مؤشر مايرز بريغز للشخصيات

مؤشر مايرز بريغز للأنماط: أنماط الشخصيات

يعتبر مؤشر مايرز بريغز للأنماط (MBTI) واحداً من أشهر الأدوات المستخدمة لتحليل الشخصية وفهم السلوكيات البشرية. هذا المؤشر الذي تم تطويره في أوائل القرن العشرين، يعتمد على نظرية كارل يونغ في الشخصية، ويهدف إلى تصنيف الأفراد إلى مجموعات مختلفة بناءً على تفضيلاتهم النفسية. وبالرغم من كونه أداة مثيرة للاهتمام في مجالات علم النفس والموارد البشرية، إلا أنه يثير بعض الجدل حول مدى دقته وقيمته الفعلية في التنبؤ بالسلوك البشري. لكن، لا شك في أن مؤشر مايرز بريغز قد استطاع أن يساهم في زيادة الوعي حول التنوع البشري ويمنح الناس فهماً أعمق لأنفسهم وللآخرين.

نشأة وتاريخ مؤشر مايرز بريغز

تعود جذور مؤشر مايرز بريغز إلى العمل الذي بدأته إيزابيل مايرز وكاثرين بريغز في أوائل القرن العشرين. كانت إيزابيل مايرز، وهي موظفة حكومية ومؤلفة، قد تأثرت بنظريات عالم النفس السويسري كارل يونغ حول الشخصية. وقد اعتقد يونغ أن الأفراد يمكن تصنيفهم بناءً على كيفية إدراكهم للعالم واتخاذهم للقرارات. استلهمت مايرز وبريغز هذه الفكرة وطوّرتها إلى أداة لتصنيف الشخصيات تميزت ببساطتها وسهولتها في الاستخدام.

في عام 1943، بدأ هذا المؤشر في الحصول على اهتمام واسع النطاق في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يستخدم بشكل أساسي في مجال التوظيف والمساعدة في تحسين العلاقات الشخصية والمهنية. ومع مرور الوقت، أصبح MBTI من الأدوات الرائدة في مجال الاستشارات النفسية والموارد البشرية.

أسس مؤشر مايرز بريغز

مؤشر مايرز بريغز يعتمد على تقسيم الشخصية إلى أربعة محاور أساسية، ويُعطى كل محور تفضيلات بين نوعين مختلفين. هذه التفضيلات تُجمع لتكوين 16 نمطاً شخصياً مختلفاً. إليك شرحاً لتلك المحاور الأربعة:

1. محور الانطواء (I) مقابل الانفتاح (E):

   • الانطوائيون (I): يفضلون التفاعل مع الأفكار والمشاعر الداخلية، ويميلون إلى التفكير قبل التحدث أو اتخاذ القرارات.

   • المنفتحون (E): يفضلون التفاعل مع العالم الخارجي والتفاعل مع الناس والأحداث، ويشعرون بالراحة عند اتخاذ القرارات بسرعة.

2. محور الاستشعار (S) مقابل الحدس (N):

   • المستشعرون (S): يفضلون استخدام الحواس الخمس لجمع المعلومات وتركيزهم على الحقائق الحالية والواقعية.

   • الحدسيون (N): يفضلون التفكير في الاحتمالات المستقبلية والأفكار المجردة، ويهتمون بالأنماط والعلاقات بين الأشياء.

3. محور التفكير (T) مقابل الشعور (F):

   • المفكرون (T): يتخذون قراراتهم بناءً على المنطق والتحليل العقلي، ويفضلون القيم الموضوعية.

   • المشاعر (F): يتخذون قراراتهم بناءً على القيم الشخصية والمشاعر، ويميلون إلى مراعاة رفاهية الآخرين.

4. محور الحكم (J) مقابل الإدراك (P):

   • الحكم (J): يفضلون الترتيب والتنظيم، ويشعرون بالراحة عند اتخاذ القرارات والاستقرار في حياتهم.

   • الإدراك (P): يفضلون البقاء مفتوحين للخيارات وتقبل التغيرات والمرونة، ويشعرون بالراحة في البيئة غير المنظمة.

من خلال دمج هذه المحاور الأربعة، يمكننا الحصول على 16 نوعاً مختلفاً من الشخصيات. على سبيل المثال، قد تكون الشخصية ENFP (منفتح، حدسي، شعوري، مدرك)، أو ISTJ (انطوائي، مستشعر، مفكر، حاكم).

كيف يتم استخدام مؤشر مايرز بريغز؟

يُستخدم مؤشر مايرز بريغز في مجموعة متنوعة من المجالات والبيئات، بما في ذلك التعليم، والتوظيف، والعلاقات الشخصية، والاستشارات. في العديد من المؤسسات، يتم استخدام MBTI لتحليل قدرات الأفراد في الفرق والعمل الجماعي، بهدف تحسين التفاعل والتعاون بين الأفراد ذوي الأنماط الشخصية المختلفة. كما أن بعض الأشخاص يستخدمونه لفهم أنفسهم بشكل أعمق وتحديد مجالات قوتهم وضعفهم.

