كتاب “الذكاء الثوري الروسي” من سلسلة “أوروبا منذ عام 1500″، من تأليف فيليب بومبر، هو عمل تاريخي مميز يسلط الضوء على دور الطبقة الفكرية الروسية في الثورات والتغييرات الاجتماعية والسياسية في روسيا خلال الفترة الممتدة منذ القرن السادس عشر حتى بداية القرن العشرين. يقوم الكتاب بتحليل عميق لتطور الفكر السياسي والاجتماعي في روسيا، وكيف أسهمت الطبقة الفكرية في تشكيل هذا التطور.
بدايةً، يقدم الكتاب نظرة شاملة عن الخلفية التاريخية لروسيا خلال الفترة المذكورة، مع التركيز على العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ساهمت في نشوء الطبقة الفكرية. يتناول الكتاب أيضًا تحولات الفكر السياسي والفلسفي في روسيا، مثل انتشار الفكر الشيوعي واللايبيرالية، وتأثيراتها على المجتمع الروسي.
تتنوع مواضيع الكتاب بين تحليل دور الطبقة الفكرية في الثورات الروسية المختلفة، مثل الثورة الروسية لعام 1905 والثورة البلشفية لعام 1917، بالإضافة إلى تأثيرها على التطورات الثقافية والاجتماعية الأخرى في البلاد. يعتمد الكتاب على مصادر تاريخية متنوعة وموثوقة، مما يجعله مرجعًا مهمًا للدارسين والباحثين في التاريخ الروسي والثورات الاجتماعية.
من خلال الكتاب، يتم تسليط الضوء على دور الفكر الثوري والانتماء الفكري للطبقة الفكرية الروسية في تشكيل مسار التاريخ الروسي الحديث، وكذلك على التحديات والصراعات التي واجهتها هذه الطبقة خلال فترة نضوجها وتأثيرها على الأحداث السياسية الكبرى في البلاد. يتميز الكتاب بأسلوب سلس ومعالجة متأنية للمواضيع المعقدة، مما يجعله قراءة مثيرة ومفيدة لكل من المهتمين بالتاريخ والسياسة الروسية.