الغدد الليمفاوية تحت الإبط

الغدد الليمفاوية تحت الإبط: دورها، عددها وأهميتها الصحية

الغدد الليمفاوية هي جزء أساسي من جهاز المناعة في الجسم البشري، فهي تمثل نقطة تجميع وتصفية السائل الليمفاوي الذي يحتوي على خلايا مناعية تشارك في مكافحة الأمراض والالتهابات. تقع هذه الغدد في مناطق متفرقة من الجسم، مثل الرقبة، الإبط، البطن، والفخذ. تعتبر الغدد الليمفاوية تحت الإبط من الغدد الليمفاوية البارزة في الجسم، حيث تتموضع تحت الجلد في منطقة الإبط وهي مسؤولة عن تصريف السائل الليمفاوي من اليدين والثدي والمناطق المحيطة. في هذا المقال، سوف نتناول الغدد الليمفاوية تحت الإبط بشكل مفصل، بما في ذلك عددها، موقعها، وظيفتها، والأمراض المرتبطة بها.

موقع الغدد الليمفاوية تحت الإبط

توجد الغدد الليمفاوية تحت الإبط في المنطقة الواقعة بين الجزء العلوي للذراع والجسم. يمكن أن يشعر الفرد بهذه الغدد من خلال اللمس، خاصة عندما تتورم بسبب التهابات أو مشاكل صحية أخرى. يطلق على هذه الغدد في بعض الأحيان اسم “الغدد الإبطية” أو “الغدد الليمفاوية الإبطية”. تعد هذه الغدد جزءًا من سلسلة من الغدد الليمفاوية المنتشرة في الجسم، وهي ترتبط بنظام الأوعية الليمفاوية الذي ينقل السائل الليمفاوي عبر الجسم.

عدد الغدد الليمفاوية تحت الإبط

عادةً ما يتراوح عدد الغدد الليمفاوية تحت الإبط من 20 إلى 40 غدة، وتختلف هذه الكمية من شخص لآخر. يختلف حجم هذه الغدد أيضًا وفقًا لعدة عوامل، بما في ذلك العمر والصحة العامة للشخص. في بعض الحالات، قد يلاحظ الأشخاص وجود كتلة صغيرة تحت الجلد في منطقة الإبط، وهو ما يشير عادة إلى وجود غدة ليمفاوية.

عند حدوث تورم في الغدد الليمفاوية تحت الإبط، قد يكون ذلك نتيجة لعدة أسباب صحية، مثل العدوى أو الالتهابات، أو قد يشير إلى وجود مشاكل أكثر خطورة مثل السرطان. لذلك، من المهم أن يكون الشخص على دراية بكيفية مراقبة هذه الغدد والتعرف على أي تغيرات قد تطرأ عليها.

وظيفة الغدد الليمفاوية تحت الإبط

الغدد الليمفاوية تحت الإبط هي جزء من جهاز المناعة في الجسم. تساعد هذه الغدد في تصفية السائل الليمفاوي الذي يمر من الأنسجة المحيطة. يتم جمع السائل الليمفاوي من أجزاء مختلفة من الجسم، مثل اليدين والثديين. بعد أن يمر السائل الليمفاوي عبر الغدد الليمفاوية، يتم فحصه بحثًا عن خلايا ضارة مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الخلايا السرطانية.

عندما تكتشف الغدد الليمفاوية وجود أشياء غير طبيعية، مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الخلايا السرطانية، يتم تنشيط الجهاز المناعي لإنتاج خلايا الدم البيضاء لمكافحة هذه العدوى أو التهديدات. هذه العمليات تعتبر حيوية لحماية الجسم من الأمراض.

تعمل الغدد الليمفاوية على تصفية الملوثات وتحملها إلى الخلايا المناعية المناسبة لمحاربتها. في حالة الإصابة، مثل التهابات الجلد أو الأمراض التنفسية، تتضخم الغدد الليمفاوية تحت الإبط بشكل ملحوظ حيث تبدأ الخلايا المناعية في الانقسام والانتشار لمحاربة العوامل الممرضة. كما أن هذه الغدد تساهم في تنظيم التوازن السائل داخل الجسم.

التورم والتضخم في الغدد الليمفاوية تحت الإبط

إن تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط يعتبر من الأعراض التي يمكن أن ترتبط بعدد من الحالات الصحية. يحدث التورم عندما تكافح الغدد الليمفاوية للحد من العدوى أو الأجسام الغريبة التي قد تكون دخلت الجسم. عندما يحدث التهاب في منطقة الإبط، تتضخم الغدد الليمفاوية وتصبح مؤلمة عند اللمس.

