طب وصحة

متلازمة ما قبل الطمث وPMDD

متلازمة ما قبل الطمث (PMS) واضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD)

مقدمة

تعتبر متلازمة ما قبل الطمث (PMS) واضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD) من الحالات الصحية التي تؤثر على العديد من النساء في سن الإنجاب، وتختلف كل منهما في شدة الأعراض وتأثيراتها النفسية والجسدية. على الرغم من أنهما يشتركان في بعض الأعراض، إلا أن PMDD يعد حالة أكثر حدة تتطلب تدخلًا طبيًا خاصًا.

متلازمة ما قبل الطمث (PMS)

متلازمة ما قبل الطمث هي مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تصيب المرأة قبل بدء الدورة الشهرية، وتحدث عادة في الفترة ما بين 7 إلى 14 يومًا قبل نزول الطمث. تختلف الأعراض من امرأة إلى أخرى، وتتنوع من خفيفة إلى شديدة.

الأعراض الجسدية لمتلازمة ما قبل الطمث

  1. التورم والاحتباس المائي: تعاني العديد من النساء من احتباس السوائل في الجسم، مما يسبب الشعور بالانتفاخ، خاصة في منطقة البطن والأطراف.

  2. آلام في الثدي: تصبح الثديين مؤلمين أو منتفخين بسبب تغيرات الهرمونات في الجسم.

  3. الصداع: يشمل ذلك الصداع النصفي أو آلام الرأس التي قد تكون شديدة أو متوسطة.

  4. التعب: شعور عام بالإرهاق والتعب بسبب التغيرات الهرمونية.

  5. التغيرات في الشهية: قد تشعر النساء برغبة مفاجئة في تناول بعض الأطعمة، وخاصة الحلوى أو الأطعمة المالحة.

الأعراض النفسية لمتلازمة ما قبل الطمث

  1. التقلبات المزاجية: قد تعاني المرأة من تقلبات مزاجية غير مفسرة، ما بين الفرح والحزن.

  2. التهيج والعصبية: يزداد التوتر والقلق، وقد تصبح المرأة أكثر حساسية من المعتاد.

  3. الاكتئاب الخفيف: يمكن أن يصاحب PMS شعور بالحزن أو عدم الرغبة في القيام بالأنشطة اليومية.

العوامل المؤثرة في حدوث متلازمة ما قبل الطمث

  1. التغيرات الهرمونية: تشهد النساء تقلبات في مستويات هرموني الأستروجين والبروجستيرون خلال الدورة الشهرية، ما قد يؤدي إلى حدوث الأعراض.

  2. العوامل الوراثية: من المحتمل أن تكون هناك بعض الجينات التي تلعب دورًا في استجابة الجسم لهذه التغيرات الهرمونية.

  3. التوتر: قد يتفاقم تأثير متلازمة ما قبل الطمث في وجود مستويات عالية من التوتر أو قلة النوم.

  4. النظام الغذائي: تناول كميات كبيرة من الملح أو السكر يمكن أن يزيد من احتباس السوائل ويؤدي إلى تفاقم الأعراض.

اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD)

بينما تعد متلازمة ما قبل الطمث (PMS) حالة شائعة نسبياً، فإن اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD) هو حالة أكثر تطورًا، ويؤثر بشكل أكبر على الحياة اليومية. وهو نوع شديد من متلازمة ما قبل الطمث، حيث يتداخل مع الأنشطة اليومية ويؤدي إلى اضطرابات نفسية شديدة يمكن أن تؤثر على العلاقات الشخصية والعملية.

الأعراض النفسية لاضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD)

  1. الاكتئاب الشديد: يعاني الأشخاص المصابون بـ PMDD من اكتئاب حاد، حيث يشعرون بالحزن العميق واليأس. قد يكون هذا الاكتئاب شديدًا لدرجة تؤثر على أدائهم اليومي.

  2. القلق الشديد: يمكن أن يكون هناك شعور مستمر بالقلق المفرط الذي يصبح مرهقًا جسديًا وعقليًا.

  3. التهيج والغضب: تصبح المرأة أكثر غضبًا من المعتاد، وقد تشعر بالحاجة إلى العزلة.

  4. انخفاض الطاقة: يعاني المصابون بـ PMDD من انخفاض حاد في مستويات الطاقة، مما يجعل من الصعب عليهم القيام بأي نشاط.

  5. مشاعر فقدان السيطرة: يشعر المصابون بـ PMDD أنهم يفقدون السيطرة على حياتهم ويجدون صعوبة في إدارة مشاعرهم أو أفعالهم.

