العناية بالمولود في الشتاء

جدول المحتوى

العناية بالمولود الجديد في الشتاء

تعد العناية بالمولود الجديد خلال فصل الشتاء من المهام الحساسة التي تتطلب اهتماماً دقيقاً، نظراً للتغيرات المناخية التي قد تؤثر سلباً على صحة الرضيع، خاصة أن جهازه المناعي لا يزال في طور التكوين. وفي ظل انخفاض درجات الحرارة وزيادة معدلات الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، يصبح من الضروري اتباع إجراءات وقائية مدروسة للحفاظ على سلامة الطفل وراحته.

في هذا المقال، سيتم التطرق إلى جميع الجوانب المتعلقة بكيفية العناية بالمولود الجديد شتاءً، بدءًا من اختيار الملابس المناسبة، وتدفئة المنزل، ووصولاً إلى التغذية، والاستحمام، والوقاية من الأمراض، والزيارات الخارجية، والنوم، وغيرها من التفاصيل التي تشكل إطاراً متكاملاً للعناية الشتوية الصحيحة.

اختيار الملابس المناسبة للشتاء

من أكثر الأخطاء شيوعاً التي تقع فيها الأمهات الجدد هو الإفراط في تدفئة الطفل باستخدام طبقات متعددة من الملابس. في الواقع، المبالغة في التدفئة قد تؤدي إلى التعرق الزائد، مما يعرض الرضيع لفقدان حرارة الجسم بشكل مفاجئ عند خلع أي قطعة، أو حتى الإصابة بتسلخات جلدية.

القاعدة العامة تقول إن المولود يجب أن يرتدي طبقة إضافية واحدة فقط مقارنةً بما يرتديه الشخص البالغ في نفس الظروف.
الملابس القطنية هي الأفضل للاستخدام المباشر على جسم الطفل، تليها طبقات من الصوف الخفيف أو الأقمشة الدافئة ولكن القابلة للتهوية.
القبعات والجوارب ضرورية للحفاظ على حرارة الرأس والأطراف، حيث يفقد الرضيع حرارة جسده بشكل أسرع من البالغين.
أكياس النوم الخاصة بالرضع تعتبر بديلاً آمناً عن البطانيات التقليدية التي قد تزيد من خطر الاختناق.

تدفئة المنزل والهواء الداخلي

درجة الحرارة داخل المنزل تلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على دفء المولود دون الحاجة للمبالغة في تغطيته. لكن من المهم الانتباه إلى أن التدفئة المفرطة أو الهواء الجاف الناتج عن المدافئ قد يؤدي إلى مشاكل تنفسية أو جفاف الجلد.

درجة الحرارة المثالية للغرفة التي ينام فيها الطفل تتراوح بين 20 و22 درجة مئوية.
استخدام أجهزة ترطيب الهواء ضروري للحفاظ على رطوبة كافية في الغرفة، مما يقي المولود من جفاف الأنف والجلد.
التهوية المنتظمة للمنزل مهمة لتجديد الهواء ومنع تراكم الجراثيم.

الاستحمام والنظافة اليومية

رغم برودة الطقس، لا يجب إهمال نظافة المولود، ولكن يجب توخي الحذر في طريقة الاستحمام وتوقيته. حيث أن جسم الطفل حساس جداً لتغيرات الحرارة، والاستحمام في غرفة باردة قد يؤدي إلى انخفاض حرارته بشكل خطير.

اختيار وقت دافئ من النهار للاستحمام، مثل الظهيرة، هو الأنسب.
يجب أن تكون درجة حرارة الماء بين 36 و37 درجة مئوية، ويمكن استخدام ميزان حرارة خاص للتأكد.
تقليل عدد مرات الاستحمام إلى مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً كافٍ، مع تنظيف الوجه والعنق والمناطق الحساسة يومياً.
تجفيف المولود مباشرة بعد الاستحمام بمنشفة قطنية ناعمة، مع تدفئته بسرعة لتجنب أي انخفاض في درجة حرارة جسمه.

التغذية وتقوية الجهاز المناعي

تعد الرضاعة الطبيعية من أقوى وسائل حماية المولود في الشتاء، إذ تحتوي على الأجسام المضادة التي تعزز جهازه المناعي وتحميه من الأمراض الموسمية.

