الفئات الأكثر تعرضًا لحوادث الدهس

الفئات الأكثر تأثراً بحوادث الدهس

حوادث الدهس هي واحدة من أكثر الحوادث المروعة التي قد يتعرض لها الأفراد، فهي ليست فقط تتسبب في إصابات جسدية خطيرة ولكنها أيضاً تترك آثارًا نفسية واجتماعية تدوم طويلًا. تختلف درجة التأثير حسب الفئة العمرية والصحية والثقافية التي ينتمي إليها الضحية، وكذلك السياق الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع الذي يعيش فيه. وعلى الرغم من أن حوادث الدهس قد تؤثر على جميع فئات المجتمع، إلا أن بعض الفئات تكون أكثر عرضة لتلك الحوادث وتتحمل آثارها بشكل أكبر. في هذا المقال، سنسلط الضوء على الفئات الأكثر تأثراً بحوادث الدهس، مع تحليل العوامل التي تجعلهم عرضة لهذه الحوادث، وكيفية الوقاية منها.

1. الأطفال والمراهقون

تعد فئة الأطفال والمراهقين من الفئات الأكثر تأثراً بحوادث الدهس. الأطفال، تحديدًا، هم الأكثر عرضة للحوادث بسبب عدة عوامل منها:

• التنقل غير المدروس: الأطفال في سن مبكرة لا يمتلكون الوعي الكامل للمخاطر المحيطة بهم. يتنقلون بسرعة ويلعبون في الشوارع أو بالقرب من الطرق دون أخذ الاحتياطات اللازمة. وغالبًا ما يكون لديهم ردود فعل بطيئة عند عبورهم الطريق، ما يجعلهم عرضة للدهس.

• ضعف الوعي المروري: الأطفال ليسوا مدربين بشكل كاف على قواعد المرور أو كيفية التصرف في حالة الاقتراب من الطريق. فهم غالبًا ما يظنون أن الطريق آمن بدون أن يأخذوا في اعتبارهم السيارات القادمة.

• عدم القدرة على تقييم المسافات والسرعات: حتى في حالة العبور من الأماكن المخصصة للمشاة، فإن الأطفال يواجهون صعوبة في تقدير سرعة المركبات والمسافة بينها وبينهم، مما يزيد من فرص وقوع الحوادث.

أما بالنسبة للمراهقين، فهم قد يكونون عرضة لحوادث الدهس بسبب رغبتهم في اختبار حدودهم والتهور أثناء العبور من الأماكن غير المخصصة لذلك، سواء بسبب الضغط الاجتماعي أو الشعور بالقوة والاستقلالية.

2. كبار السن

تعد فئة كبار السن من بين أكثر الفئات تأثرًا بحوادث الدهس، وذلك لعدة أسباب مرتبطة بتغيرات صحية وحركية تحدث مع تقدم العمر. أبرز هذه الأسباب تشمل:

• الضعف البدني والحركي: مع تقدم العمر، تصبح قدرة كبار السن على الحركة أكثر ضعفًا. قد يواجهون صعوبة في السير بسرعة أو في التنقل عبر الطرق المزدحمة. كما أن التغيرات في المفاصل والعضلات قد تجعلهم أكثر عرضة للسقوط أو التباطؤ أثناء عبور الشارع.

• مشاكل في الرؤية والسمع: الكثير من كبار السن يعانون من مشاكل في الرؤية أو السمع، مما يجعلهم أقل قدرة على ملاحظة السيارات القادمة أو سماع صوت التنبيه من السائقين. هذا يزيد من مخاطر تعرضهم لحوادث الدهس.

• الأمراض المزمنة: كبار السن غالبًا ما يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض القلب أو مشاكل الأعصاب، مما قد يؤثر على قدرتهم على التصرف بشكل سريع وفعال في المواقف الطارئة، بما في ذلك عند عبور الطريق.

• الاعتماد على الآخرين في التنقل: بعض كبار السن قد يعتمدون على الآخرين في تنقلاتهم، مما قد يجعلهم عرضة لمواقف خطرة مثل الوقوف في أماكن غير آمنة أو العبور من أماكن لا ينبغي العبور منها.

