أسباب ضعف الشعر وعلاجاته

أسباب ضعف الشعر

يمثل الشعر أحد أبرز العناصر الجمالية التي تميز الإنسان، ويعد انعكاسًا واضحًا للحالة الصحية العامة للجسم. ولكن في كثير من الأحيان، يعاني العديد من الأشخاص من مشكلات في صحة الشعر، وتحديدًا من “ضعف الشعر”، الذي قد يظهر في صورة تساقط مفرط، هشاشة، تقصف، فقدان اللمعان، أو بطء في النمو. إن فهم أسباب ضعف الشعر يعد خطوة جوهرية نحو الوقاية والعلاج. فهذه الظاهرة لا تنبع من سبب واحد بل تتعدد أسبابها بين العوامل الوراثية، والهرمونية، والنفسية، والعادات اليومية، والعوامل البيئية، والتغذوية.

في هذا المقال، سيتم استعراض الأسباب المحتملة لضعف الشعر بشكل مفصل، وتحليل أثر كل منها على بنية وصحة الشعر.

1. العوامل الوراثية والهرمونية

تلعب الوراثة دورًا رئيسيًا في تحديد طبيعة الشعر وقوته. فإذا كان في العائلة تاريخ من الشعر الضعيف أو الصلع الوراثي، فإن احتمال تعرض الفرد لضعف الشعر يزيد. هذا النوع من تساقط الشعر يعرف باسم “الصلع الوراثي” أو “الثعلبة الأندروجينية”، ويصيب الرجال والنساء على حد سواء بدرجات مختلفة.

أما التغيرات الهرمونية، فتؤثر بشكل مباشر على صحة الشعر. فعلى سبيل المثال، التغيرات التي تحدث خلال فترة الحمل، الولادة، سن اليأس، أو بسبب اضطرابات الغدة الدرقية، يمكن أن تؤدي إلى ضعف الشعر وتساقطه.

2. سوء التغذية ونقص الفيتامينات

الشعر يحتاج إلى تغذية متكاملة ليبقى قويًا وصحيًا. وأي نقص في العناصر الغذائية الأساسية يمكن أن ينعكس بشكل مباشر على الشعر. ومن أبرز هذه العناصر:

النظام الغذائي غير المتوازن، مثل الحميات القاسية أو الإفراط في تناول السكريات والدهون المشبعة، يسبب اختلالًا في توازن المغذيات ويؤدي في النهاية إلى ضعف الشعر.

3. العوامل النفسية والتوتر المزمن

يرتبط الإجهاد المزمن ارتباطًا وثيقًا بضعف الشعر وتساقطه. الإجهاد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول في الدم، وهو ما يسبب خللاً في دورة نمو الشعر، ويدفع بالشعر للدخول في مرحلة “الراحة” (Telogen) بدلاً من مرحلة النمو (Anagen). وهذه الحالة تعرف باسم “تساقط الشعر الكربي” (Telogen Effluvium).

كما أن بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق قد تؤدي إلى تغييرات في نمط النوم والتغذية، مما ينعكس سلبًا على صحة فروة الرأس والشعر. بل إن البعض يلجأ إلى سلوكيات مضرة مثل نتف الشعر (Trichotillomania) بسبب الضغوط النفسية.

4. استخدام المنتجات الكيميائية الضارة

من أكثر الأسباب شيوعًا لضعف الشعر الاستخدام المفرط للمنتجات الكيميائية كالصبغات، فرد الشعر، التمليس بالكيراتين، المواد المثبتة والبخاخات الصناعية. هذه المواد تحتوي على مركبات مثل الفورمالدهيد، الأمونيا، البيروكسيد، والسلفات، وهي تؤدي إلى:

• تكسير روابط الكيراتين الطبيعية في الشعر.

• تلف بصيلات الشعر وتقصفه.

• تجريد الشعر من الزيوت الطبيعية.

• تحفيز التهابات فروة الرأس.

كما أن استخدام الشامبو القاسي أو غير المناسب لنوع الشعر يضعف الطبقة الحامية الخارجية (الـ Cuticle) ويزيد من هشاشته.

5. الإفراط في التصفيف الحراري

استخدام أدوات تصفيف الشعر بالحرارة مثل المكواة ومجففات الشعر بشكل مفرط يؤثر سلبًا على مرونة وسلامة بنية الشعر. فالحرارة العالية تضعف روابط البروتين، وتؤدي إلى تبخر الرطوبة الداخلية، مما ينتج عنه:

• تقصف الأطراف.

