قائمة جميع الدول النامية في العالم: دراسة شاملة عن التصنيف والتنمية الاقتصادية والاجتماعية

تُعد الدول النامية محور اهتمام واسع في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية حول العالم، نظراً للدور الكبير الذي تلعبه في خريطة التنمية العالمية وتأثيرها على الاقتصاد الدولي والاستقرار الاجتماعي. تصنف الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى الدول إلى دول متقدمة ودول نامية بناءً على مجموعة من المؤشرات الاقتصادية والتنموية، مثل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ومستوى التعليم، والبنية التحتية، وجودة الخدمات الصحية، ومستوى الفقر، وغيرها من المعايير.

في هذا المقال سوف نستعرض قائمة شاملة للدول النامية في العالم مع شرح مفصل للمفهوم، والعوامل التي تؤثر في تصنيفها، والواقع الاقتصادي والاجتماعي لكل منطقة جغرافية، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها هذه الدول في مسيرتها نحو التنمية المستدامة.

تعريف الدول النامية ومفهوم التنمية

تشير عبارة “الدول النامية” إلى مجموعة الدول التي تمتاز بمستويات دخل منخفضة أو متوسطة، وتعاني من بعض التحديات التنموية مثل ضعف البنية التحتية، انتشار الفقر، ونقص الموارد البشرية المؤهلة. يُستخدم المصطلح لوصف تلك الدول التي تسعى إلى تحقيق نمو اقتصادي واجتماعي سريع ومستدام يُمكّنها من اللحاق بالدول المتقدمة.

تختلف المعايير التي تحدد الدولة النامية بين المؤسسات الدولية، لكنها تتركز غالباً حول المؤشرات الاقتصادية مثل:

• الناتج المحلي الإجمالي للفرد (GDP per capita).

• معدلات الفقر والبطالة.

• مستوى التعليم والصحة.

• مدى تقدم البنية التحتية.

• مستوى التنمية البشرية حسب مؤشر التنمية البشرية (HDI).

تجدر الإشارة إلى أن مصطلح “الدول النامية” غير محدد بدقة علمية صارمة، وهو يعبر عن حالة نسبية يمكن أن تتغير بمرور الوقت.

تصنيف الدول النامية حسب المناطق الجغرافية

يختلف تصنيف الدول النامية باختلاف القارات والمناطق، إذ تظهر في آسيا، أفريقيا، أمريكا اللاتينية، وبعض مناطق المحيط الهادئ. يمكن تصنيف هذه الدول جغرافياً إلى مجموعات رئيسية على النحو التالي:

1. الدول النامية في أفريقيا

تضم القارة الأفريقية عدداً كبيراً من الدول النامية، حيث تواجه معظمها تحديات عميقة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. من أبرز هذه الدول:

• نيجيريا

• إثيوبيا

• كينيا

• تنزانيا

• أوغندا

• السودان

• الجزائر

• المغرب

• مصر

• جنوب أفريقيا

تعاني هذه الدول من عدة مشاكل تشمل ضعف البنية التحتية، انتشار الفقر، الاعتماد الكبير على الموارد الأولية، وعدم الاستقرار السياسي في بعض المناطق.

2. الدول النامية في آسيا

تضم آسيا عدداً كبيراً من الدول النامية التي تشهد نمواً اقتصادياً متبايناً. من الدول المهمة في هذا التصنيف:

• الهند

• بنغلاديش

• باكستان

• نيبال

• ميانمار

• لاوس

• كمبوديا

• أفغانستان

• فيتنام (تعتبر اقتصادياً نامية متقدمة)

يُلاحظ أن بعض هذه الدول مثل الهند وفيتنام قطعت خطوات كبيرة نحو التنمية الاقتصادية، لكن لا تزال العديد من المناطق تعاني من مستويات فقر مرتفعة وبنية تحتية متواضعة.

3. الدول النامية في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي

تشكل دول أمريكا اللاتينية جزءاً كبيراً من الدول النامية، مع تنوع في مستوى التنمية والاقتصاد. من أهم هذه الدول:

• البرازيل

• الأرجنتين

• المكسيك

• كولومبيا

• بيرو

• تشيلي (تعتبر نامية متقدمة)

• بوليفيا

• فنزويلا

تواجه هذه الدول تحديات مرتبطة بعدم المساواة الاقتصادية، والفساد، واعتماد بعض الاقتصادات على تصدير الموارد الطبيعية.

4. الدول النامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)

تضم هذه المنطقة دولاً نامية ذات اقتصاديات متباينة. من أبرز الدول:

• الأردن

• لبنان

• تونس

• المغرب

• مصر

• العراق

• اليمن (من أقل الدول تنمية في المنطقة)

تعاني المنطقة من مشاكل اقتصادية ناجمة عن الحروب، الصراعات السياسية، وانخفاض أسعار النفط في بعض الدول التي تعتمد عليه.

