الزلال عند الأطفال: الأسباب والعلاج

الزلال عند الأطفال: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

الزلال هو أحد الحالات الصحية التي يمكن أن تصيب الأطفال، ويحدث عندما يكون هناك نقص في مستوى البروتينات في الدم، خاصةً بروتين الألبومين. وهو من الاضطرابات التي قد تشير إلى وجود مشاكل صحية في وظائف الكلى أو أمراض أخرى تؤثر على قدرة الجسم على إنتاج البروتينات. هذا المقال سيستعرض في تفصيل شامل كل ما يتعلق بالزلال عند الأطفال من حيث الأسباب والعوامل المؤدية إليها، الأعراض، طرق التشخيص والعلاج المتاحة.

تعريف الزلال وأهميته في الجسم

الزلال، والذي يعرف أيضاً بانخفاض مستوى الألبومين في الدم، يحدث عندما يعاني الطفل من نقص في البروتينات الهامة التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه الحيوية. البروتينات في الجسم لها دور أساسي في نقل المواد الغذائية، الحفاظ على توازن السوائل، بناء العضلات، وتعزيز وظائف جهاز المناعة. الألبومين هو البروتين الأكثر وفرة في الدم، ويؤثر انخفاض مستواه بشكل مباشر على قدرة الجسم على الاحتفاظ بالسوائل في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأنسجة وتورم الأجزاء المختلفة من الجسم.

أسباب الزلال عند الأطفال

يعد الزلال عند الأطفال من الأعراض التي قد تشير إلى وجود أمراض متعددة، سواء كانت مرتبطة بالكلى أو حالات مرضية أخرى. الأسباب الأكثر شيوعاً لحدوث الزلال تشمل:

1. الأمراض الكلوية:

   • الزلال الكلوي: وهو النوع الأكثر شيوعاً، يحدث نتيجة تأثر الكلى بوظائفها، مما يؤدي إلى تسرب الألبومين إلى البول. وهذا يحدث في حالات مثل التهاب كبيبات الكلى (Nephritis) أو مرض الكلى المزمن.

   • الاعتلال الكلوي السكري: عند الأطفال المصابين بداء السكري، يمكن أن تصاب الكلى بضرر نتيجة تراكم السكر في الدم، مما يؤدي إلى تسرب الألبومين.

2. الاضطرابات في النظام الغذائي:

   • نقص البروتينات: إذا كان الطفل يعاني من نقص في البروتينات بسبب نقص التغذية أو سوء الامتصاص، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات الألبومين في الدم.

   • الحميات القاسية: عندما يتبع الطفل حمية غذائية قاسية أو غير متوازنة تحتوي على كميات قليلة من البروتينات، فإن ذلك قد يؤدي إلى الزلال.

3. الأمراض المناعية:

   • بعض الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمامية يمكن أن تؤثر على الكلى، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الألبومين وتسربه إلى البول.

4. العدوى:

   • بعض العدوى المعوية الشديدة قد تؤدي إلى التهاب الأمعاء، مما يؤثر على قدرة الجسم على امتصاص البروتينات بشكل فعال.

5. الأمراض الكبدية:

   • أمراض الكبد مثل التليف الكبدي أو التهاب الكبد الفيروسي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على إنتاج البروتينات، حيث ينتج الكبد الألبومين. أي خلل في الكبد قد يسبب انخفاض مستويات الألبومين في الدم.

6. التهاب الأمعاء:

   • بعض الحالات التي تؤثر على الأمعاء مثل الداء الزلاقي أو التهاب القولون التقرحي قد تسبب أيضًا نقصاً في امتصاص البروتينات.

أعراض الزلال عند الأطفال

يمكن أن تظهر أعراض الزلال تدريجياً أو فجأة حسب السبب الذي أدى إلى انخفاض مستويات الألبومين. تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً:

1. تورم الجسم:

   • من أبرز الأعراض التي يلاحظها الأهل هو تورم الأطراف السفلية (القدمين والكاحلين) وكذلك منطقة الوجه. يحدث التورم بسبب تراكم السوائل في الأنسجة نتيجة لعدم قدرة الأوعية الدموية على الاحتفاظ بها.

2. زيادة الوزن المفاجئ:

   • قد يعاني الأطفال من زيادة مفاجئة في الوزن بسبب احتباس السوائل في الجسم. هذا التورم يمكن أن يحدث في أي جزء من الجسم، خاصة في البطن، مما يؤدي إلى انتفاخ ملحوظ.

3. فقدان الشهية:

   • من الممكن أن يعاني الطفل من فقدان الشهية نتيجة للإجهاد الناجم عن تراكم السوائل أو بسبب الشعور العام بالتعب والضعف.

