تقدم كتاب “الفلسفة الشريدة” للكاتب فتحي التريكي رؤية مميزة للوضع الراهن للفلسفة، حيث يركز على التحول الحديث في توجهاتها ومسارها. بالاعتماد على المصطلح “الفلسفة الشريدة”، يتبين أن الفلسفة لم تعد تتمتع بمكانتها ومقدارتها السابقة، بل أصبحت تائهة بلا هدف محدد وخالية من الأرضية التي كانت تنمو عليها وتتأصل فيها. يشير الكاتب إلى أن الفلسفة أصبحت في حالة من التشرد والتجول، حيث تتوجه نحو التواصل مع الناس واستماعها إلى مشاكلهم ومحاولة فهم أساليب حياتهم ومشاركتهم آمالهم وتطلعاتهم.
من خلال هذه الواقعة، يحاول الكتاب أن يرافق الفلسفة في رحلتها وتشردها، ويقدم تحليلات في مجالات متعددة مثل العلوم والسياسة والتاريخ، محاولاً في كل مرة أن يسلط الضوء على الأثر الذي تركته الفلسفة في هذه الميادين المختلفة. تنوعت المواضيع المطروحة في الكتاب، ولكن يتميز بمحاولة إضفاء الوحدة والتماسك على هذه المواضيع، حيث يتم التركيز على محاولة ضبط توجهات الخطاب الفلسفي المفتوح على تاريخ الفلسفة من جهة، وعلى الفكر السياسي من جهة أخرى.
باحتوائه على 144 صفحة، يقدم الكتاب رؤية شاملة ومتعمقة للوضع الحالي للفلسفة وتأثيراتها على مجالات متعددة من الحياة الاجتماعية والثقافية. يصحب القارئ في رحلة فكرية تستكشف أعماق التحولات الفلسفية الحديثة وتأثيرها على المجتمع والتاريخ. تعتبر دار الروافد الثقافية ناشرون وابن النديم للنشر والتوزيع من بين الناشرين الذين ساهموا في توزيع هذا العمل الفلسفي الهام، ويتضح من خلال غلافه الكرتوني أن الكتاب يتمتع بتقديم جودة عالية للقارئ.