أضرار سحب لون الشعر: تأثيراته على الشعر والصحة العامة
يعتبر سحب لون الشعر من أشهر التقنيات التجميلية التي تلجأ إليها العديد من النساء بهدف تغيير لون الشعر والحصول على مظهر جديد ومتجدد. وعلى الرغم من أن هذه العملية قد تمنح الشعر شكلاً جذابًا، إلا أنها تحمل في طياتها العديد من الأضرار التي قد تضر بالشعر وفروة الرأس، مما يستدعي الحذر والاهتمام خلال تطبيق هذه التقنية.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل الأضرار التي يمكن أن تنتج عن سحب لون الشعر، مع تسليط الضوء على التأثيرات السلبية على الشعر وصحة الفروة، بالإضافة إلى النصائح لتقليل هذه الأضرار.
ما هو سحب لون الشعر؟
سحب لون الشعر هو عملية كيميائية يتم من خلالها إزالة اللون الطبيعي أو الصناعي للشعر باستخدام مواد مبيضة أو تفاعلات كيميائية تتضمن عادةً مادة بيروكسيد الهيدروجين (H2O2) أو مواد مبيضة أخرى. تهدف هذه العملية إلى فتح قشرة الشعر (الطبقة الخارجية) من أجل السماح للأصباغ بترسيب اللون الجديد داخل الشعر.
عادة ما يتم سحب لون الشعر قبل تطبيق ألوان جديدة أو أفتح من اللون الأصلي، ويُستخدم في كثير من الأحيان لتغيير اللون من درجة داكنة إلى درجة فاتحة، أو لتحقيق تأثيرات مثل الأشقر الفاتح أو البلاتيني.
أضرار سحب لون الشعر
1. تلف الشعر وزيادة الجفاف
أحد أكبر الأضرار الناتجة عن سحب لون الشعر هو التلف الذي يسببه للتركيبة الداخلية للشعر. خلال العملية، تُفتح قشرة الشعر بهدف إزالة اللون القديم، وهو ما يجعل الشعر أكثر عرضة للجفاف والتكسر.
تتعرض البروتينات الطبيعية في الشعر للانكسار أثناء استخدام المواد الكيميائية، مما يضعف الشعر ويسبب خشونته. بمرور الوقت، يصبح الشعر ضعيفًا وهشًا، ويقل لمعانه وحيويته، ويظهر بشكل غير صحي.
2. تساقط الشعر
نتيجة لتعرض الشعر لمواد مبيضة قوية، قد يتعرض الشعر للتساقط المفرط. تتسبب هذه المواد الكيميائية في تعطيل الدورة الطبيعية لنمو الشعر، مما يؤدي إلى ضعف الجذور وتقليل قدرة الشعر على النمو بشكل صحي. في بعض الحالات، قد يؤدي سحب لون الشعر إلى تساقط الشعر بشكل كبير.
3. التهاب فروة الرأس وحساسيتها
يمكن أن يؤدي سحب لون الشعر إلى التهابات أو تهيجات في فروة الرأس، خاصة إذا كانت المواد الكيميائية المستخدمة تحتوي على نسب عالية من الأمونيا أو البيروكسيد. يتسبب هذا في جفاف الفروة وحساسيتها، ما قد يؤدي إلى ظهور قشرة الرأس أو الحكة المستمرة. قد يعاني الأشخاص ذوو البشرة الحساسة من زيادة الاحمرار والتورم في مناطق تطبيق المواد المبيضة.
4. تضرر اللون الجديد
أحيانًا، قد لا يتفاعل اللون الجديد كما هو متوقع بعد سحب اللون. قد يظهر اللون بشكل غير متجانس، مما يؤدي إلى ظهور شعيرات بلون متفاوت وغير متناسق. في بعض الحالات، قد يتحول اللون إلى درجات غير مرغوب فيها، مثل اللون البرتقالي أو الأصفر في حالة سحب اللون من الشعر الداكن.
