في كتابه الرائع “الكفاح النبيل: أعلن استقلالك وأسدد فجوة الديمقراطية”، يعود نادر رالف، الذي هز الساحة السياسية الأمريكية في عام 2000، ويفعل ذلك مرة أخرى في عام 2004، ليضع أقدام كلا الحزبين في النار بتحليله المباشر حول بوش، الحكومة الشركاتية، والمسرحية السياسية برمتها.
رالف نادر، الناشط اللامتناهي، والرؤوي اللامع، قد يكون أيضًا الرجل الأمين الوحيد الذي تبقى لدينا في السياسة. ومع ذلك، منذ لحظة إعلان نادر ترشحه للرئاسة على برنامج “Meet the Press”، واجه معارضة لا هوادة فيها، في الغالب من قبل الديمقراطيين الذين يخشون أن يؤثر التنافس من مرشح مستقل ملهم في كتلتهم الانتخابية “كما حدث في عام 2000”. حتى أصدقاؤه القدامى في مجلة “ذا نيشن” انضموا إلى هذا الذعر الجماعي.
الآن، في “الكفاح النبيل”، يرد نادر بشكل أشد من أي وقت مضى على أولئك الذين “يرغبون في منع الشعب الأمريكي من وجود مزيد من الأصوات والخيارات”، والذين فقدوا الاتصال بمفهوم أن الأصوات يجب أن تُكتسب وليس أن تُرَث أو تُعطى كحق مكتسب. إنه يواجه واقع واشنطن المحتلة من قبل الشركات والاعتداء الحكومي اليومي على المواطنين العاديين: “الشركات تقول لا لضروريات الشعب الأمريكي. إنها تقول لا لتأمين الصحة للجميع، لا لأجر معيشة، لا لإصلاح الضرائب، لا لترتيب الميزانية الدفاعية، التي هي مبالغة وزائدة، لا للوصول إلى محاكمنا.” والأهم من ذلك كله، يحث على العودة السريعة إلى حماسة مدنية أقوى. إذا لم ينضم المواطنون المستاءون بنشاط إلى الكفاح من أجل التحسين، فإن لدينا في النهاية لا نلوم سوى أنفسنا على الفحص غير الكافي لتآكل حرياتنا المدنية.
في عصر يبيع فيه السياسيون لنا الخطاب ويخونون مبادئنا، يظل نادر صوتًا حيويًا للصراحة. “الكفاح النبيل” هو نداء للوعي والعمل سيأسر قلوب القراء من جميع الأطياف السياسية وسيساعدنا في تحديد ما يجب علينا فعله لتشكيل ألمع مستقبل لأمتنا.