في كتاب “الشفاء الخالد: قوة الإيمان وعلم الأحياء”، يقدم الدكتور هيربرت بنسون رحلة ملهمة تجمع بين العلم الواقعي والقوة الغامضة للروح البشرية. يوضح الدكتور بنسون كيف أن الاعتقادات المؤكدة، خاصة الاعتقاد بوجود قوة عليا، تسهم بشكل حاسم في صحتنا الجسدية. في جوهره، يقول الدكتور بنسون إن رسالته في “الشفاء الخالد” هي أن جسدنا مبرمج للإيمان.
مفتاح الشفاء الخالد هو ما يسميه الدكتور بنسون “العافية المتذكرة” – مفهوم قد يغير طريقة ممارسة الرعاية الصحية في العالم الغربي. كطبيب في جامعة هارفارد قام بأبحاث علمية لثلاثين عامًا، يشرح الدكتور بنسون كيف أصبح مقتنعًا بأن البشر مبرمجون جينيًا بحاجة للإيمان والغذاء منه. يوثق أنه عندما يلجأ الناس إلى الإيمان، يقومون بتنشيط مسارات عصبية للشفاء الذاتي. ومن خلال تفصيل الأدلة العلمية، يوضح الدكتور بنسون بوضوح كيف يمكن لأي شخص، بالإضافة إلى طبيب أو شافٍ مهتم، الاستفادة من خزان العافية المتذكرة للتأثير على وعلاج ما يصل إلى 90 في المائة من الشكاوى الطبية.
مع الاعتراف بنقائص الطب الغربي فيما يتعلق بفهم الإيمان والروح البشرية، لا ينكر الدكتور بنسون الرعاية الصحية الحديثة تمامًا. بدلاً من ذلك، يقترح طرقًا عملية يمكن من خلالها للمرضى والمجتمع الطبي جعل الإيمان جزءاً لا يتجزأ من الرعاية الصحية، ويستكشف فوائد الطب غير التقليدي. ويقترح نهجًا متوازنًا للعلاج يستند إلى جميع مكونات الرعاية الصحية – الأدوية والإجراءات الطبية والرعاية الذاتية التي تتضمن العافية المتذكرة.
يتضمن الكتاب معلومات قيمة ورؤى متعمقة حول دور الإيمان في الشفاء وكيف يمكن دمجه بفعالية في ممارسة الرعاية الصحية الحديثة. بمنهجيته المتوازنة والقائمة على الأدلة العلمية، يفتح الدكتور بنسون آفاقًا جديدة لفهم العلاج والشفاء، ويقدم خطوات عملية يمكن اتخاذها لتحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز الشفاء الذاتي للفرد.