في ربوع القرن الخامس عشر في أراضي اسكتلندا الجميلة، يروي الكاتب ري د. تاناهيل في كتابه “العالم، اللحم، والشيطان” قصة ملحمية تنقلنا إلى عالم متشابك من الصراعات والمؤامرات السياسية. يقودنا الأسقف غافين كاميرون من كينفيل، المستشار الأعلى للمملكة، في رحلة مثيرة تهدف إلى إيقاف مؤامرة الشماس كولومبا كروزير على تدمير الملك وتقويض استقرار المملكة.
الكتاب، الذي نشرته دار النشر “كراون” في إبريل من عام 1987، يتميز بقوة السرد وعمق الشخصيات، حيث يتناول براعة الكاتب الأحداث التاريخية بأسلوب يجمع بين الوقائع والخيال. تنقلب الصفحات لتكشف لنا عن مؤامرات محكمة، وتحالفات خفية، ومعارك سياسية محمومة تعكس روح العصور الوسطى.
الكتاب يتحدث ببلاغة عن الخيوط الدقيقة للعلاقات السلطوية والدينية في تلك الفترة التاريخية الهامة. يظهر فيه الكاتب براعته في استعراض تفاصيل حياة الشخصيات، مما يجعل القارئ يعيش تجاربهم ويشعر بتوتراتهم وتحدياتهم.
تتسم اللغة المستخدمة في الكتاب بالغنى والتنوع، حيث يجمع بين اللغة التاريخية والوصف الدقيق، مما يمنح القارئ تجربة غنية وشاملة للعالم الذي تدور فيه الأحداث. يتميز الكتاب أيضًا برؤية متعمقة للتحولات الاجتماعية والثقافية في ذلك الزمان، مما يضفي عليه طابعًا تاريخيًا مميزًا.
في الختام، يعد “العالم، اللحم، والشيطان” لري د. تاناهيل عملًا أدبيًا استثنائيًا يقدم رحلة مثيرة إلى أغوار التاريخ والسياسة، مع تقديم رؤية فريدة لعقلية العصور الوسطى الاسكتلندية.