الغدة النكافية: الموقع، الوظائف، والأمراض المرتبطة بها
الغدة النكافية هي إحدى الغدد اللعابية الكبرى في جسم الإنسان، وهي تلعب دورًا مهمًا في إفراز اللعاب الذي يساعد في عملية الهضم والحفاظ على صحة الفم. توجد الغدة النكافية على جانبي الوجه بالقرب من الأذن، تحديدًا تحت الأذنين، وتمتد من أسفل الفك العلوي إلى أسفل الأذن. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل موقع الغدة النكافية، وظيفتها الحيوية، والأمراض الشائعة التي قد تصيبها.
1. موقع الغدة النكافية
الغدة النكافية هي واحدة من ثلاث غدد لعابية رئيسية في الجسم، والتي تشمل أيضًا الغدة تحت الفك والغدة تحت اللسان. تقع الغدة النكافية في الجزء الخلفي من الفم، بجانب الأذنين، وتتكون من فصين رئيسيين: فص علوي وفص سفلي. هذه الغدة توجد في تجويف اللثة العميقة وتتصل بقناة تدعى “قناة ستنسون” التي تقوم بنقل اللعاب إلى الفم، وذلك عبر فتحة موجودة بالقرب من الأسنان العليا في الجهة الخلفية للفم.
يتمركز موقع الغدة النكافية بشكل خاص في الجزء الأمامي والخلفي من الأذن، حيث تكون متوضعة تحت الجلد تمامًا وبالقرب من الأوعية الدموية الكبيرة والأعصاب. كما أنها محاطة بأنسجة رخوة ورخوة، مما يجعلها عرضة لبعض الإصابات أو الأمراض.
2. الوظائف الرئيسية للغدة النكافية
الغدة النكافية، مثل باقي الغدد اللعابية، تقوم بإفراز اللعاب. اللعاب هو سائل مائي يحتوي على إنزيمات وأملاح ومواد مضادة للبكتيريا، ويؤدي العديد من الوظائف الحيوية في الجسم. من أبرز وظائف الغدة النكافية:
أ. إفراز اللعاب
تعتبر الغدة النكافية المصدر الرئيسي لللعاب الذي يفرز في الفم. يحتوي هذا اللعاب على إنزيمات مثل “الأميلاز” الذي يساعد في هضم الكربوهيدرات. كما يساعد اللعاب في ترطيب الطعام، مما يسهل بلعه وتسهيل عملية الهضم. بالإضافة إلى ذلك، يساعد اللعاب في الحفاظ على صحة الأسنان من خلال تنظيف الفم من الأطعمة المتبقية والمواد التي يمكن أن تسبب التسوس.
ب. الوقاية من العدوى
تفرز الغدة النكافية اللعاب الذي يحتوي على مواد مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يساعد في الوقاية من التهابات الفم والحفاظ على صحة الأنسجة الفموية. يعزز اللعاب أيضًا من قدرة الجسم على مقاومة العدوى التي قد تؤثر على الفم والحلق.
ج. المساهمة في الهضم
يعد اللعاب المفرز من الغدة النكافية جزءًا أساسيًا من عملية الهضم، حيث يساهم في تكسير الطعام جزئيًا قبل ابتلاعه. إنزيم الأميلاز في اللعاب يساعد في تكسير النشويات إلى جلوكوز، مما يسهل هضم المواد الغذائية في المعدة والأمعاء.
د. توازن درجة الحموضة
اللعب دورًا أيضًا في الحفاظ على التوازن الحمضي-القاعدي في الفم. اللعاب القاعدي يساعد في تقليل الحموضة الزائدة التي قد تضر بأسنان الإنسان، وبالتالي يمنع من حدوث التسوس أو تلف الأسنان.
3. الأمراض الشائعة التي تصيب الغدة النكافية
رغم أن الغدة النكافية تؤدي وظيفة حيوية في الجسم، إلا أنها قد تصاب بعدد من الأمراض والاضطرابات التي تؤثر على أدائها. من أبرز هذه الأمراض:
أ. التهاب الغدة النكافية (النكاف)
النكاف هو مرض فيروسي يصيب الغدة النكافية، ويعرف باسم “التهاب الغدة النكافية”. يتسبب فيروس النكاف في تورم مؤلم في الغدة النكافية، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل الحمى، الصداع، وآلام العضلات. على الرغم من أن اللقاح ضد النكاف قد خفض بشكل كبير من حالات الإصابة به، إلا أن المرض لا يزال يؤثر على بعض الأشخاص في مناطق معينة. يمكن أن يكون التهاب الغدة النكافية في بعض الأحيان مصحوبًا بمضاعفات مثل التهاب الأذن الوسطى أو التهاب البنكرياس.
