شروط القبول في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية

تُعد كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية إحدى أبرز المؤسسات الأكاديمية العسكرية الاستراتيجية في المملكة الأردنية الهاشمية، إذ تمثل الذراع التعليمي الأعلى الذي يُعنى بتأهيل القيادات العليا في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة المدنية. أسست هذه الكلية لتحقيق غايات وطنية واستراتيجية عُليا تتعلق بالأمن القومي الأردني، عبر إعداد كوادر مؤهلة تمتلك رؤية استراتيجية شاملة وقدرة على التعامل مع التحديات المعقدة والمتغيرات الدولية. ومن هذا المنطلق، فإن شروط القبول في الكلية تُعد صارمة ومنتقاة بعناية لضمان استقطاب أفضل العناصر القيادية من مختلف القطاعات.

أولاً: التعريف بكلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية

تأسست كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية عام 1990 بمرسوم ملكي سامٍ، لتكون مؤسسة تعليمية استراتيجية تعمل تحت إشراف القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي. تُعنى الكلية بتدريب وتأهيل القادة العسكريين والمدنيين على المستويات العليا، وتركز على دراسة قضايا الأمن القومي، السياسة العامة، الاستراتيجية، إدارة الأزمات، والحروب المعاصرة، إلى جانب مهارات القيادة وصنع القرار الاستراتيجي.

وتهدف الكلية إلى إكساب الدارسين فهماً معمقاً لبيئة الأمن الوطني والدولي، وتحليل الأزمات الجيوسياسية، وصياغة السياسات الدفاعية، مما يجعلها واحدة من الكليات المرموقة على المستوى العربي والإقليمي.

ثانياً: الفئات المستهدفة للقبول في الكلية

تشمل الفئات المؤهلة للتقديم في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية ما يلي:

1. الضباط من رتب متقدمة في القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية.

2. الضباط من الدول الشقيقة والصديقة، حيث تستقبل الكلية سنوياً عدداً من الضباط العرب والأجانب ضمن برامج التعاون العسكري والدبلوماسي.

3. القيادات المدنية في الوزارات والمؤسسات الرسمية المدنية الأردنية، من الذين يشغلون مناصب عليا أو متقدمة.

4. القيادات المستقبلية ذات الكفاءة العالية من القطاعين العسكري والمدني والتي تُرشحها جهاتها الرسمية.

ثالثاً: الشروط العامة للقبول

تتضمن شروط القبول في الكلية مجموعة من المعايير الأكاديمية والمهنية، وتُصاغ بعناية لتُطابق متطلبات الدراسة العليا في مجال الاستراتيجية والدفاع الوطني، وهي تشمل ما يلي:

1. الجنسية والمواطنة

• أن يكون المتقدم أردني الجنسية أو من إحدى الدول الشقيقة أو الصديقة في حال الترشيح الدولي.

• أن يتم ترشيحه من قبل جهة رسمية معتمدة (وزارة الدفاع، القيادة العامة، أو الوزارة المعنية).

2. المؤهل العلمي

• أن يكون المتقدم حاصلاً على درجة البكالوريوس كحد أدنى في أي من التخصصات المعترف بها.

• يفضل أن يكون حاصلاً على شهادات عليا أو دورات استراتيجية أو أكاديمية سابقة في مجال الأمن أو العلوم السياسية أو الإدارة العامة.

3. الرتبة والخبرة العملية

• يجب أن يكون المتقدم من الضباط برتبة عقيد فما فوق في حال كان عسكرياً.

• إذا كان مدنياً، يجب أن يكون يشغل موقعاً قيادياً أو تنفيذياً رفيع المستوى في الحكومة أو مؤسسة استراتيجية.

• يُفضل أن تكون لدى المتقدم خبرة لا تقل عن 15 سنة في مجال تخصصه أو عمله الرسمي.

4. التقييم والترشيح الرسمي

• يجب أن تتم عملية الترشيح عن طريق الجهات الرسمية ذات الصلة، مثل القيادة العامة للقوات المسلحة، وزارة الداخلية، أو رئاسة الوزراء.

• تخضع الطلبات لمراجعة دقيقة من قبل لجنة متخصصة تُعنى بدراسة خلفيات المتقدمين وإمكانياتهم القيادية والاستراتيجية.

5. اجتياز المقابلة الشخصية

• يُجري المتقدم مقابلة أمام لجنة القبول في الكلية، والتي تقيّم كفاءته اللغوية، وتحليله الفكري، وقدرته على التفكير الاستراتيجي.

• يُطلب من المتقدمين المدنيين والعسكريين تقديم سيرة ذاتية مفصلة تتضمن إنجازاتهم الأكاديمية والوظيفية.

6. اللياقة الصحية والبدنية

• يجب أن يكون المتقدم لائقاً طبياً ونفسياً وفق الفحوصات المعتمدة من الجهات الصحية الرسمية أو العسكرية.

