعلق بهذه الحلوى المميزة، بدءًا من تاريخ الكنافة التقليدية مرورًا بتركيبة الكسترد الكذاب، وانتهاءً بطريقة تحضير هذه الحلوى التي تتميز بالابتكار ودمج النكهات الفريدة.

تاريخ الكنافة: من التقليدي إلى الابتكار

تعود جذور الكنافة إلى العصور القديمة، ويقال إن أصلها يعود إلى بلاد الشام. وفقًا للأسطورة، تم اختراع الكنافة في مدينة نابلس الفلسطينية في القرن الخامس الميلادي، عندما قام أحد الطهاة بإعداد نوع من الحلويات باستخدام العجينة الرقيقة والمغطاة بالزبدة والمكسرات. مع مرور الزمن، انتشرت الكنافة في جميع أنحاء المنطقة العربية، وتبنتها معظم البلدان تحت مسميات وأساليب مختلفة، فكانت تُحضر بالجبن، المكسرات، أو حتى القشدة.

ورغم أن الكنافة التقليدية ظلت محافظة على شكلها الأساسي لعقود طويلة، إلا أن العصر الحديث شهد تطورًا في طرق تحضيرها. ظهرت العديد من الوصفات التي تضفي عليها لمسات جديدة، ولكن الكنافة بالكسترد الكذاب تُعد من أكثر هذه الابتكارات شهرة وتميزًا.

مفهوم “الكسترد الكذاب” في الكنافة

ما يميز الكنافة بالكسترد الكذاب هو أن الكسترد المستخدم فيها ليس هو الكسترد التقليدي الذي يُصنع من الحليب والبيض والنشا. الكسترد الكذاب هو نوع من الحشوات التي تُمزج فيها مكونات الكاسترد مع مكونات أخرى مثل الزبادي أو الحليب المكثف، مما يمنح الحشوة قوامًا أكثر كثافة وحلاوة.

لكن كلمة “كذاب” هنا ليست إهانة، بل هي تعبير عن الحيلة التي يلجأ إليها الطهاة في تحضير هذا النوع من الكنافة. فكأنهم قد “خدعوا” الكسترد التقليدي وجعلوه في شكل جديد يتسم بالكثافة والنعومة، دون أن يكون بنفس تركيبة الكسترد الأصلي. هذه الحيلة جعلت الكنافة تحتفظ بطعمها التقليدي وفي نفس الوقت تصبح أكثر ابتكارًا وإثارة.

طريقة تحضير الكنافة بالكسترد الكذاب

تعتبر طريقة تحضير الكنافة بالكسترد الكذاب سهلة نسبيًا مقارنة بالكنافة التقليدية التي تتطلب دقة في تحضير العجينة وتقنيات مختلفة. فيما يلي المكونات والخطوات الأساسية لتحضير هذه الحلوى الرائعة:

المكونات:

• لتحضير العجينة:

  • 500 جرام من عجينة الكنافة

  • 200 جرام من الزبدة المذابة

  • 100 جرام من السكر

• لتحضير الكسترد الكذاب:

  • 1 كوب من الحليب المكثف

  • 1 كوب من الزبادي

  • 1 ملعقة صغيرة من الفانيليا

  • 1 ملعقة كبيرة من النشا

  • 2 ملعقة كبيرة من السكر

• للتزيين:

  • فستق مجروش أو مكسرات حسب الرغبة

  • شيرة أو قطر

طريقة التحضير:

1. تحضير الكنافة:

   • في البداية، يجب تحضير عجينة الكنافة عن طريق تقطيعها إلى قطع صغيرة جدًا. ثم تخلط هذه القطع مع الزبدة المذابة والسكر حتى تتوزع المكونات بشكل متساوٍ.

   • بعد ذلك، يتم وضع نصف كمية العجينة في صينية فرن مدهونة بالزبدة، ويتم ضغطها جيدًا لتكوين قاعدة متماسكة.

2. تحضير الكسترد الكذاب:

   • في وعاء على النار، يتم خلط الحليب المكثف مع السكر والنشا والفانيليا. يتم تحريك المزيج باستمرار حتى يصبح سميكًا.

   • عندما يبدأ المزيج في التماسك، يتم إضافة الزبادي ويُحرّك جيدًا حتى يتجانس الخليط ويصبح كالكريمة السميكة.

3. التركيب:

   • يتم صب الكسترد الكذاب فوق قاعدة الكنافة في الصينية. يتم توزيع الكسترد بالتساوي على السطح.

   • بعدها، يتم إضافة باقي عجينة الكنافة على الوجه وتوزيعها بشكل جيد.

4. الخبز:

   • يتم وضع الصينية في فرن مُسخن مسبقًا على درجة حرارة 180 مئوية. تترك الكنافة في الفرن لمدة تتراوح بين 25 و30 دقيقة حتى تتحمر وتصبح ذهبية اللون.

5. التزيين والتقديم:

   • بعد إخراج الكنافة من الفرن، يضاف إليها القطر البارد والفستق المجروش أو المكسرات حسب الرغبة. تقدم ساخنة مع كوب من الشاي أو القهوة.

فوائد الكنافة بالكسترد الكذاب:

على الرغم من أن الكنافة بالكسترد الكذاب هي حلوى غنية ومليئة بالسكر والدهون، إلا أنها تقدم بعض الفوائد عند تناولها باعتدال. فهي تحتوي على الزبادي الذي يُعد مصدرًا جيدًا للبروبيوتيك، كما أن الكسترد الكذاب، بفضل مكوناته مثل الحليب المكثف والزبادي، يوفر بعض العناصر الغذائية مثل الكالسيوم والبروتينات.

أما المكسرات التي يتم تزيين الكنافة بها، فهي تحتوي على الدهون الصحية التي تعزز من صحة القلب والشرايين. يمكن اعتبار الكنافة بالكسترد الكذاب طعامًا غنيًا بالطاقات التي يحتاجها الجسم في المناسبات الخاصة أو الأعياد.

الابتكار والإقبال الشعبي

أصبحت الكنافة بالكسترد الكذاب خيارًا شعبيًا في العديد من المطاعم والمقاهي التي تسعى لتقديم تجربة جديدة للعملاء، وفي نفس الوقت المحافظة على طابع الكنافة التقليدي الذي يعشقه الكثيرون. هذا المزيج بين التقليدي والحديث جعلها تحظى بشعبية كبيرة بين مختلف الأجيال، خصوصًا الشباب الذين يتطلعون دائمًا إلى تجربة نكهات جديدة وأصيلة في الوقت نفسه.

يتضح من ذلك أن الكنافة بالكسترد الكذاب لا تقتصر فقط على كونها حلوى مبتكرة، بل إنها أيضًا تعبير عن التغيير في عالم الحلويات العربية، وتثبت أن هناك دائمًا مجالًا للابتكار والتجديد في المأكولات التقليدية التي تتوارثها الأجيال.

الخاتمة

الكنافة بالكسترد الكذاب تمثل واحدة من أبرز الأمثلة على كيفية مزج المكونات التقليدية مع الابتكار في عالم الحلويات. من خلال الجمع بين العجينة الشهيرة للكنافة وحشوة الكسترد الغنية، تمكّن الطهاة من تقديم حلوى تجمع بين النكهات الكلاسيكية والتجديد العصري. هذه الحلوى ليست مجرد طعام، بل هي جزء من ثقافة تطمح إلى الحفاظ على تراث المأكولات العربية مع إضافة لمسات مبتكرة تسهم في تطوير هذا التراث وتعزيز مكانته في عالم الطهي المعاصر.