في عام 1992، قام ستيفن ليفي بتأليف كتاب مثير بعنوان “الحياة الاصطناعية: السعي نحو خلق جديد”، يقدم فيه رحلة مذهلة إلى عالم العلوم الجديدة، علم الحياة الاصطناعية. يتتبع الكتاب تطور هذا العلم الفريد الذي تمثل فيه مجموعة واسعة من العلماء، بما في ذلك علماء الحاسوب، وعلماء الأحياء الدقيقة، والكيميائيين، والفيزيائيين، وعلماء الرياضيات، ونظريات التطور.
يتناول الكتاب قصة مدهشة عن كائنات صنعها الإنسان تشبه إلى حد كبير الكائنات الحية. هذه الكائنات تنمو، وتأكل، وتتكاثر، وتتحول، وتتصارع، وتموت – وتقوم بكل هذا بشكل طبيعي، دون تدخل من الإنسان الخالق. ولكن الأمر لا يقتصر على هذا الجانب، إذ يروي الكتاب أيضًا قصة طريقة جديدة لممارسة العلم، تنشأ ليس من المختبر، وإنما من الحاسوب. فقوة الحاسوب في تصوير – وخلق – الأنظمة الناشئة قد غيّرت فهمنا للتطور، وأصل الحياة، والديناميات الأساسية للظواهر الطبيعية. وهذا ما مكن العلماء من التحرك خارج إطار الحياة التي نعرفها إلى حياة يمكن أن تكون على النحو الذي يمكن أن تكون عليه. في أيدي باحثي الحياة الاصطناعية، لا يعد الحاسوب مجرد أداة بل هو أيضًا مجمع تربية. ستنشأ الكائنات الاصطناعية التي تظهر لنا ليس فقط لتؤدي أعبائنا اليومية ولكن أيضًا لتساعدنا في فك شفرات أصعب ألغاز الطبيعة. وفي نهاية المطاف، قد نأتي إلى منحها الحقوق الذاتية التي تعترف بها الكائنات الحية الأخرى.
من قلم واحد من روّاد سرد تاريخ الحواسيب، مؤلف الكلاسيكي “الهاكرز”، يأتي هذا الكتاب الذي يقدم رحلة مذهلة إلى قلب الحياة الاصطناعية: برمجيات تستخدم قوة التطور لحل المشاكل المعقدة، وروبوتات تشبه الحشرات مصممة لتمهيد مهبط لرحلة إلى المريخ، واستخدام الانتقاء الطبيعي لـ “تدريب” الجزيئات لمحاربة فيروس نقص المناعة المكتسبة. يصوّر ستيفن ليفي العلماء وكيف أدى حلمهم وهواجسهم إلى طريقة جديدة للنظر إلى الحياة. من خلال خلق الحياة، قد نكتشف أخيرًا ما هي الحياة.