• يُشترط اجتياز الفحوصات الطبية المعتمدة لضمان قدرة المرشح على متابعة الدراسة والأنشطة المصاحبة في الكلية.

7. الإجادة اللغوية

• أن يكون المتقدم متمكناً من اللغة العربية كتابة وقراءة وتحدثاً.

• في بعض الحالات، قد يُطلب من الضباط أو القادة المدنيين الأجانب إثبات كفاءتهم في اللغة الإنجليزية أو تقديم ترجمة رسمية للوثائق المطلوبة.

8. الانضباط والسجل المهني

• يجب أن يتمتع المتقدم بسجل وظيفي نظيف وخالٍ من المخالفات أو الأحكام القضائية.

• يُفضل أن يكون معروفاً بانضباطه المهني، وكفاءته القيادية، والتزامه بالقيم الوطنية.

رابعاً: البرنامج الأكاديمي للدراسة في الكلية

يخضع المقبولون في الكلية إلى برنامج دراسي مكثف ومتنوع يمتد على مدار عام دراسي كامل، يتضمن:

• الدراسات الاستراتيجية العامة.

• الأمن القومي الأردني.

• العلاقات الدولية والتحالفات العسكرية.

• إدارة الأزمات والكوارث.

• التخطيط الاستراتيجي والسياسات الدفاعية.

• اقتصاديات الأمن والدفاع.

• دراسات الحرب والسلام والصراعات المعاصرة.

• القيادة وصناعة القرار في البيئات المعقدة.

• مشروع التخرج (بحث تطبيقي استراتيجي).

خامساً: الشهادة الممنوحة

يُمنح الخريجون شهادة ماجستير في الدراسات الاستراتيجية أو ماجستير في إدارة الموارد الوطنية، وذلك بحسب التخصص والمسار الذي التحق به الدارس. هذه الشهادة معتمدة أكاديمياً من مجلس التعليم العالي الأردني وتُعادل شهادات الدراسات العليا في الجامعات الرسمية.

سادساً: أهمية الدراسة في كلية الدفاع الوطني

يشكل الانضمام إلى كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية نقلة نوعية في المسار المهني والفكري للدارس، لما تحمله من قيمة علمية وعسكرية مرموقة. وتُعد هذه الكلية منصة لتبادل الخبرات بين القادة العسكريين والمدنيين، كما توفر بيئة فكرية محفزة لتطوير الرؤى الوطنية وتدعيم منظومة الأمن القومي الأردني.

وتُساهم الدراسة في الكلية في:

• تأهيل قادة قادرين على التعامل مع تحديات الأمن القومي والإقليمي.

• ترسيخ مفاهيم التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد.

• تعزيز القدرات الوطنية في مواجهة الأزمات والتحولات الجيوسياسية.

• تطوير المهارات القيادية في السياقات المدنية والعسكرية.

سابعاً: جدول توضيحي لأهم شروط القبول

ثامناً: آلية تقديم الطلبات

لا يتم التقديم المباشر من قبل الأفراد إلى الكلية، بل يجب أن يتم ترشيح المتقدمين عبر جهاتهم الرسمية المختصة، وتقوم هذه الجهات بإرسال ملفاتهم إلى الكلية ضمن المواعيد السنوية المحددة للالتحاق. ويتم لاحقاً التواصل مع المرشحين لإجراء المقابلات واستكمال الفحوصات اللازمة.

تاسعاً: التعاون الأكاديمي والدولي

تُعد الكلية منفتحة على التعاون الإقليمي والدولي، وتُقيم شراكات مع كليات الدفاع الوطني في عدد من الدول العربية والأجنبية، مثل مصر، الإمارات، السعودية، الولايات المتحدة، وبريطانيا. كما تستضيف الكلية خبراء ومحاضرين دوليين في مجالات الاستراتيجية والدراسات الأمنية.

عاشراً: التحديات المستقبلية ودور الكلية في مواجهتها

في ظل بيئة إقليمية مضطربة وتحديات أمنية معقدة تشمل الإرهاب، الحروب السيبرانية، الأمن الغذائي والمائي، والنزاعات الجيوسياسية، تبقى كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية مؤسسة محورية في إعداد قيادات ذات وعي استراتيجي ومرونة فكرية تؤهلها لصياغة استجابات فعالة لهذه التحديات.

وقد باتت الكلية اليوم تمثل منصة وطنية لصناعة السياسات العليا، إذ ترفد مؤسسات الدولة بخبرات مدربة ومؤهلة، وقادرة على التفكير المنهجي طويل الأمد، مما يعزز مناعة الدولة الأردنية في مختلف السيناريوهات المستقبلية.

المراجع:

1. الموقع الرسمي للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي.

2. وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأردنية.