5 عبارات كاذبة ستسمعها خلال بحثك عن عمل
البحث عن عمل يعد تجربة معقدة، تتراوح بين التفاؤل والإحباط، والأمل واليأس. يعد إيجاد فرصة عمل مناسبة هدفًا يسعى إليه الجميع في مراحل مختلفة من حياتهم المهنية. ومع ذلك، لا يخلو هذا المسار من العديد من التحديات، التي قد تكون جزءًا من اللعبة، سواء كانت في شكل عبارات غير دقيقة أو وعود كاذبة من أرباب العمل أو الشركات. في هذا المقال، نناقش خمس عبارات كاذبة ستسمعها غالبًا أثناء بحثك عن عمل.
1. “نحن نبحث عن مرشح مثالي، ولكنك قد تكون مناسبًا جدًا لهذا الدور”
تُعد هذه العبارة واحدة من أكثر العبارات شيوعًا التي قد تسمعها أثناء عملية التقديم على وظيفة. يقدم العديد من أصحاب العمل أنفسهم على أنهم في بحث مستمر عن “المرشح المثالي”، ولكن ما يثير الريبة هو استخدامهم لهذه العبارة بشكل مفرط لتدعيم فكرة أن الشخص المتقدم قد يكون مرشحًا قويًا، دون أن يتم تأكيد هذا في الواقع.
عادة ما يتم استخدام هذه العبارة كوسيلة لإعطاء انطباع إيجابي للمتقدمين، حتى في الحالات التي لا تكون فيها الشركة جادة في تقديم عرض. قد يُقال هذا ببساطة لرفع معنويات المتقدم دون أن يعكس حقيقة موقف الشركة. في بعض الأحيان، قد يكون هذا مجرد تكتيك لتجنب إظهار القبول أو الرفض المباشر في اللحظة نفسها.
كما يمكن أن يكون الغرض من هذه العبارة هو إبقاء خيارات الشركة مفتوحة، بحيث يتم تجاهل المتقدمين الذين قد لا يتناسبون مع متطلبات الوظيفة في النهاية دون أن يشعروا بالإهانة. لذلك، من المهم أن تكون حذرًا عند سماع هذه الكلمات، وأن تدرك أنها قد تعني ببساطة أن هناك العديد من المرشحين في المنافسة، والشركة لا ترغب في التأكيد على قرارها إلا بعد اكتمال عملية التقييم.
2. “نحن نؤمن بتطوير موظفينا، وستحصل على فرص تدريب مستمرة”
واحدة من أكثر العبارات التي يمكن أن تكون محبطة أثناء بحثك عن عمل هي عندما تسمع من أحد أصحاب العمل أنهم يحرصون على “تطوير موظفيهم” وأن فرص التدريب ستكون مستمرة. تُستخدم هذه العبارة كثيرًا لجذب المتقدمين إلى الوظائف في الشركات التي قد لا تملك بالفعل برامج تدريب فعالة أو مستمرة.
هذه العبارات تبدو مغرية للغاية، خصوصًا إذا كنت تبحث عن فرصة لتحسين مهاراتك وتطوير نفسك، لكن من المهم أن تكون على دراية بأن الكثير من الشركات لا تلتزم فعلاً بتقديم هذه الفرص. قد يُقال هذا ببساطة لجذب مرشحين جدد أو لتسويق دور معين. في الحقيقة، قد تكون فرص التدريب قليلة أو غير متاحة على الإطلاق، أو أن الشركة قد تتوقع منك أن تتعلم المهارات الجديدة بنفسك من خلال التجربة والخطأ دون توفير الدعم اللازم.
كذلك، في بعض الأحيان يتم تقديم التدريب كجزء من سياسة الشركة، لكن قد لا يكون هذا التدريب متاحًا بشكل منتظم أو قد يقتصر فقط على مجالات ضيقة لا تساهم في تطورك الشخصي أو المهني بالشكل الذي تتوقعه.
3. “الوظيفة تتطلب التزامًا جزئيًا فقط، لكنها قد تنمو لتصبح بدوام كامل”
قد تبدو هذه العبارة جذابة للعديد من الأشخاص الذين يفضلون الحصول على وظيفة جزئية أو مرنة. ولكن، الحقيقة أن العديد من الشركات التي تقول هذا قد لا تلتزم بهذا التوصيف، خاصة في حال تقدمهم للوظيفة لتوظيف شخص بدوام كامل في المستقبل. في الواقع، غالبًا ما تُستخدم هذه العبارة لجذب المتقدمين لأدوار تكون في البداية جزئية ولكنها تنطوي على عبء عمل قد يزداد تدريجيًا مع مرور الوقت.