في مجال التوظيف، على سبيل المثال، يُستخدم مؤشر مايرز بريغز لتحديد الأنماط الشخصية التي تناسب وظائف معينة. يمكن أن يساعد ذلك المديرين في معرفة كيف سيتصرف الموظف في مواقف معينة، وكيفية تفاعله مع زملائه أو مع العملاء. كما يمكن أن يُستخدم أيضاً لمساعدة الأفراد على اكتشاف الوظائف التي تناسب شخصياتهم بشكل أفضل.

أهم 16 نمطاً شخصياً في MBTI

1. INTJ: العقل المدبر

   • يفضلون الاستقلالية والتخطيط بعيد المدى. هم موجهون نحو تحقيق أهدافهم ويعتمدون على التحليل المنطقي في اتخاذ القرارات.

2. INTP: المفكر

   • يحبون التفكير النقدي والتحليل النظري. يميلون إلى الاستقلالية ولا يفضلون الروتين.

3. ENTJ: القائد

   • موجهون نحو القيادة وتحقيق الأهداف. يتمتعون برؤية استراتيجية ويسعون دائماً لتحسين العمليات.

4. ENTP: المبدع

   • يحبون استكشاف الأفكار الجديدة ولديهم قدرة على التفكير في حلول مبتكرة للمشكلات.

5. INFJ: المستشار

   • حساسون ويهتمون بمساعدة الآخرين. لديهم القدرة على فهم مشاعر الآخرين ويبحثون عن معاني عميقة في حياتهم.

6. INFP: الوسيط

   • مبدعون وحساسون، يسعون لتحقيق التوازن بين أفكارهم ومشاعرهم. لديهم قيم قوية يلتزمون بها.

7. ENFJ: المعلم

   • يتمتعون بقدرة قوية على التواصل مع الآخرين. يسعون إلى إلهام وتوجيه الأشخاص لتحقيق إمكاناتهم.

8. ENFP: البطل

   • مبدعون ويحبون التفاعل مع الآخرين. يتمتعون بطاقة كبيرة ويبحثون عن الفرص الجديدة.

9. ISTJ: المدقق

   • يفضلون النظام والترتيب. يلتزمون بالقواعد ولديهم نظرة عملية للعالم.

10. ISFJ: الحامي

    • مخلصون وداعمون للآخرين. يهتمون بالرفاهية العاطفية للأشخاص من حولهم.

11. ESTJ: المدير

    • يتمتعون بالقدرة على تنظيم الأمور واتخاذ القرارات بشكل حاسم. يحبون العمل في بيئات منظمة.

12. ESFJ: المساعد

    • يحبون خدمة الآخرين ويشعرون بالراحة في بيئات تتطلب تفاعل اجتماعي.

13. ISTP: الفنان

    • يفضلون الاستقلالية ويتسمون بالمرونة في التعامل مع المواقف. يحبون العمل اليدوي وحل المشكلات العملية.

14. ISFP: الحرفي

    • مبدعون، يفضلون العمل في بيئات هادئة. يلتزمون بالقيم الشخصية ويحبون أن يعيشوا اللحظة.

15. ESTP: المتحدي

    • يحبون التحديات والمغامرة. يتمتعون بطاقة كبيرة في التعامل مع المواقف المباشرة.

16. ESFP: الفنان

    • يحبون التفاعل مع الناس ويميلون إلى الاستمتاع باللحظة الحالية. يتمتعون بحس عالٍ من المرح.

تطبيقات مؤشر مايرز بريغز في الحياة العملية

التوظيف: يستخدم MBTI في العديد من الشركات لتقييم الأنماط الشخصية للمرشحين للوظائف، بهدف تحديد ما إذا كان المرشح يتناسب مع ثقافة الشركة واحتياجات الفريق.

التعليم: يساعد مؤشر مايرز بريغز في توجيه الأساليب التعليمية للطلاب. من خلال فهم تفضيلات التعلم المختلفة، يمكن للمعلمين تخصيص طرق التدريس بحيث تتناسب مع أسلوب الطالب.

العلاقات الشخصية: يمكن أن يكون استخدام MBTI مفيداً في فهم الشخصيات المختلفة وتحسين التفاعلات بين الأفراد. يساعد الأشخاص في معرفة كيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الأنماط الشخصية المختلفة، مما يعزز الفهم المتبادل ويقلل من الصراعات.

الاستشارات والتنمية الشخصية: يساعد MBTI الأفراد على فهم نقاط قوتهم وضعفهم، مما يعزز تطورهم الشخصي ويسهم في تحسين جودة حياتهم.

الخلاصة

يعد مؤشر مايرز بريغز للأنماط أداة قوية لفهم الشخصية البشرية. من خلال تقسيم الناس إلى 16 نوعاً شخصياً بناءً على تفضيلاتهم في أربعة محاور أساسية، يوفر MBTI إطاراً واضحاً يساعد الأفراد على معرفة أنفسهم بشكل أعمق وتحسين ت