الفتاة في الصورة: قصة كيم فوك، الصورة، وحرب فيتنام
في الثامن من يونيو عام 1972، وبينما كانت ألسنة النيران تلتهم قريتها في جنوب فيتنام، خرجت الفتاة الصغيرة كيم فوك، التي كانت في التاسعة من عمرها، هاربة من ألسنة النيران والحرائق التي نشبت بفعل القنابل النابالمية. هذا المشهد، الذي تم توثيقه في صورة واحدة، أصبح واحدًا من أكثر الصور إيقاعًا في القرن العشرين، وأثرت بشكل كبير على الرأي العام ضد حرب فيتنام. تعود هذه الصورة إلى لحظة مؤلمة من تاريخ الحرب، وقد أصبحت رمزًا لمآسيها وأهوالها.
الكتاب الذي يحمل عنوان “الفتاة في الصورة: قصة كيم فوك، الصورة، وحرب فيتنام” للمؤلفة دينيس تشونغ، يقدم تحليلًا متعمقًا لهذه الصورة الشهيرة، ويفتح نافذة على حياة كيم فوك بعد تلك اللحظة التاريخية. يتناول الكتاب في طياته كيف تم التقاط تلك الصورة المؤثرة، والقصص الشخصية التي شكلت حياة كيم فوك بعد أن أغلق مصور الكاميرا.
تسلط دينيس تشونغ الضوء في كتابها على مسار حياة كيم فوك، التي تعرضت لجروح بالغة نتيجة النابالم، وكيف أثرت تلك التجربة على حياتها الشخصية والروحية. بعد سنوات من الألم والمعاناة، نجحت كيم فوك في الهروب من فيتنام وانتقلت إلى كندا، حيث أصبحت ناطقة باسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). يسلط الكتاب الضوء أيضًا على الصعوبات والتحديات التي واجهتها كيم فوك بعد وصولها إلى كندا، كما يستعرض رحلتها في التغلب على صدمات الماضي وبناء حياة جديدة.
يُعد هذا العمل من الأعمال النادرة التي تقدم نظرة من منظور فيتنامي على حرب فيتنام، وهو يروي تفاصيل الحياة اليومية في أعقاب هذه الحرب، ويستكشف آثارها المدمرة على جميع الأطراف المشاركة. يتناول الكتاب تأثيرات الحرب على الأفراد والمجتمعات، ويتحدث عن التأثيرات المستمرة للصورة على الوعي العالمي تجاه حرب فيتنام ومعاناة المدنيين.
من خلال كتاب “الفتاة في الصورة”، تقدم دينيس تشونغ رؤية فريدة وشاملة لكيم فوك، تلك الفتاة التي أصبحت رمزًا لمآسي الحرب. تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمان والمكان، حيث تجمع بين السرد التاريخي والتجربة الشخصية، مما يوفر فهمًا أعمق للأحداث التي شكلت جزءًا من التاريخ الحديث.
صدر الكتاب في أغسطس 2001 عن دار نشر “بنجوين بوكز”، وهو من الأعمال التي تستحق القراءة لأولئك الذين يرغبون في فهم أعمق لأثر الحرب على الأفراد والمجتمعات، بالإضافة إلى استكشاف الدور الذي تلعبه الصور في تشكيل الرأي العام. من خلال تحليل حياة كيم فوك، يقدم الكتاب أيضًا دراسة حول كيفية تأثير الحروب على الهويات الشخصية وكيف يمكن للتجارب الفردية أن تشكل القصص الكبرى التي تُروى عبر الأجيال.