في رواية “الفارس الباهت يأتي” التي كُتبت بواسطة الكاتب ستيفن هنتر، يعود الشخصية اللا تُنسى إيرل سواغر في استكمال مشواره المثير الذي بدأه في رواية “هوت سبرينغز”، التي احتلت قائمة أكثر الكتب مبيعًا وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز. تُظهر الرواية مرة أخرى لماذا يُطلق على هنتر لقب “الكاتب الحديث الوحيد الذي يمكن أن يدعي أنه وريث داشيل هاميت الفوري”.
الأحداث تأخذنا إلى عام 1951، والمكان الأخير في أمريكا الذي يتمنى فيه أي رجل عاقل أن يزوره هو مزرعة العقوبات في ذيبس بولاية ميسيسيبي (للسود). يقع المكان على ضفاف نهر مظلم، محاطًا بالمستنقعات والغابات الصنوبرية الكثيفة، يمثل الجنوب القديم في أشد وجوهه قسوةً – مكانًا للعنف والإرهاب العنصري وشائعات أكثر رعبًا. ومن القلائل الذين يخوضون هذه الرحلة، سواء كانوا سود أم بيض، يعود قلة قليلة فقط منهم.
وفي هذا العام، سيأتي رجلان إلى ذيبس. الأول هو سام فينسنت، النائب العام السابق في مقاطعة بولك بولاية أركنساس. بتردد كبير، يقبل سام وظيفة مقدمة من محامٍ شيكاغوي ناعم اللسان للتحقيق في اختفاء شخص. يعلم سام عن ذيبس ويعرف أن المكان يحمل صدى خاصًا من الرعب في ثقافة السود التي يفهمها بشكل غير كامل.
سام رجل حذر. قبل أن يغادر في هذه الرحلة الخطرة، يعترف بمخاوفه لمحققه السابق إيرل سواغر، البطل البحري في جزيرة إيوو جيما ومحارب العصابات في هوت سبرينغز، والذي أصبح الآن رقيبًا في شرطة ولاية أركنساس. يتعهد إيرل بأنه إذا لم يعد سام في وقت معين، سيبحث عنه. سيُحضر سام معه معرفته بالقانون وتعاطفه وحسه بالمنطق إلى ذيبس، ولكن إيرل سيحضر فقط مسدساته.
ما يتعرضون له هناك هو شيء خارج عن أوهامهم للشر. يحكم البلدة السوداء الميتة نواب بيض على ظهور الخيول، يشبهون أكثر إلى جيش احتلال من إلى قوة شرطة. كل مواطن في البلدة مدين للمتجر، الهيكل الوحيد المتبقي للمؤسسات المدنية، والهروب الوحيد هو عبر التيارات البرية للنهر الداكن التي تغمر بقدر ما تحرر.
ولكن لا شيء في البلدة يمكن أن يعد إيرل للسجن نفسه حيث يصبح أول سجين أبيض. إنها موقع من الرعب: يديره مجنون عجوز بنظرياته الجنونية حول النقاء العرقي، يديره رقيب حراس فعال بوحشية يُعرف باسم “بيغ بوي”. يلقبه السجناء برجل السوط – يمكنه أن يأخذ روح الرجل بسوطه التسعة أقدام من الحشو.
سيتحدى سام وإيرل حدود قوتهما في هذا المكان وسيكافحون ليس فقط من أجل بقائهما، ولكن مع أسئلة أعمق: ماذا يفعل الإنسان عندما يواجه شرًا مثل هذا؟ هل يمكن تصحيحه؟ هل يمكن تصحيحه، إعادة توجيهه، إصلاحه؟ أم يجب أن يُدمر فقط؟ وإذا كان الأمر كذلك، فأين يمكن العثور على الرجال الذين يدمرونه؟
استنادًا إلى أقدم الأساطير، والأدب الكلاسيكي والحديث، وثقافة الجماهير في أوجها الأكثر نشاطًا، وكتّاب الأسلحة الذهبية في الخمسينات، تعتبر “الفارس الباهت يأتي” قصة رائعة عن العنف والقصاص، كُتبت بنفس السرعة العالية لروايات هنتر الكلاسيكية مثل “نقطة الصدمة”، و”الفتيان البيض القذرة”، و”الضوء الأسود”، و”وقت الصيد”. تأتي الرواية ضمن تصنيف الروايات الواقعية والإثارة بشكل عام، وتم نشرها بواسطة دار النشر سايمون وشوستر في شهر أكتوبر من عام 2001.