  6. التفكير في الانتحار: في الحالات الشديدة، قد يعاني البعض من أفكار انتحارية بسبب شدة الأعراض الاكتئابية.

الأعراض الجسدية لاضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD)

  1. آلام شديدة في البطن: من الممكن أن يشعر المصابون بـ PMDD بألم شديد في منطقة البطن، والذي قد يترافق مع مشاكل هضمية مثل الإسهال أو الإمساك.

  2. التورم الشديد والاحتباس المائي: يمكن أن تكون مستويات احتباس السوائل أكبر وأكثر إزعاجًا من تلك التي تحدث في متلازمة ما قبل الطمث.

  3. الإرهاق الشديد: بينما يُعتبر التعب أحد أعراض PMS، فإن الإرهاق في PMDD يكون أكثر حدة وقد يتسبب في صعوبة كبيرة في أداء المهام اليومية.

  4. الصداع النصفي الحاد: يعاني بعض الأشخاص من صداع شديد ومتكرر قد يصاحبه تقيؤ.

العوامل المؤثرة في حدوث اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD)

  1. التغيرات الهرمونية الكبيرة: تعتبر التغيرات الكبيرة في مستويات هرمونات الأستروجين والبروجستيرون أحد الأسباب الرئيسية التي تساهم في حدوث PMDD.

  2. العوامل النفسية: يمكن أن تؤدي التوترات النفسية أو الاضطرابات العاطفية إلى تفاقم الأعراض.

  3. العوامل الوراثية: هناك أدلة على أن بعض النساء لديهن استعداد وراثي للإصابة بـ PMDD، مما يشير إلى دور الجينات في تطور الحالة.

  4. الاختلالات الكيميائية في الدماغ: يُعتقد أن اختلالات في مستويات السيروتونين والدوبامين في الدماغ قد تسهم في ظهور PMDD.

الفرق بين متلازمة ما قبل الطمث (PMS) و اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD)

على الرغم من أن كلا الحالتين تتشاركان في بعض الأعراض مثل التقلبات المزاجية والتعب، إلا أن PMDD يعد أكثر شدة وله تأثيرات أكثر وضوحًا على الحياة اليومية. حيث أن:

  • PMS قد يؤدي إلى أعراض جسدية مثل انتفاخ البطن وآلام الثدي، ولكن الأعراض النفسية عادة ما تكون أخف.

  • PMDD يكون عادة مصحوبًا باكتئاب حاد وقلق شديد قد يتطلب تدخلًا علاجيًا.

في حين أن PMS يؤثر في الأغلب على النساء بشكل خفيف إلى معتدل، فإن PMDD قد يؤدي إلى تدهور كبير في نوعية الحياة.

التشخيص والعلاج

التشخيص

يتم تشخيص PMS وPMDD بناءً على الأعراض السريرية التي يعاني منها المريض. في حالة PMS، يمكن أن يكون التشخيص سريريًا، بينما في حالة PMDD، قد يتطلب الأمر تقييمًا نفسيًا شاملًا. يتم تشخيص PMDD عادة إذا كانت الأعراض تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية.

العلاج

  1. العلاج الدوائي:

    • مضادات الاكتئاب: يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) في علاج PMDD.

    • الأدوية الهرمونية: تشمل العلاجات الهرمونية مثل حبوب منع الحمل أو العلاج بالهرمونات البديلة (HRT).

    • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: يمكن استخدامها لتخفيف الألم الناتج عن PMS.

    • مدرات البول: تساعد على تخفيف احتباس السوائل والتورم المرتبط بـ PMS.

  2. العلاج السلوكي والعلاج النفسي:

    • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يساعد في معالجة الأفكار السلبية وتحسين أساليب التأقلم.

    • العلاج بالاسترخاء: يساعد على تقليل مستويات التوتر.

  3. تغيير نمط الحياة:

    • النظام الغذائي المتوازن: تناول الأطعمة الغنية بالألياف وتقليل تناول الكافيين والسكريات.

    • التمارين الرياضية: تساعد التمارين على تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر.

    • النوم الكافي: الحصول على قسط كافٍ من النوم يساعد على تقليل أعراض كلا الحالتين.

الخاتمة

تظل متلازمة ما قبل الطمث (PMS) واضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD) من التحديات الشائعة التي تواجه العديد من النساء في مرحلة الإنجاب. بينما تعتبر PMS أكثر اعتدالًا في تأثيرها، فإن PMDD يمكن أن يسبب تأثيرًا كبيرًا على نوعية الحياة ويتطلب تدخلًا علاجياً متخصصاً. إن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في التخفيف من الأعراض وتحسين حياة المرأة بشكل عام.