5. الدول النامية في المحيط الهادئ وجنوب المحيط الهندي

تشمل هذه المنطقة جزر ودول صغيرة تواجه تحديات كبيرة بسبب صغر حجمها وجغرافيتها، مثل:

• جزر فيجي

• بابوا غينيا الجديدة

• ساموا

• جزر سليمان

• فانواتو

تواجه هذه الدول تحديات مثل ضعف الموارد الطبيعية، محدودية البنية التحتية، وتأثرها بالكوارث الطبيعية.

جدول يوضح الدول النامية حسب القارات

العوامل المؤثرة في تصنيف الدول النامية

تتعدد العوامل التي تساهم في تحديد وضع الدولة ضمن قائمة الدول النامية، منها:

• الاقتصاد: يعتمد بشكل كبير على تنوع القطاعات الاقتصادية. الدول التي تعتمد على قطاع واحد أو مواد أولية غالباً ما تصنف ضمن الدول النامية.

• التعليم: انخفاض مستويات التعليم يزيد من معدلات الأمية ويحد من القدرة على التطور التكنولوجي.

• الصحة: ضعف الخدمات الصحية يؤدي إلى ارتفاع معدلات الأمراض والوفيات ويؤثر سلباً على جودة الحياة.

• البنية التحتية: نقص الطرق، والكهرباء، والمياه الصالحة للشرب، وتقنيات الاتصالات يعيق التنمية.

• الاستقرار السياسي: الحروب والنزاعات السياسية تعرقل التنمية وتدمر المؤسسات.

• مستوى الفقر: ارتفاع نسبة الفقر هو مؤشر واضح على محدودية التنمية.

• المساعدات الدولية: تلعب دوراً كبيراً في دعم المشاريع التنموية.

التحديات التي تواجه الدول النامية

تواجه الدول النامية تحديات معقدة ومتداخلة تحول دون تحقيق التنمية المستدامة، ومن أبرز هذه التحديات:

• الفقر المزمن والبطالة: يعاني ملايين الأشخاص من نقص الدخل والفرص الاقتصادية، مما يؤثر على الاستقرار الاجتماعي.

• عدم المساواة الاجتماعية: التفاوت الكبير في توزيع الثروات يؤدي إلى توترات اجتماعية.

• التعليم والصحة المتدنيين: ضعف جودة التعليم والخدمات الصحية يقلل من إمكانيات بناء رأس المال البشري.

• البنية التحتية الضعيفة: انعدام الطرق الجيدة وشبكات المياه والكهرباء يعيق تطور الصناعات والخدمات.

• الفساد والحوكمة السيئة: تفشي الفساد يعيق الاستثمار ويقلل من فعالية السياسات التنموية.

• تغير المناخ والكوارث الطبيعية: الدول النامية الأكثر عرضة لتأثيرات المناخ كالجفاف والفيضانات.

• الاعتماد الكبير على الموارد الأولية: الاقتصادات المعتمدة على تصدير النفط أو المعادن تواجه تقلبات الأسواق العالمية.

الجهود الدولية والتنموية

تعتمد الدول النامية على دعم منظمات دولية مثل الأمم المتحدة، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والمنظمات غير الحكومية لتحسين مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما تبنت الأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة (SDGs) لعام 2030، التي تركز على القضاء على الفقر، وتحسين التعليم، والصحة، وحماية البيئة، وتعزيز النمو الاقتصادي.

تعمل هذه البرامج على دعم التعليم الأساسي، وتمكين المرأة، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز الشمول المالي، وتقليل الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية.

مستقبل الدول النامية: تحديات وفرص

على الرغم من التحديات، هناك فرص واعدة للدول النامية للنمو والتطور من خلال:

• التحول الرقمي: استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين الخدمات والبنية التحتية.

• تنويع الاقتصاد: الاستثمار في القطاعات الصناعية والخدمات لتقليل الاعتماد على الموارد الأولية.

• التعليم والتدريب: تطوير رأس المال البشري لتمكين الشباب.

• الاستثمار في الطاقة المتجددة: الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحقيق التنمية المستدامة.

• الشراكات الدولية: تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي مع الدول المتقدمة.

الخلاصة

تتوزع الدول النامية عبر قارات العالم وتواجه تحديات متعددة من الفقر، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، والسياسة، والبيئة. ومع ذلك، فإن فرص النمو متاحة من خلال تبني السياسات التنموية المستدامة، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز التعاون الدولي. يبقى التصنيف مرناً يتغير مع تغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعل مراقبة هذه الدول عن كثب أمراً ضرورياً لفهم ديناميكيات التنمية العالمية.

المصادر

1. تقرير التنمية البشرية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP), 2023

2. البنك الدولي – بيانات الاقتصاد والتنمية، 2024

هذا المقال يقدم صورة علمية شاملة لقائمة الدول النامية في العالم مع التركيز على السياقات الاقتصادية والاجتماعية التي تحدد وضعها التنموي، بما يتوافق مع معايير جودة المحتوى واحتياجات الباحثين والقراء.