قد تعني هذه العبارة أنه سيتم زيادة عدد ساعات العمل بشكل تدريجي حتى يصل الدور إلى وظيفة بدوام كامل، وبالتالي قد يجد الشخص نفسه مضطرًا إلى التزام أكثر مما كان يتوقع. في بعض الأحيان، قد تتذرع الشركات بالتغيرات في احتياجات العمل أو النمو الذي يحدث في الشركة كمبرر لزيادة ساعات العمل، ولكن لا يكون الموظف قد تم تحذيره بشكل صريح من هذه التغييرات مسبقًا.
إذا سمعت هذه العبارة، من المهم أن تطلب مزيدًا من التوضيح حول هذه النقطة وتحديدًا إلى أي مدى يمكن أن “تنمو” الوظيفة ليصبح الدور بدوام كامل، وكم من الوقت يتوقع أن يستغرق هذا الانتقال.
4. “لن تحتاج إلى خبرة سابقة، سنعلمك كل شيء تحتاجه”
أحد الوعود التي قد تسمعها في بعض إعلانات الوظائف هو “لن تحتاج إلى خبرة سابقة”. قد تبدو هذه العبارة مريحة للبعض الذين لا يمتلكون الخبرة اللازمة ولكنهم مهتمون بالانضمام إلى المجال المهني. في الواقع، قد لا تكون هذه العبارة صادقة كما تبدو.
بالرغم من أن بعض الشركات قد تقدم تدريبًا داخليًا أو برامج تعليمية للموظفين الجدد، إلا أن العديد من الشركات قد تفضل أن يكون لدى المتقدمين بعض الخبرة، حتى لو كانت بسيطة، لكي يضمنوا أنهم قادرون على أداء المهام دون الحاجة إلى تدريب مكثف. في الحقيقة، قد يتم استخدام هذه العبارة لجذب المتقدمين الذين يفتقرون إلى الخبرة، بينما في الواقع قد يكون لدى الشركة توقعات عالية جداً حول مدى استعداد الموظفين الجدد للمشاركة في العمل مباشرة.
عند سماع هذه العبارة، من الأفضل أن تسأل عن تفاصيل أكثر حول التدريب وكيفية تعامله مع الموظفين الجدد. هل سيكون التدريب كافيًا أم سيكون هناك نوع من “التعلم أثناء العمل” الذي قد يكون صعبًا أو مكثفًا؟
5. “نحن نبحث عن مرشح قوي، ولكننا نقدر الاستقلالية والإبداع”
تعتبر هذه العبارة من العبارات التي يستخدمها أصحاب العمل لتحديد نوع المرشح الذي يبحثون عنه. توحي هذه الكلمات بأن الشركة تقدر الأفراد القادرين على العمل بشكل مستقل ويحبون الإبداع. ولكن، غالبًا ما تكون هذه العبارة أكثر من مجرد شعار. في العديد من الأحيان، قد تكون الشركات تبحث عن شخص قادر على العمل بشكل مستقل في بيئة غير مرنة، حيث يتم تحديد الأهداف بدقة، ولا تكون هناك مساحة كبيرة للإبداع.
قد تكون هذه العبارة تشير إلى أن الشركة تبحث عن موظف يعمل تحت إشراف شديد أو في بيئة صارمة حيث لا يكون هناك مجال لتجربة أفكار جديدة. وفي كثير من الأحيان، قد يُطلب منك الالتزام بإجراءات ثابتة وأن تكون قادرًا على العمل تحت ضغط شديد.
من المهم أن تكون على دراية بأن هذه العبارة قد تستخدم فقط كوسيلة لتوضيح بعض سمات الشخصية التي يُفترض أن تكون موجودة في المتقدمين، لكن في الواقع، قد لا تكون هناك مساحة فعلية للإبداع أو الاستقلالية في العمل اليومي.
الخلاصة
إن بحثك عن عمل يمكن أن يتضمن العديد من المفاجآت، بعضها قد يكون محبطًا أو مخيبًا للآمال. إن العبارات التي يستخدمها أصحاب العمل قد تكون غير دقيقة أو تفتقر إلى الشفافية في كثير من الأحيان. لذلك، من المهم أن تكون على دراية بأهمية فهم ما يقال لك بشكل كامل، وأن تكون مستعدًا لطرح الأسئلة التي قد توضح مدى صحة هذه العبارات.
