بملامح الضبابية التي تخيم على العقل والتاريخ، تنغمس رواية “The Great Stink” للكاتبة Clare Clark في أحداث لندن عام 1855، حيث يعود المهندس ويليام ماي إلى وطنه بعد مشاركته في حروب القرم، حاملاً معه عبء الصراعات الداخلية والخارجية التي شهدها. يجد ماي نفسه مكلفًا بتحويل نظام الصرف الصحي في لندن، وهو مهمة ليست بالسهلة في ظل تعفن الفساد الذي يخترق البنية السياسية والاجتماعية للمدينة.
تجسد الرواية شخصيات فريدة بشكل استثنائي، حيث يظهر ويليام ماي كرمز للصراع الداخلي والصراع مع الظلام الذي يحيط بروحه، فهو يجد نفسه متورطًا في جريمة قتل تهز سلامة الأنفاق التي يعمل فيها. تعتمد قصة الرواية على التناقضات الاجتماعية والثقافية في القرن التاسع عشر، حيث يقتحم “لونغ آرم توم”، الذي يعيش في عالم الصرف الصحي السفلي ولا يهتم سوى بكلبه “ليدي”، عالم ويليام ماي، مما يجلب الأمل والإنقاذ المحتمل للمهندس المشوش.
تتقاطع أحداث الرواية مع تفشي وباء الكوليرا الذي يهدد حياة سكان المدينة، مما يضعف جهود ماي في تحسين الظروف الصحية للمدينة. ومن خلال لغة مباشرة وواقعية لا تتهرب من عرض الصور البشعة للمجتمع والظروف المحيطة، تستحضر كلير كلارك عالمًا من الجدل والمغامرة والغموض.
بالفعل، تُعد “The Great Stink” إضافة قوية إلى تراث الروايات التاريخية، حيث تتميز بقدرتها على تقديم قصة مثيرة تتناغم بشكل متقن مع السياق التاريخي والاجتماعي للعصر. إنها ليست مجرد رواية عن الجريمة والغموض، بل هي استكشاف عميق لتحولات المجتمع والنفس البشرية في وجه التحديات القاسية.