يفضل الرضاعة عند الطلب دون تحديد عدد معين من المرات، خاصة وأن الرضيع يحتاج إلى مزيد من السوائل في الأجواء الجافة.
في حال الرضاعة الصناعية، يجب تعقيم الرضاعات جيداً والحرص على تدفئة الحليب إلى درجة مناسبة.
فيتامين د مهم خلال فصل الشتاء بسبب قلة التعرض للشمس، ويمكن إعطاء الطفل مكملات بوصفة طبية.

الوقاية من الأمراض الشتوية

الأمراض الفيروسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا أكثر شيوعاً في الشتاء، ويجب بذل كل الجهود الممكنة لحماية الرضيع منها.

الحد من عدد الزوار خاصة في الأسابيع الأولى بعد الولادة، لتقليل احتمال نقل العدوى.
غسل الأيدي جيداً قبل حمل الطفل أمر ضروري لكل من يقترب منه.
تجنب الخروج مع المولود في الأجواء الباردة أو الممطرة، إلا إذا كان ذلك ضرورياً، ويجب في هذه الحالة تغطيته جيداً.
تجنب أماكن التجمعات العامة مثل الأسواق والمراكز التجارية، فهي بؤر لانتقال الفيروسات.

النوم الآمن في فصل الشتاء

النوم يمثل جانباً بالغ الأهمية في العناية بالرضيع خلال الشتاء، سواء من ناحية التدفئة أو الوضعية.

يُوصى بوضع الطفل على ظهره للنوم على فرشة ثابتة دون وسائد أو ألعاب أو بطانيات داخل السرير.
استخدام ملابس نوم دافئة ذات أكمام طويلة يقلل الحاجة إلى تغطيته بأغطية قد تشكل خطراً.
يجب تفادي تسخين سرير الرضيع مسبقاً باستخدام زجاجات الماء الساخن أو المدافئ الكهربائية.

الخروج في الهواء الطلق

رغم أن الشتاء قد يبدو غير مناسب للخروج، إلا أن التعرض المحدود لأشعة الشمس مفيد للطفل، مع الاحتياطات اللازمة.

يجب أن تكون مدة الخروج قصيرة، لا تتجاوز 15 إلى 30 دقيقة، وفي أوقات يكون فيها الطقس معتدلاً نسبيًا.
ينبغي تغطية وجه الطفل باستخدام القبعات ذات الغطاء الأمامي مع ترك فتحة صغيرة للتهوية والتنفس.
في حال وجود رياح قوية أو مطر أو درجات حرارة قاسية، يجب تأجيل الخروج.

العناية بالبشرة في الأجواء الباردة

جلد الرضيع رقيق جداً، ويصبح أكثر عرضة للجفاف والتهيج في الشتاء بسبب البرودة والهواء الجاف.

يمكن استخدام كريمات مرطبة مخصصة للرضع بعد الاستحمام للحفاظ على رطوبة الجلد.
تجنب استخدام الصابون المعطر أو المنتجات الكيميائية التي قد تسبب تحسساً.
حماية الشفاه والخدين باستخدام مرهم لطيف يقلل من التشقق.

التعامل مع الإنفلونزا والبرد إن حدثا

في حال إصابة المولود بأعراض مثل سيلان الأنف أو السعال أو ارتفاع في الحرارة، يجب التحرك بسرعة.

استشارة الطبيب فوراً وعدم استخدام أي أدوية من تلقاء النفس.
يمكن رفع رأس الرضيع قليلاً أثناء النوم لتسهيل التنفس.
الحفاظ على الرضاعة المستمرة مهم جداً، إذ تساعد على الترطيب وتقوية المناعة.
جهاز ترطيب الهواء يساعد في تخفيف الاحتقان وتحسين التنفس الليلي.

جدول شامل لاحتياجات المولود في الشتاء

الفئة	التفاصيل الضرورية
الملابس	أقمشة قطنية، طبقات خفيفة، قبعات، جوارب، قفازات، كيس نوم
درجة حرارة الغرفة	بين 20-22 درجة مئوية، مع جهاز ترطيب
الاستحمام	مرتين إلى ثلاث أسبوعيًا، ماء دافئ، غرفة مغلقة
التغذية	رضاعة طبيعية أو صناعية، مكملات فيتامين د عند الحاجة
الوقاية من الأمراض	غسل اليدين، تقليل الزوار، عدم التواجد في الأماكن العامة
النوم	نوم على الظهر، تجنب الأغطية، ملابس نوم دافئة
الترطيب والبشرة	كريمات مرطبة للرضع، مرهم شفاه، تجنب المنتجات الكيماوية
عند المرض	استشارة طبية مباشرة، رضاعة متكررة، جهاز ترطيب، مراقبة درجة الحرارة