5. تغيير طبيعة الشعر
قد يتغير هيكل الشعر بعد سحب اللون، إذ يصبح الشعر المجعد أكثر تجعدًا، في حين أن الشعر المستقيم قد يصبح أكثر خشونة أو يتعرض للتموجات غير المنتظمة. في بعض الحالات، قد تزداد مشكلة الشعر المتطاير أو الضعيف، مما يضر بمظهره العام ويجعله أكثر صعوبة في التصفيف.
6. تأثير المواد الكيميائية على الصحة العامة
إذا لم يتم تطبيق المواد الكيميائية بطريقة صحيحة أو لم يتم استخدامها بشكل معتدل، فقد تتسبب في مشاكل صحية أخرى. يمكن أن يؤدي استنشاق الأبخرة الناتجة عن المواد المبيضة إلى تهيج الجهاز التنفسي، كما أن التعرض لفترات طويلة لهذه المواد قد يؤثر على البشرة بشكل عام، مما يسبب الحساسية أو التهابات جلدية.
7. تأثر صبغات الشعر المستقبلية
بعد سحب لون الشعر، قد يواجه الشخص صعوبة في الحفاظ على لون الشعر المصبوغ الجديد. تتسبب المواد المبيضة في فتح قشرة الشعر بشكل دائم، مما يعني أن صبغة الشعر الجديدة قد لا تبقى لفترة طويلة كما كانت في البداية. غالبًا ما يتطلب الأمر إعادة تطبيق الصبغة بشكل مستمر للحفاظ على اللون، مما يزيد من تعرض الشعر للمواد الكيميائية.
نصائح لتقليل أضرار سحب لون الشعر
1. استخدام مواد سحب لون ذات جودة عالية
تجنب استخدام المنتجات المجهولة أو ذات الجودة المنخفضة. من المهم اختيار مواد سحب اللون التي تحتوي على مكونات إضافية تساعد في ترطيب الشعر وحمايته من الجفاف.
2. عدم المبالغة في سحب اللون
من الأفضل تجنب سحب اللون بشكل مفرط أو متكرر. يفضل إجراء العملية مرة واحدة فقط إذا كان من الضروري تغيير اللون، مع ترك فترات زمنية كافية بين كل عملية وأخرى حتى يتمكن الشعر من استعادة قوته.
3. الترطيب المكثف
بعد سحب لون الشعر، من الضروري استخدام مرطبات للشعر تعمل على إعادة الرطوبة والحيوية إليه. يُنصح باستخدام ماسكات الشعر أو الزيوت الطبيعية التي تحتوي على مكونات مغذية مثل زيت الأركان أو زيت جوز الهند.
4. اختيار مكونات طبيعية للصبغ
بدلاً من المواد الكيميائية القاسية، يمكن استخدام صبغات طبيعية تساهم في حماية الشعر وعدم تعريضه للتلف. على سبيل المثال، يُفضل استخدام الحناء أو الصبغات العضوية التي تحتوي على مكونات طبيعية.
5. الابتعاد عن حرارة أدوات تصفيف الشعر
تعتبر أدوات تصفيف الشعر مثل المكواة والسيشوار من العوامل التي تزيد من تلف الشعر بعد سحبه. يجب تقليل استخدام هذه الأدوات، وإذا كان من الضروري استخدامها، يجب استخدام واقيات الحرارة.
6. استشارة المختصين
قبل اللجوء إلى سحب لون الشعر، من الأفضل استشارة مختص تجميل متمرس لتقييم حالة الشعر واختيار التقنية الأنسب التي تحمي الشعر وتقلل من الأضرار المحتملة.
الخلاصة
على الرغم من أن سحب لون الشعر قد يبدو كطريقة مثالية للحصول على إطلالة جديدة وجذابة، إلا أنه يجب أن يتم بحذر. إن الأضرار التي قد تلحق بالشعر بعد سحب اللون تشمل التآكل والضعف العام للشعر، بالإضافة إلى جفافه وتلفه. من خلال اتباع النصائح الوقائية وتوخي الحذر في اختيار المواد المستخدمة، يمكن تقليل هذه الأضرار والحفاظ على صحة الشعر لأطول فترة ممكنة.
