في كتابه المثير للجدل بعنوان “الخمينية: شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف”، يقف الكاتب سعيد حوى على أعتاب تحليل عميق للخمينية وتأثيرها على المشهد السياسي والديني. يتناول حوى في كتابه هذا مرحلة ما بعد الثورة الإيرانية، حيث كانت الآمال عالية في تحقيق مبادئ إسلامية أصيلة، ولكنه يستكشف كيف انحرفت الأمور وتشوبت الخمينية بالشذوذ في العقائد والمواقف.
في غمرة الانتصار الذي حققته الخمينية، ظن المخلصون في الأمة أنها ستعيد الأمور إلى نصابها، حيث كان يتوقع الكثيرون أن تكون الخمينية رافدًا لحب آل بيت رسول الله، وتطهيرًا للتشيع من العقائد الزائفة والمواقف الخائنة. ولكن، وفقًا لرؤية حوى، كان هناك انحرافًا واضحًا عن هذه التوقعات.
الكاتب يسلط الضوء على تصريحات الخميني في الأيام الأولى من انتصاره، حيث أعلن أن ثورته إسلامية وليست مذهبية. هذا البيان الذي كان يهدف إلى تهدئة المخاوف وتأكيد التوجه الإسلامي للثورة، ومع ذلك، تبين لاحقًا أن هناك شذوذًا في الممارسة الفعلية.
يقدم الكتاب رؤية نافذة حول كيف تحولت الثورة الإسلامية إلى مذهبية، وكيف انحرفت عن الهدف الأصلي لتحرير التشيع من العقائد الزائفة. يسلط الضوء على المواقف الخادعة التي اتخذها النظام الخميني، مما يثير تساؤلات حول مدى إخلاص الحكومة للقضايا الإسلامية.
تأخذنا صفحات هذا الكتاب في رحلة استكشافية عميقة لفهم تفاصيل هذا الانحراف وتأثيره على المنطقة والعالم. من خلال عبوره في هذا المشهد السياسي والديني، يقدم سعيد حوى تحليلاً حادا ومفصلاً يعزز الفهم الشامل لمرحلة مهمة في تاريخ إيران.