الدحدح بالقرفة على الطريقة الفلسطينية

طريقة عمل الدحدح بالقرفة، فوائد القرفة، أصل الحلوى، المكونات، التحضير، القيم الغذائية

تُعدّ حلوى الدحدح بالقرفة من أشهر الحلويات الفلسطينية التراثية التي ارتبطت بالمناسبات العائلية والأعياد، وهي من الأطباق التي تجمع بين النكهة الغنية والعبق التاريخي، إذ تعتبر مرآة للتراث الشعبي في بلاد الشام، وخصوصًا في المناطق الريفية. تعرف هذه الحلوى بمذاقها الفريد الناتج عن التقاء التوابل الشرقية، وعلى رأسها القرفة، مع العجينة الطرية المحشوة بالمكسرات أو جوز الهند أو التمر.

تمتاز هذه الوصفة ببساطتها وسهولة تحضيرها، لكن في المقابل تتطلب دقة في المكونات وتناسقًا في الخطوات للحصول على المذاق الأصلي الذي اشتهرت به الأمهات الفلسطينيات. ولا تقتصر أهمية الدحدح على الطعم فحسب، بل هي أيضًا حلوى غنية من حيث المكونات التي تحتوي على عناصر غذائية مفيدة، خصوصًا حين يتم إعدادها بمكونات طبيعية تقليدية.

أصل حلوى الدحدح وأهميتها التراثية

يرجع أصل حلوى الدحدح إلى فلسطين، وخصوصًا إلى المدن الريفية مثل نابلس والخليل والقدس، حيث كانت الجدات يحرصن على إعدادها في المناسبات الدينية، كعيد الفطر وعيد الأضحى، وكذلك في الأفراح وخلال شهر رمضان. كما ارتبطت بتقاليد تقديم الضيافة، وكان يُقال قديمًا إنّ “من لم يذق الدحدح، لم يعرف نكهة الفرح الفلسطيني”.

تُصنف الدحدح ضمن فئة الحلويات الجافة أو نصف الجافة التي يمكن حفظها لعدة أيام دون أن تتغير نكهتها، ما يجعلها مثالية للتخزين والتحضير المسبق. وما يميز الدحدح أيضًا هو أنه حلوى “قروية”، أي أنها تعتمد على مكونات متوفرة في البيوت، دون الحاجة إلى آلات أو تجهيزات معقدة، مما عزز استمراريتها عبر الأجيال.

فوائد القرفة كمكون رئيسي في الدحدح

القرفة ليست مجرد نكهة مضافة إلى العجينة أو الحشوة، بل هي عنصر أساسي يضفي بعدًا عطريًا وصحيًا للحلوى. وتشير الأبحاث العلمية إلى العديد من الفوائد الصحية للقرفة، من بينها:

• مضاد طبيعي للالتهابات: تحتوي القرفة على مركبات مثل “سينمالدهيد” التي لها خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات.

• تحسين الهضم: تساعد القرفة في تحفيز إفراز الإنزيمات الهضمية، مما يسهل عملية هضم الدهون والكربوهيدرات.

• تنظيم مستويات السكر في الدم: تساهم القرفة في تقليل مقاومة الإنسولين، وهي ميزة مهمة لمرضى السكري.

• تعزيز الدورة الدموية: بفضل قدرتها على تنشيط الدورة الدموية، تعمل القرفة على تحسين توزيع الأوكسجين في الجسم.

المكونات الأساسية لتحضير الدحدح بالقرفة

مكونات العجينة:

مكونات الحشوة:

خطوات تحضير الدحدح بالقرفة بالتفصيل

تحضير العجينة:

1. في وعاء كبير، يُمزج الدقيق مع السميد والسكر والملح والقرفة.

2. يُضاف الزيت أو السمن إلى الخليط وتُفرك المكونات جيدًا بالأصابع حتى تتشرب المواد الجافة المادة الدهنية تمامًا.

3. تُذاب الخميرة في الحليب الدافئ مع قليل من السكر وتُترك لمدة 10 دقائق لتتفاعل.

4. يُضاف خليط الخميرة إلى العجينة وتُعجن المكونات تدريجيًا، مع إضافة الماء الدافئ حسب الحاجة، حتى تتكون عجينة لينة ومتماسكة.

5. تُغطى العجينة وتُترك لتختمر في مكان دافئ لمدة ساعة.

