يُعتبر كتاب “The Threatening Storm: The Case for Invading Iraq” لكينيث إم بولاك، الذي صدر عام 2002، عملاً بارزًا يناقش القضايا المحورية التي واجهت الولايات المتحدة في سياق تصاعد التوترات مع العراق وحكم صدام حسين. يُقدم الكتاب تحليلاً شاملاً يُغطي من منظور الخبراء الاستراتيجيات والعمليات العسكرية والجيوسياسية المتعلقة بالعراق، إضافة إلى تحليل دقيق للعلاقات الدولية والسياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
يستند بولاك في تحليلاته إلى خبرته الطويلة كمحلل سابق لشؤون العراق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومجلس الأمن القومي. يُسلط الضوء على التحديات والتعقيدات التي تشكلت خلال العقود التي سبقت الغزو، ويُقدم تفسيرات لماذا فشلت السياسات السابقة مثل الحصار والعقوبات الاقتصادية في كبح جماح النظام العراقي.
يعتقد بولاك أن النظام العراقي، في ظل قيادة صدام حسين، قد تميز بالقسوة والبروتالية التي يُمكن مقارنتها بنظام ستالين في روسيا. من خلال الاستعراض التفصيلي لتاريخ السياسات والمواقف العراقية تجاه الولايات المتحدة والمنطقة بشكل عام، يُبين بولاك كيف تطورت العلاقات الأمريكية-العراقية إلى مواجهة معقدة، تُركت فيها الولايات المتحدة مع خيارات محدودة وغير مُرضية للتعامل مع التهديد الذي يُمثله صدام.
يُعرض الكتاب نظرة واسعة للقوى الجيوسياسية في العمل، بالإضافة إلى التحديات العسكرية والاقتصادية التي كانت تواجهها الولايات المتحدة في ذلك الوقت. كما يُقدم بولاك تقديرات مفصلة لما يتطلبه دعم الدول العربية المجاورة للعراق للتحرك ضد صدام، وكيف يمكن أن تتم عملية غزو ناجحة، مشيرًا إلى الأعباء المالية والبشرية المتوقعة.
من خلال تحليل الوضع الاقتصادي للعراق، قواته المسلحة، النظام السياسي، وحالة برامج أسلحة الدمار الشامل، يُظهر بولاك كيفية حفاظ النظام الأمني على سلطة صدام. ويُقيّم بدقة العقدين الأخيرين من العلاقات الأمريكية-العراقية لشرح كيف وصل البلدان إلى طريق مسدود سياسي وعسكري.
يختتم بولاك أنه بالرغم من أن الحرب يجب أن تكون الخيار الأخير، فإنه يعتقد بأسف أن الوقت قد حان لأن تتخذ الولايات المتحدة إجراءً حاسمًا ضد العراق لمنع صدام من تحقيق طموحاته النووية وهيمنته المتزايدة على المنطقة.
“The Threatening Storm” يقدم توثيقًا مفصلاً وعميقًا للأحداث التي شكلت السياسة الأمريكية تجاه العراق والشرق الأوسط، ويُعد مرجعًا هامًا لفهم التحديات الجيوسياسية التي يمكن أن تواجه السياسة الخارجية الأمريكية وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي والعالمي.