• خشونة في الملمس.

• فقدان اللمعان.

• تكسير خصلات الشعر.

وقد أظهرت دراسات أن التكرار اليومي لاستخدام المجفف بدرجة حرارة عالية يزيد من هشاشة الشعر بنسبة تتجاوز 70% مقارنةً بالشعر الذي لم يتعرض لتصفيف حراري.

6. العوامل البيئية والمناخية

البيئة المحيطة تلعب دورًا محوريًا في صحة الشعر. ومن أبرز هذه العوامل:

• التعرض المستمر لأشعة الشمس: الأشعة فوق البنفسجية تضعف بروتين الشعر وتؤدي إلى بهتانه وتكسره.

• التلوث الجوي: المواد العالقة في الهواء من دخان وغبار وغازات ملوثة تترسب على فروة الرأس وتعيق وصول الأكسجين والمغذيات.

• المياه الملوثة أو المحتوية على نسبة عالية من الكلور: كما هو الحال في أحواض السباحة، تؤدي إلى جفاف الشعر وفقدان مرونته.

7. التغيرات الهرمونية بعد الحمل أو انقطاع الطمث

تعاني النساء بعد الولادة من انخفاض حاد في مستوى هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بكثرة في الأشهر التالية للولادة. كذلك، فإن دخول المرأة في مرحلة سن اليأس (Menopause) يصاحبه تغيرات هرمونية تؤثر على نمو الشعر وكثافته.

8. أمراض فروة الرأس

تعاني فروة الرأس أحيانًا من أمراض تسبب التهابًا أو تقشرًا أو ضعفًا في نمو الشعر. من هذه الأمراض:

• الثعلبة (Alopecia Areata): حالة مناعية تهاجم فيها خلايا الجسم بصيلات الشعر.

• الصدفية: تؤدي إلى تقشر الجلد على فروة الرأس وتعيق نمو الشعر.

• القشرة الدهنية: تسبب انسداد بصيلات الشعر وضعف نموها.

• العدوى الفطرية: مثل السعفة، تؤدي إلى تساقط الشعر في مناطق محددة.

9. نقص تدفق الدم إلى فروة الرأس

ضعف الدورة الدموية في فروة الرأس يعني انخفاض كمية الأوكسجين والمغذيات التي تصل إلى بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى:

• تباطؤ في نمو الشعر.

• ضعف في سماكة الشعرة.

• دخول الشعر في مرحلة السقوط مبكرًا.

وتتأثر الدورة الدموية بسبب عوامل مثل التوتر، قلة الحركة، مشاكل في القلب أو الأوعية الدموية.

10. الأدوية والعلاجات الكيميائية

بعض الأدوية تحمل آثارًا جانبية تشمل ضعف وتساقط الشعر، ومن أبرزها:

• العلاج الكيميائي والإشعاعي: يؤثر على الخلايا سريعة الانقسام، ومنها خلايا بصيلات الشعر.

• مضادات الاكتئاب.

• أدوية ارتفاع ضغط الدم.

• حبوب منع الحمل.

• أدوية خفض الكوليسترول.

ينبغي دومًا مراجعة الطبيب عند ملاحظة ضعف الشعر أثناء تناول أحد الأدوية.

11. التقدم في العمر

مع التقدم في العمر، تبدأ دورة حياة الشعر في التباطؤ، ويصبح الشعر:

• أقل كثافة.

• أضعف من حيث البنية.

• أبطأ في النمو.

• أكثر ميلًا للتقصف والسقوط.

ويرجع ذلك لانخفاض إنتاج الكولاجين والكيراتين في الجسم، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية.

12. العادات السيئة في العناية بالشعر

سوء العناية بالشعر قد يكون السبب المباشر في ضعفه، ومن بين هذه العادات:

• غسل الشعر بماء ساخن جدًا.

• تمشيط الشعر وهو مبلل.

• استخدام مشط أو فرشاة غير مناسبة.

• ربط الشعر بشدة.

• النوم بشعر مبلل.

• إهمال قص الأطراف بانتظام.

هذه السلوكيات تتلف البنية الطبيعية للشعرة وتؤدي إلى تكسرها تدريجيًا.

خلاصة الجدول الشامل لأسباب ضعف الشعر:

المراجع:

1. Mayo Clinic – Hair loss causes

2. American Academy of Dermatology Association – Hair care and hair loss tips