“الحصن الواقع للوحدة: رواية” هي عمل أدبي يقدمه جوناثان ليثيم، يحكي قصة صداقة بين الصبيين ديلان إبدوس ومينغوس رود، اللذين يشتركان في العيش بجوار بعضهما في حي بروكلين. تتعقد صداقتهما بسبب اختلاف أعراقهما؛ إذ يكون ديلان أبيض البشرة، بينما يكون مينغوس أسمر البشرة، ما يجعل تفاعلهما الاجتماعي أكثر تعقيداً. تتمحور الرواية حول حيهما في بروكلين، الذي يتكون بشكل شبه كامل من سكان من أصول إفريقية ولاتينية، على الرغم من بداية ظهور ظاهرة تعرف باسم “التجديف” التي بدأت تؤثر في المنطقة.
تدور الأحداث في أمريكا في السبعينيات، حيث كانت القرارات البسيطة للإنسان تحمل عبءًا سياسياً واجتماعياً وعرقياً ضخماً؛ فمن اختيار الأغاني للاستماع إليها، إلى مدى التواصل مع الطفل المجاور في المقعد المجاور لك، وحتى قرار إعطاء مبلغ الغداء. كل هذه القرارات كانت محملة بالمخاطر السياسية والاجتماعية والعرقية. وتستمر الرواية في رحلتها إلى أمريكا في التسعينيات، حيث لم يعد أحد يهتم بالأمور نفسها بعد الآن.
تستعرض الرواية الفترة الزمنية بأسلوب شيق وعميق، مع التركيز على جوانب متعددة من الثقافة الشبابية والاجتماعية والسياسية في تلك الفترتين. فهي تناقش أهمية الثقافة البانك وما يمثله من تمرد أبيض سهل، والمخدرات وتأثيرها الرهيب، بالإضافة إلى وحدة الفنان المبتكر وحيوية فنان الجرافيتي. وتواصل الرواية تحليلها لما قد يحدث إذا كان صبيان مراهقان مهووسان بأبطال القصص المصورة لديهما قوى خارقة: سيلحقان ضررًا بحياتهما.
تستكشف الرواية أيضًا فترات الفرح والألم، من بعد الظهيرة الممتعة للعبة السكيتبول، إلى سنوات الابتزاز في ساحة المدرسة. وتركز على شعور الانتماء إلى مجتمع لا يقبلك بسبب اختلافك. وتقدم قصة عن السجن والجامعة، وعن بروكلين وبركلي، وعن الموسيقى السول والراب، وعن القتل والتمهل بالتعويض.
تصنف الرواية ضمن الفئة العامة للأدب الروائي، وقد نشرت من قبل دار النشر دابلدي. صدرت في سبتمبر 2003، مقدمة مجموعة واسعة من المواضيع والتحليلات التي تثري الفكر وتعمق فهم القارئ للعلاقات الاجتماعية والثقافية والسياسية في الفترتين الزمنيتين المذكورتين.