خلاصة الإجراءات الوقائية والتدابير الضرورية

العناية بالمولود الجديد في الشتاء تتطلب توازناً بين التدفئة والحذر من المبالغة، والتركيز على تقوية مناعته الطبيعية، وتأمين بيئة داخلية مريحة وصحية. المتابعة الطبية المنتظمة ومراقبة أي تغيرات في الحالة الصحية للرضيع تظل من أولويات العناية، كما أن وعي الوالدين بالتغيرات الموسمية والتأقلم معها يعد من الركائز الأساسية للحفاظ على صحة المولود خلال الأشهر الباردة.

المراجع:

American Academy of Pediatrics – Winter Safety Tips for Infants
World Health Organization – Guidelines on Infant Care in Cold Weather

اخر تحديث 19/06/2025

9 تمت قراءة 4 دقيقة

اقرأ التالي

كيفية استخدام شفاط الأنف للأطفال

دليل استخدام القلاية الهوائية

نصائح لعودة آمنة للمدرسة

دليلك لاختيار حمّالة الأطفال

أهمية الترابط الأسري

طريقة تزييت جهاز المشي

التخلص من الحفاض للأطفال

ألعاب مائية للأطفال في السباحة

أخطاء تؤدي إلى تدهور العلاقة بين الأم وابنها المراهق تمر العلاقة بين الأم وابنها المراهق بمرحلة دقيقة تتطلب الكثير من الوعي والصبر، فمرحلة المراهقة ليست مجرد تغيرات فيزيولوجية ونفسية عابرة، بل هي انتقال جوهري في بنية الشخصية وتكوين الهوية. وخلال هذا الانتقال، تصبح العلاقة بين المراهق ووالديه معرضة للكثير من التوترات وسوء الفهم، خاصة إذا لم تُدار بحكمة. لذا، من الضروري أن تتجنب الأم بعض الأخطاء الشائعة التي قد تؤدي إلى شرخ عميق يصعب ترميمه في العلاقة مع ابنها. 1. التحكم المفرط وفقدان الثقة من أكثر الأخطاء شيوعًا والتي تؤثر سلبًا على العلاقة بين الأم وابنها المراهق هو الإفراط في السيطرة والتحكم في تفاصيل حياته اليومية. فالمراهق بطبيعته يسعى للاستقلالية وإثبات الذات، وأي محاولة لإخضاعه المستمر لأوامر صارمة تُشعره بأنه غير موثوق به وتُضعف من ثقته بنفسه. هذا الأسلوب لا يخلق سوى علاقة متوترة تُبنى على التحدي لا التفاهم. البديل الصحي هو إشراك الابن في اتخاذ قراراته وتشجيعه على تحمل المسؤولية، مع تقديم الدعم والإرشاد لا الفرض والتهديد. 2. الانتقاد الدائم وتقليل الشأن الانتقاد المتواصل، خاصة أمام الآخرين، يترك جرحًا نفسيًا عميقًا في نفس المراهق. فالتقليل من إنجازاته أو السخرية من اهتماماته ومظهره يدفعه للانطواء أو التمرد. الأم التي تتعامل مع ابنها بنبرة قاسية أو تنتقده باستمرار دون تقديم بدائل إيجابية تُفقده الإحساس بالأمان العاطفي داخل المنزل. من المهم استبدال الانتقاد بالتشجيع والملاحظة البناءة، وتقدير مجهوداته حتى لو كانت بسيطة، فذلك يعزز شعوره بالقبول والثقة. 3. غياب الحوار الفعّال في ظل الضغوطات اليومية، قد تهمل بعض الأمهات أهمية التواصل الحقيقي مع أبنائهن المراهقين. يقتصر الحديث أحيانًا على الأوامر أو الأسئلة الروتينية حول الدراسة، دون محاولة فهم أفكاره، مشاعره أو تطلعاته. هذا الانفصال في التواصل يخلق فجوة تتسع مع الوقت، ويبدأ الابن بالبحث عن مصادر أخرى للحوار والتفاهم خارج إطار الأسرة. الحوار الفعّال لا يعني فقط التحدث، بل الإصغاء الجيد دون مقاطعة، ومنح المراهق المساحة للتعبير عن آرائه حتى لو كانت مخالفة. 