4. تغير في لون البول:

   • في حالة الزلال الكلوي، قد يظهر البول بلون عكر أو يحتوي على رغوة بسبب تسرب الألبومين. وقد تكون هذه علامة مهمة في تشخيص الحالة.

5. ضعف النمو:

   • إذا كانت مستويات البروتين في الدم منخفضة بشكل ملحوظ لفترة طويلة، قد يلاحظ الأهل تأخراً في نمو الطفل وتطوره.

6. الإرهاق العام:

   • يشعر الأطفال المصابون بالزلال بالتعب العام والضعف بسبب نقص البروتينات الضرورية لبناء الخلايا وتجديد الأنسجة.

تشخيص الزلال عند الأطفال

تتطلب عملية تشخيص الزلال مجموعة من الفحوصات الطبية التي تهدف إلى تحديد السبب الكامن وراء الحالة. تشمل الفحوصات الأكثر شيوعاً:

1. التحاليل المخبرية:

   • اختبار مستوى الألبومين في الدم: يتم قياس مستويات الألبومين في الدم لتحديد مدى انخفاضه.

   • اختبار البول: يمكن استخدام اختبار البول للكشف عن وجود الألبومين في البول. في حالة وجود كميات كبيرة من الألبومين، قد يكون هذا دليلاً على مشكلة في الكلى.

2. الفحص الطبي:

   • يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني للطفل للتحقق من وجود أي علامات لتورم أو احتباس السوائل.

3. الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية:

   • في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى استخدام الأشعة أو الموجات فوق الصوتية لفحص وظائف الأعضاء الداخلية مثل الكلى والكبد.

4. اختبارات أخرى:

   • يمكن أن تشمل الاختبارات الأخرى التي قد يطلبها الطبيب اختبارات للدم للكشف عن وجود أي أمراض مناعية أو التهابات قد تكون سببا في الزلال.

علاج الزلال عند الأطفال

يعتمد علاج الزلال عند الأطفال على السبب الرئيسي الذي أدى إلى الحالة. بعض الخيارات العلاجية تشمل:

1. علاج الأمراض الكلوية:

   • إذا كان الزلال ناتجاً عن مشاكل في الكلى، فقد يتطلب العلاج تناول أدوية لتقليل الالتهاب وتحسين وظائف الكلى، مثل الأدوية المثبطة للمناعة أو أدوية مضادة للضغط.

2. التغذية الجيدة:

   • من المهم أن يتبع الطفل نظاماً غذائياً غنياً بالبروتينات والعناصر الغذائية الأساسية للمساعدة في تعويض النقص في البروتينات. قد يحتاج الطفل إلى مكملات بروتينية أو أطعمة غنية بالبروتين.

3. إدارة الأمراض المناعية:

   • إذا كان الزلال ناتجاً عن مرض مناعي، فقد يتطلب العلاج أدوية مثل الستيرويدات أو الأدوية التي تعزز جهاز المناعة.

4. العلاج بالأدوية المدرة للبول:

   • في بعض الحالات، قد يُوصف للطبيب أدوية مدرة للبول لتقليل احتباس السوائل في الجسم.

5. العلاج بالسوائل والعناصر الغذائية:

   • في حالات نقص البروتين الحاد، قد يتطلب الطفل تلقي السوائل والعناصر الغذائية بشكل مباشر من خلال الوريد، خاصة إذا كانت الحالة تتسبب في صعوبة في تناول الطعام أو إذا كانت الحالة شديدة.

الوقاية من الزلال عند الأطفال

على الرغم من أن بعض الأسباب قد تكون وراثية أو غير قابلة للتجنب، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية من الزلال:

1. التغذية المتوازنة:

   • من الضروري ضمان حصول الطفل على تغذية جيدة تحتوي على جميع العناصر الغذائية بما في ذلك البروتينات اللازمة للنمو والتطور.

2. الاهتمام بصحة الكلى:

   • من خلال الحفاظ على صحة الكلى، يمكن تقليل احتمالات إصابة الطفل بالزلال. ينبغي إجراء فحوصات منتظمة إذا كان هناك تاريخ عائلي من أمراض الكلى.

3. العلاج المبكر للأمراض:

   • في حالة الإصابة بأي مرض مناعي أو كبد أو كلى، يجب معالجة المرض بشكل فوري لتقليل المخاطر المترتبة على الزلال.

الخاتمة

الزلال عند الأطفال هو حالة صحية قد تشير إلى وجود مشكلة أساسية في الكلى أو في وظائف أخرى بالجسم. من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن للطفل أن يتعافى ويعود إلى حالته الصحية الطبيعية. من المهم أن يبقى الأهل على دراية بأعراض الزلال وأن يتخذوا الإجراءات اللازمة عند الحاجة لضمان صحة طفلهم.