يُعتبر دواء السيليوم (Psyllium) من الأدوية المستخدمة لعلاج حالات الإمساك، وهو يستمد تأثيره من ألياف السيليوم التي تستخلص من بذور نبات بلانتاجو. يُعرف السيليوم بقدرته على امتصاص الماء وتوسيع حجم البراز، مما يساعد في تسهيل حركة الأمعاء وزيادة سرعة إخراج الفضلات من الجسم. لكن رغم ذلك، يختلف تأثيره من شخص لآخر، ويعتمد على العديد من العوامل مثل الجرعة ومدة الاستخدام.
تمت الموافقة على دواء السيليوم من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بتاريخ 1 مايو 2017، مما يعني أنه تمت دراسته بشكل دقيق وأثبتت الدراسات العلمية فعاليته وأمانه في علاج الإمساك. يُوصى باستخدامه عادة عند الأشخاص الذين يعانون من حالات الإمساك العرضية أو الإمساك المزمن الذي يصعب علاجه بالطرق الأخرى.
يتم تناول السيليوم عادة في شكل مكمل غذائي، إما على شكل كبسولات أو مسحوق يُحل في الماء، ويُعتبر من الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة. يتمتع السيليوم بميزة كونها آمنًا للاستخدام على المدى الطويل إذا تم تناوله وفقًا للجرعات الموصى بها. ومع ذلك، يجب على المرضى توخي الحذر واتباع تعليمات الطبيب أو الصيدلي، خاصة إذا كانوا يعانون من حالات صحية أخرى أو يتناولون أدوية أخرى قد تتفاعل مع السيليوم.
على الرغم من الفوائد المحتملة لهذا الدواء، إلا أن تجربة بعض المرضى مع السيليوم قد لا تكون بنفس الفعالية المتوقعة. أحد المراجعات التي تم الإشارة إليها في هذا السياق هي تجربة أحد المرضى الذي استخدم السيليوم بانتظام عن طريق تناول كبسولتين يوميًا، إلا أنه لم يشعر بأي تحسن، حيث أشار إلى أن الدواء لم يكن فعالًا بالنسبة له، وأعطى تقييمًا ضعيفًا جدًا لهذا الدواء بمعدل 1 من أصل 5. من الجدير بالذكر أن المراجعات السلبية لا تعني بالضرورة أن الدواء غير فعّال بشكل عام، بل قد تعكس عدم توافق الدواء مع حالة المريض أو وجود عوامل أخرى تؤثر في استجابته للدواء.
من المهم ملاحظة أن السيليوم قد يُوصى به من قبل الأطباء فقط في حالات معينة. لا ينبغي استخدامه بشكل مفرط أو لفترات طويلة دون استشارة طبية، وذلك بسبب احتمالية أن يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية في حال الاستخدام غير الصحيح. قد تشمل الآثار الجانبية المحتملة أعراضًا هضمية مثل الغازات أو الانتفاخ، وإذا كان الشخص يعاني من مشاكل صحية معينة مثل انسداد الأمعاء، فإنه يجب تجنب تناول السيليوم.
بالنسبة للعدد الذي تم وصف هذا الدواء له، فإنه قد وُصف ثلاث مرات فقط في هذا السياق، مما يعكس التردد أو الحذر في اعتماده بشكل مستمر من قبل الأطباء في بعض الحالات. مع ذلك، قد يختلف عدد مرات وصفه بناءً على حالة المريض وشدة الإمساك الذي يعاني منه.
فعالية السيليوم في علاج الإمساك
يمكن القول إن فعالية السيليوم في علاج الإمساك تتفاوت من شخص لآخر، حيث إن البعض قد يحصلون على نتائج إيجابية واضحة عند استخدامه بانتظام، بينما يعاني البعض الآخر من قلة التأثير أو لا يشعرون بأي تحسن ملموس. يعتقد البعض أن السيليوم أكثر فعالية عندما يتم استخدامه جنبًا إلى جنب مع تغييرات في النظام الغذائي مثل زيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف وشرب كميات كافية من الماء.
فيما يخص التقييم العام لهذا الدواء، يمكن ملاحظة أن تقييمات المرضى تتراوح بين الأشخاص الذين يشعرون بتحسن كبير وأولئك الذين لا يلاحظون أي تغيير. وتُظهر الدراسات السريرية أن السيليوم يُعد من بين الأدوية الأكثر أمانًا والتي يمكن الاعتماد عليها في حالات الإمساك الخفيفة أو المزمنة، لكن فاعليته لا تكون دائمًا مضمونة في جميع الحالات.
كيفية تناول السيليوم
عادة ما يتم تناول السيليوم عبر كبسولات أو مسحوق، ويجب اتباع تعليمات الجرعة المحددة من قبل الطبيب أو الصيدلي. في حال كانت الجرعة على شكل كبسولات، يُنصح بتناولها مع كوب كبير من الماء لتجنب انسداد الحلق أو الأمعاء، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية. أما إذا كان السيليوم يأتي في صورة مسحوق، فيجب مزجه مع كمية كافية من الماء وشربه بسرعة، لأن السيليوم يمتص الماء بسرعة وقد يصبح كثيفًا جدًا إذا تأخر الشخص في شربه.
الآثار الجانبية المحتملة
الآثار الجانبية المرتبطة بالسيليوم غالبًا ما تكون خفيفة ومؤقتة، وتشمل الغازات أو الانتفاخ أو اضطرابًا في المعدة. ومع ذلك، في حالات نادرة، قد تحدث آثار جانبية خطيرة مثل انسداد الأمعاء، خاصة إذا تم تناوله دون كمية كافية من السوائل. يُنصح المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى مثل مشاكل في القلب أو الكلى أو أولئك الذين يتناولون أدوية أخرى بالتحدث مع الطبيب قبل البدء في تناول السيليوم.
الخلاصة
في الختام، يمكن القول إن دواء السيليوم يُعد خيارًا فعالًا في علاج الإمساك للعديد من المرضى، لكنه لا يحقق نفس النتيجة لدى الجميع. كما أن فاعليته قد تتأثر بعوامل عديدة مثل الجرعة ومدة الاستخدام والتزام المريض بتعليمات العلاج. قد تكون هناك حالات حيث لا يعطي السيليوم النتائج المرجوة، مما يتطلب من المريض استشارة الطبيب لاختيار بدائل أخرى أو تعديل طريقة العلاج.