ب. انسداد قناة ستنسون
في بعض الأحيان، قد يحدث انسداد في قناة ستنسون، وهي القناة التي تنقل اللعاب من الغدة النكافية إلى الفم. يؤدي الانسداد إلى تراكم اللعاب داخل الغدة وتورمها. قد يكون هذا الانسداد ناتجًا عن تكون حصوات اللعاب داخل القناة أو نتيجة لوجود التهاب مزمن في الغدة. يعاني المرضى المصابون بهذه الحالة من جفاف الفم وصعوبة في بلع الطعام.
ج. الحصوات اللعابية
تتكون حصوات اللعاب عندما تتراكم المعادن والأملاح داخل الغدة النكافية، مما يؤدي إلى تكوّن كتل صلبة تمنع تدفق اللعاب بشكل طبيعي. يمكن أن تكون الحصوات مؤلمة جدًا وتسبب التورم، وقد تحتاج إلى علاج مثل التدليك، أو في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لإزالة الحصوات.
د. الأورام الغدية النكافية
من الممكن أن تتطور الأورام في الغدة النكافية، وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من الأورام التي تصيب هذه الغدة تكون حميدة، إلا أن هناك أيضًا حالات نادرة قد تكون فيها الأورام خبيثة. تشمل الأعراض المحتملة للأورام في الغدة النكافية تورمًا غير مفسر في منطقة الوجه أو تحت الأذن، وقد يترافق مع صعوبة في تناول الطعام أو المضغ.
4. تشخيص وعلاج مشاكل الغدة النكافية
تشخيص الأمراض التي تصيب الغدة النكافية يبدأ عادةً بمراجعة تاريخ المريض الطبي وفحصه السريري. قد يقوم الأطباء باستخدام تقنيات تصويرية مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد وجود الأورام أو الحصوات. في بعض الحالات، قد يتم أخذ عينة من اللعاب أو الأنسجة المحيطة بالغدة لإجراء تحاليل مخبرية.
أما بالنسبة للعلاج، فإنه يعتمد على نوع المرض. في حالات التهاب الغدة النكافية، يُستخدم العلاج الداعم مثل الراحة وشرب السوائل لتخفيف الأعراض. أما في حالة الحصوات اللعابية، فقد يتطلب الأمر علاجًا جراحيًا لإزالة الحصوات أو علاجًا غير جراحي مثل التدليك أو استخدام الأدوية لتخفيف الالتهاب. في حالات الأورام، قد يكون العلاج جراحيًا أو يتطلب العلاج الكيميائي أو الإشعاعي في حالة الأورام الخبيثة.
5. الوقاية والعناية بالغدة النكافية
الوقاية من الأمراض التي تصيب الغدة النكافية تتضمن الحفاظ على صحة الفم العامة، بما في ذلك تنظيف الأسنان بانتظام وزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري. كما أن شرب كميات كافية من الماء يساهم في الحفاظ على إفراز اللعاب بشكل طبيعي، مما يقلل من فرص الإصابة بجفاف الفم أو انسداد القنوات.
أما بالنسبة للوقاية من التهاب الغدة النكافية، فإن تلقي اللقاح ضد النكاف يعد من الإجراءات الوقائية الأساسية التي تمنع الإصابة بالمرض. كما أن تجنب التعرض للأشخاص المصابين بالتهاب الغدة النكافية يمكن أن يقلل من خطر العدوى.
6. خاتمة
الغدة النكافية هي غدة لعابية حيوية تلعب دورًا كبيرًا في صحة الفم والهضم. تقع هذه الغدة بالقرب من الأذن وتساهم في إفراز اللعاب الذي يسهل عملية الهضم ويحمي الفم من العدوى. على الرغم من أهميتها الكبيرة، فإن الغدة النكافية قد تصاب بعدد من الأمراض مثل التهاب النكاف، الحصوات اللعابية، والأورام. من الضروري أن يتم التشخيص المبكر لهذه الأمراض للحصول على العلاج المناسب وضمان استمرار صحة الفم والجهاز الهضمي.
