“أبداً مرة أخرى؟: تهديد العداء الجديد للسامية”، للكاتب أبراهام فوكسمان، يعتبر من الكتب الهامة التي تستحق القراءة والتأمل في الزمان الحالي. يناقش هذا الكتاب موضوع العداء للسامية، والذي كان في تناقص حول العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لكنه عاد بقوة خلال السنوات الأخيرة.
في ظل الحرب المستمرة على الإرهاب، وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وتدهور الاقتصاد العالمي، تسري تيارات مقلقة يعلم الكثيرون بوجودها بشكل ضبابي. كيف يمكن للقرن الحادي والعشرين – الألفية الجديدة التي بدأت بتفاؤل كبير قبل سنوات قليلة فقط – أن يتعرض بهذه السرعة لظهور الكراهية القديمة، مزودة الآن بقوى الإرهاب العالمي؟
أبراهام فوكسمان، المدير الوطني لرابطة مكافحة التشهير، يقاتل يومياً ضد خطر التعصب والتحامل. نتيجة للأحداث المثيرة للقلق التي شهدناها في السنوات الأخيرة، هو مقتنع بأننا نواجه حالياً تهديداً كبيراً لسلامة وأمن الشعب اليهودي مثلما واجهنا في الثلاثينات من القرن الماضي. فوكسمان يكتب: “في الذاكرة الحية، رأينا ما يمكن أن يحدث عندما تشهد دولة أو قارة اندفاعاً غير مكبوح للعداء للسامية. تعلم شعب اليهود في العالم – وجميع الأشخاص ذوو النوايا الحسنة الذين يشتركون في رغبتهم في مجتمع عادل وحر – مجموعة من الدروس الحاسمة من التاريخ المأساوي للقرن العشرين. اليوم، ندرك مدى أهمية التعرف على ظهور أشكال جديدة من العداء للسامية حتى نستطيع تحذير العالم وتجنب أسوأ الآثار”.
العداء للسامية يظل شكلاً خبيثاً من أشكال التعصب العرقي والديني، بتداعيات على جميع البشرية. في المجتمعات من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، وأوروبا إلى جنوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية، يتعرض اليهود للاضطهاد بطرق قديمة وجديدة. من خلال استكشاف تاريخ العداء للسامية وتقديم أول تحليل شامل للمشاعر المنتشرة بشكل متزايد ضد اليهود حول العالم، يقدم “أبداً مرة أخرى؟” مناقشة حاسمة للخطوات التي يجب اتخاذها لمنع أن يشهد هذا القرن تكرارًا لرعب القرن الماضي.
يندرج هذا الكتاب تحت فئة العلوم الاجتماعية والعلاقات العرقية والتمييز، ويتم نشره بواسطة دار HarperOne في شهر أكتوبر عام 2003. يعتبر هذا الكتاب مصدراً ثرياً للمعلومات حول تاريخ العداء للسامية وتحليله في الزمان الحالي، ويقدم نقاشًا هامًا حول الإجراءات التي يجب اتخاذها لمنع تكرار مأساة القرن الماضي في القرن الحالي.