من الأسباب الشائعة لتورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط:

1. العدوى: العدوى البكتيرية أو الفيروسية، مثل التهاب الحلق أو نزلات البرد، يمكن أن تؤدي إلى تورم الغدد الليمفاوية. كما قد يحدث التورم نتيجة لعدوى في الجلد أو الأنسجة المحيطة، مثل التهاب الجلد.

2. إصابات الثدي: بالنسبة للنساء، يمكن أن يتسبب التهاب الثدي أو العدوى في الثدي (مثل التهاب الثدي أو خراج الثدي) في تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط.

3. السرطان: في بعض الأحيان، يمكن أن يكون التورم ناتجًا عن انتشار الخلايا السرطانية إلى الغدد الليمفاوية، مثل سرطان الثدي أو سرطان الغدد الليمفاوية (اللمفوما).

4. الأمراض المناعية: بعض الحالات المرضية التي تؤثر على جهاز المناعة مثل الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي قد تؤدي أيضًا إلى تورم الغدد الليمفاوية.

5. الإجهاد البدني: في بعض الحالات، قد يؤدي التعب الشديد أو الجهد البدني الكبير إلى تورم مؤقت في الغدد الليمفاوية تحت الإبط.

أمراض أخرى تتعلق بالغدد الليمفاوية تحت الإبط

1. اللمفوما: اللمفوما هي نوع من السرطان الذي يبدأ في الخلايا الليمفاوية. يمكن أن تتسبب اللمفوما في تورم غير مؤلم في الغدد الليمفاوية تحت الإبط. في بعض الأحيان، قد تكون هذه الغدد أول علامة على الإصابة بالسرطان.

2. سرطان الثدي: قد تتأثر الغدد الليمفاوية تحت الإبط عند إصابة الشخص بسرطان الثدي. في هذه الحالات، قد تنتشر الخلايا السرطانية من الثدي إلى الغدد الليمفاوية المحيطة، مما يؤدي إلى تورم في المنطقة.

3. أمراض المناعة الذاتية: مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، حيث يمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى تضخم الغدد الليمفاوية في أجزاء مختلفة من الجسم.

4. التهاب الغدد الليمفاوية: يمكن أن يحدث التهاب أو تورم في الغدد الليمفاوية نتيجة للعدوى أو الالتهاب، وفي بعض الحالات قد يكون مصحوبًا بألم واحمرار في المنطقة.

كيفية فحص الغدد الليمفاوية تحت الإبط

قد يقوم الطبيب بفحص الغدد الليمفاوية تحت الإبط كجزء من تقييم صحي عام أو عند وجود أعراض مثل الألم أو التورم. يمكن للطبيب أن يلمس الغدد الليمفاوية لتحديد ما إذا كانت متورمة أو مؤلمة. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات إضافية مثل:

• فحوصات الدم: لتحديد ما إذا كان هناك وجود للعدوى أو مشاكل صحية أخرى.

• الأشعة: مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لفحص ما إذا كانت هناك مشاكل أخرى في الأنسجة أو الأعضاء المحيطة.

• خزعة: في حالات معينة، قد يتم أخذ عينة من الغدة الليمفاوية لفحصها تحت المجهر لتحديد ما إذا كانت تحتوي على خلايا سرطانية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا لاحظت أي تورم أو ألم مستمر في الغدد الليمفاوية تحت الإبط، يجب استشارة الطبيب. يمكن أن يكون التورم غير المؤلم ناتجًا عن حالة بسيطة مثل العدوى، لكن إذا كان التورم مصحوبًا بأعراض أخرى مثل فقدان الوزن غير المبرر، التعرق الليلي، أو الحمى، فيجب أن تتوجه للطبيب فورًا لتقييم الحالة.

الخاتمة

الغدد الليمفاوية تحت الإبط تعد من الأجزاء المهمة لجهاز المناعة في الجسم البشري، حيث تسهم في تصفية السائل الليمفاوي ومكافحة العدوى والأمراض. من المهم مراقبة صحة هذه الغدد والبحث عن أي تغيرات قد تشير إلى مشكلات صحية. في حالات التورم أو الألم المستمر في هذه الغدد، يجب أن يتم استشارة الطبيب لتشخيص السبب وعلاجه بشكل مناسب.