تحضير الحشوة:

1. يُمزج الجوز أو جوز الهند مع السكر والقرفة جيدًا.

2. يمكن إضافة قطر أو عسل إلى الحشوة للحصول على نكهة أكثر رطوبة وعمقًا.

تشكيل الدحدح:

1. بعد أن تختمر العجينة، تُقسم إلى كرات متساوية الحجم.

2. تُفرد كل كرة على شكل مستطيل، وتُوزع الحشوة بالتساوي في المنتصف.

3. تُلف العجينة على شكل رول أو لفة محكمة.

4. تُقطع اللفة إلى قطع صغيرة بطول 4 إلى 5 سم.

5. تُرص القطع في صينية مدهونة وتُترك قليلًا لتختمر مجددًا.

الخَبز:

1. يُسخن الفرن مسبقًا على درجة حرارة 180 مئوية.

2. تُخبز قطع الدحدح لمدة 20 إلى 25 دقيقة حتى تكتسب لونًا ذهبيًا.

3. يمكن دهن الوجه بالقليل من البيض المخفوق مع الفانيليا لإعطاء لمعان جميل.

4. عند إخراجها من الفرن، يمكن رش القليل من السكر البودرة أو تغميسها في القطر الفاتر حسب الذوق.

القيم الغذائية لحلوى الدحدح بالقرفة

تعتمد القيم الغذائية للدحدح على كمية الدهون والسكر المستخدمة، لكنها في الغالب تحتوي على عناصر مفيدة، خصوصًا عند استخدام مكونات طبيعية:

نصائح لضمان نجاح وصفة الدحدح

• نوع الدقيق: استخدام خليط من الدقيق الأبيض والسميد يمنح العجينة قوامًا متماسكًا ونكهة غنية.

• درجة حرارة الفرن: تجنب حرارة مرتفعة جدًا حتى لا تُجفف الحلوى من الداخل.

• مدة الخبز: يجب مراقبة الدحدح أثناء الخَبز لتجنب الاحتراق، خصوصًا عند استخدام القطر بعد النضج.

• النكهة: القرفة المطحونة حديثًا تمنح طعمًا أكثر قوة من القرفة الجاهزة المخزنة لفترات طويلة.

• إضافة الفانيليا: اختيارية لكنها تُضيف بُعدًا عطريًا مميزًا عند دهن الوجه قبل الخَبز.

إمكانية التعديل على الوصفة

رغم أن الوصفة التقليدية لحلوى الدحدح ترتكز على مكونات محددة، إلا أنه يمكن التعديل عليها بحسب الرغبة أو المتوفر:

• استبدال الزيت بالسمن البلدي: يمنح الحلوى طابعًا تراثيًا ونكهة مميزة.

• إضافة التمر بدلًا من الجوز: مناسب لمن يفضلون الطعم الحلو الطبيعي.

• استخدام طحين القمح الكامل: لنسخة صحية وغنية بالألياف.

• تخفيض كمية السكر: لتقليل السعرات الحرارية.

حفظ حلوى الدحدح

بفضل جفاف سطحها نسبيًا وعدم احتوائها على كريمة أو مكونات قابلة للتلف السريع، يمكن حفظ حلوى الدحدح في وعاء محكم الإغلاق لمدة تصل إلى 10 أيام في درجة حرارة الغرفة. أما في حال الرغبة في حفظها لفترة أطول، فيمكن وضعها في الثلاجة أو تجميدها بعد الخَبز، مع التأكد من إعادة تسخينها قبل التقديم.

خاتمة

تُجسّد حلوى الدحدح بالقرفة جزءًا من الهوية الثقافية والمذاق الشعبي الفلسطيني، فهي أكثر من مجرد صنف غذائي، بل هي طقس اجتماعي وتاريخي يعكس دفء العائلة وذاكرة المناسبات. وبين نكهة القرفة وعبق السميد وملمس العجينة المقرمش، تتكامل التفاصيل لصنع تجربة ذوقية فريدة تظل راسخة في الذاكرة.

المراجع:

1. Al-Islam, M. “Traditional Palestinian Cuisine and its Heritage Value”, Journal of Middle Eastern Culinary Culture, 2021.

2. National Center for Biotechnology Information (NCBI), “Cinnamon: Health Benefits and Usage”, 2020.