4. التقليل من أهمية مشاعره ومشكلاته كثيرًا ما تستهين بعض الأمهات بمشاكل المراهق وتعتبرها تافهة أو دلَع شباب، وهو ما يشعره بعدم التقدير ويجبره على الكتمان. عواطف المراهق، حتى وإن بدت مبالغًا فيها، تحمل له معنى عميقًا وتؤثر على استقراره النفسي. احتواء مشاعره واحترام معاناته – مهما بدت بسيطة – هو مفتاح بناء علاقة ثقة. من الضروري أن يشعر بأن أمه ملجأ آمن لا قاضٍ يحكم عليه أو يسخر منه. 5. المقارنة المستمرة بأقرانه تكرار جمل مثل ابن جارتنا أشطر منك أو لماذا لا تصبح مثل فلان؟ يرسخ في ذهن المراهق شعورًا بالنقص والدونية. المقارنة تجرده من فرديته وتجعله يشعر بأنه غير كافٍ في عيون والدته. الأفضل هو التركيز على تطوره الشخصي، ومعايرة تقدمه بما كان عليه هو نفسه في السابق لا بما عليه الآخرون. 6. الغياب العاطفي والانشغال الدائم الانشغال بالحياة المهنية أو الأسرية قد يجعل الأم تغيب عاطفيًا عن حياة ابنها المراهق، ما يدفعه إلى البحث عن مصادر أخرى للدعم والتفاعل، وقد تكون هذه المصادر غير آمنة. فالمراهق يحتاج إلى حضن يحتويه لا فقط من يوفر له المأكل والملبس. من الضروري تخصيص وقت يومي أو أسبوعي للتقارب العاطفي، ولو عبر أنشطة بسيطة كالخروج معًا، أو مشاهدة فيلم، أو حتى الحديث قبل النوم. 7. التهديد بالعقاب المستمر استخدام أسلوب التهديد كأداة تربوية دائمة يؤدي إلى نتائج عكسية. المراهق قد يطيع ظاهريًا خوفًا، لكنه سيحمل في داخله شعورًا بالغضب والكبت، ما قد يدفعه لاحقًا لسلوكيات عدوانية أو التمرد الكامل. ينبغي أن تُبنى التربية على الحوار، لا التهديد، وعلى الاتفاق الواضح حول القواعد والعواقب، مع شرح الأسباب المنطقية خلفها. 8. تجاهل التغيرات النفسية والبيولوجية التغيرات الهرمونية والسلوكية التي تصاحب فترة المراهقة قد تجعل المراهق متقلب المزاج، سريع الانفعال، أو منطويًا. تجاهل هذه التغيرات أو التعامل معها كعيوب يفاقم من حالته النفسية. الفهم العلمي لمرحلة المراهقة يساعد الأم على تقبل سلوكيات ابنها وتفسيرها بشكل منطقي، ما يجعلها أكثر صبرًا وتعاطفًا. 9. فرض الأحلام والطموحات الشخصية عليه تحاول بعض الأمهات تحقيق أحلامهن المؤجلة عبر أبنائهن، فتدفعهم لمسارات لا يختارونها بأنفسهم، سواء في الدراسة أو العمل أو حتى الهوايات. هذا الضغط يشعر المراهق بأنه آلة لتحقيق طموحات الغير، لا شخص حر له كيانه الخاص. ينبغي احترام ميوله واختياراته، وتوجيهه دون إجباره، لأن النجاح الحقيقي ينبع من الشغف لا من الإكراه. 10. نقل الضغوط الزوجية والأسرية إليه عندما تكون العلاقة بين الوالدين متوترة، قد تلجأ الأم دون قصد إلى التذمر أمام ابنها أو تحميله مشاعرها السلبية. هذا يرهقه نفسيًا ويدفعه إلى الانغلاق أو القلق الدائم. كذلك، في حالات الانفصال أو الطلاق، يقع المراهق أحيانًا ضحية الولاء المزدوج بين الأبوين. من الضروري حماية الابن من المشاكل الزوجية قدر الإمكان، وإبعاده عن الصراعات العائلية التي قد تؤثر على تطوره النفسي. جدول: مقارنة بين أساليب تؤدي لتدهور العلاقة وأساليب بديلة لتعزيزها السلوك السلبي أثره على المراهق السلوك البديل لتعزيزه السيطرة المفرطة فقدان الثقة والتمرد إشراكه في اتخاذ القرار الانتقاد الدائم الإحباط وانخفاض تقدير الذات التشجيع والملاحظات البناءة تجاهل الحوار انغلاق وتباعد عاطفي فتح