3. الأشخاص ذوو الإعاقة

تعد فئة الأشخاص ذوي الإعاقة من أكثر الفئات تعرضًا لحوادث الدهس، خصوصًا أولئك الذين يعانون من إعاقات حركية. هذه الفئة تواجه تحديات إضافية تتعلق بالوصول إلى أماكن العبور الآمنة، وتتمثل بعض هذه التحديات في:

• صعوبة التنقل: الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية يواجهون صعوبة كبيرة في التنقل في البيئة الحضرية، وخاصة في غياب البنية التحتية المناسبة مثل الأرصفة المناسبة أو إشارات المرور الخاصة بهم.

• عدم توافر وسائل مساعدة كافية: في كثير من الأحيان، لا توجد وسائل مساعدة كافية للأشخاص ذوي الإعاقة، مثل الكراسي المتحركة، حيث لا تكون الطرق أو المعابر مهيأة لاستقبالهم بشكل آمن.

• الاعتماد على وسائل النقل العامة: كثير من الأشخاص ذوي الإعاقة يعتمدون على وسائل النقل العامة، التي قد لا تكون دائمًا مجهزة لتلبية احتياجاتهم الخاصة، مما يزيد من احتمالية تعرضهم لحوادث الدهس أثناء التنقل.

4. المشاة في المناطق الحضرية

المشاة في المدن الكبيرة، سواء كانوا من البالغين أو الأطفال، يعتبرون من أكثر الفئات تأثراً بحوادث الدهس بسبب الازدحام المروري والمخاطر المرتبطة بالتنقل في بيئات ذات كثافة سكانية عالية. بعض العوامل التي تساهم في ذلك تشمل:

• الازدحام المروري: في المدن الكبرى، تشهد الطرق ازدحامًا مستمرًا بسبب كثافة السيارات والمركبات العامة، مما يزيد من مخاطر الحوادث. وغالبًا ما يتجاهل بعض السائقين إشارات المرور، مما يعرض المشاة للخطر.

• التنقل السريع وغير المدروس: في بعض الأحيان، قد يضطر المشاة إلى عبور الطرق بسرعة لتجنب تأخيرهم أو لتلبية احتياجاتهم اليومية. هذا التنقل السريع يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث الحوادث إذا لم يتخذوا احتياطات السلامة اللازمة.

• قلة الإشارات المرورية المخصصة للمشاة: في بعض الأماكن، لا توجد إشارات مرورية كافية أو معابر خاصة للمشاة، مما يدفعهم إلى عبور الطرق في أماكن غير مخصصة لذلك.

5. راكبو الدراجات الهوائية

على الرغم من أن راكبي الدراجات الهوائية قد لا يكونون من الفئات الأكثر عرضة لحوادث الدهس مقارنة بالمشاة، إلا أنهم يعتبرون عرضة لهذه الحوادث بشكل كبير، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى مسارات مخصصة للدراجات. بعض العوامل التي تسهم في تعرضهم للحوادث تشمل:

• عدم وجود بنية تحتية للدراجات: في الكثير من المدن، لا توجد مسارات مخصصة لراكبي الدراجات، مما يضطرهم إلى المشاركة في الطرق مع السيارات. هذا يزيد من فرص وقوع حوادث الدهس إذا كان السائقون غير منتبهين أو يتجاهلون وجود الدراجات.

• سرعة الحركة: راكبو الدراجات يتحركون بسرعة أكبر من المشاة، مما قد يزيد من احتمالية وقوع الحوادث في الأماكن التي تكون فيها الحركة المرورية كثيفة أو متداخلة.

• التغيرات المفاجئة في الاتجاه: في بعض الأحيان، قد يغير راكب الدراجة اتجاهه فجأة أو يتحرك بشكل غير متوقع، ما يجعل من الصعب على السائقين تجنبهم في الوقت المناسب.

الخاتمة

تؤثر حوادث الدهس بشكل كبير على العديد من الفئات الاجتماعية المختلفة، وتستدعي وضع استراتيجيات فعالة للحد من هذه الحوادث وحماية الأفراد الأكثر عرضة للخطر. إذ يتطلب الأمر تحسين البنية التحتية للمدن، وتوفير وسائل النقل الآمنة، وتعزيز الوعي المروري لدى جميع الفئات العمرية. كما يجب أن تكون هناك تشريعات وسبل رقابة أكثر صرامة على السائقين لضمان احترامهم لقوانين المرور والمساهمة في الحد من حوادث الدهس في المجتمع.