قنوات تواصل مفتوحة الاستهزاء بمشاعره الكتمان أو التمرد احترام مشاعره والاحتواء المقارنة بالآخرين الشعور بالنقص تشجيعه على التميز الفردي الانشغال المستمر ضعف العلاقة العاطفية تخصيص وقت خاص معه التهديد بالعقاب خوف وعدوانية مكبوتة الاتفاق على قواعد واضحة بعقلانية تجاهل التغيرات النفسية سوء فهم وغضب متبادل التعاطف والتثقيف الذاتي فرض الطموحات رفض داخلي وتراجع في الأداء دعم اختياراته وتشجيعه نقل المشاكل الأسرية إليه توتر دائم وتأثر نفسي سلبي الحفاظ على استقرار الأجواء الأسرية 11. إهمال الحدود الصحية للخصوصية كثير من الأمهات يعتقدن أن معرفة كل تفاصيل حياة المراهق أمر ضروري للحفاظ عليه، لكن هذا قد يتحول إلى تطفل يزعجه ويشعره بأنه مراقب باستمرار. لكل مراهق حاجته إلى مساحة شخصية، ولا يعني ذلك بالضرورة وجود أسرار خطيرة أو انحراف سلوكي. الخصوصية لا تُلغى في سن المراهقة، بل تُدار بوعي، من خلال علاقة مبنية على الثقة تسمح للابن باللجوء إلى أمه طوعًا لا هربًا من رقابتها. 12. السخرية من مظهره أو شخصيته يبدأ المراهق في هذا السن باكتشاف هويته الجسدية والاجتماعية، وأي تعليق ساخر حول شكله أو سلوكياته يؤذيه بعمق، وقد يولّد لديه اضطرابات في الصورة الذاتية. تعليقات مثل أصبحت سمينًا، أو ما هذا الشكل الذي ترتديه؟ تترك أثرًا طويل الأمد. البديل هو تعزيز القبول الذاتي والتعبير عن الحب غير المشروط، مع التوجيه اللطيف في ما يخص المظهر والسلوك. 13. حرمانه من التجربة والخطأ في سعي الأم لحماية ابنها من الفشل، قد تمنعه من تجربة أشياء جديدة أو اتخاذ قراراته بنفسه، ظنًا منها أن هذا لصالحه. لكنها في الواقع تحرمه من أهم أدوات النمو والنضج، وهي التعلم من الخطأ. السماح له بخوض تجاربه، مع وجود دعم خلفي دون تدخل مباشر، يجعله أكثر ثقة واستقلالية. 14. التعامل مع الأخطاء بأسلوب عقابي فقط رد الفعل الصارم تجاه الأخطاء، خاصة إذا كان مصحوبًا بالإهانة أو العنف اللفظي أو الجسدي، لا يؤدي إلا إلى مزيد من الخوف والانغلاق. فالمراهق الذي يُعاقب على كل خطأ دون أن يُشرح له السبب أو يُعطى فرصة للتصحيح، لا يتعلم من التجربة بل يتعلم فقط كيف يخفيها. ينبغي اعتماد أسلوب تربوي قائم على التوجيه والمناقشة، مع مراعاة السياق ودرجة الخطأ. 15. غياب القدوة السلوكية المراهق لا يتأثر بما يُقال له بقدر ما يتأثر بما يراه. فإذا كانت الأم لا تلتزم بما تطلبه منه، كأن تنصحه بالهدوء وهي تصرخ دائمًا، أو تحثه على الصدق وهي تكذب أمامه، فلن يأخذ تعليماتها على محمل الجد. القدوة الفعلية هي أبلغ وسيلة تربوية، والمراهق يراقب أكثر مما يُظهر. الخاتمة العلاقة بين الأم وابنها المراهق تمر باختبارات متكررة تتطلب وعيًا تربويًا عميقًا، وحضورًا عاطفيًا مستمرًا. تجنب الأخطاء المذكورة أعلاه لا يعني المثالية، بل يعني السعي لبناء علاقة صحية قائمة على الحب والاحترام والثقة المتبادلة. فالأم التي تنجح في احتواء هذه المرحلة الدقيقة، تؤسس لجسر قوي من التواصل يدوم حتى بعد عبور سنوات المراهقة. المراجع : Ginsburg, G. S., & Bronstein, P. (1993). Family factors related to children’s self-control . Journal of Clinical Child Psychology. Steinberg, L. (2011). Adolescence (9th ed.). McGraw-Hill.