أسباب تقشر الوجه وعلاجها

أسباب تقشر الوجه

تقشر الوجه من المشاكل الجلدية الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، وهو عرض يعكس تغيرات في طبقة الجلد الخارجية وتلفها أو جفافها. يظهر التقشر عادةً على شكل قشور أو طبقات جلدية متقشرة قد تكون مصحوبة بحكة أو احمرار. لفهم أسباب تقشر الوجه بشكل مفصل، لا بد من التطرق إلى العوامل البيئية، الطبية، والعناية بالبشرة التي تؤثر على صحة الجلد وتسبب تقشّره.

1. الجفاف الشديد للجلد

يُعتبر جفاف الجلد من أكثر الأسباب شيوعًا لتقشر الوجه. عندما تفقد طبقة الجلد الخارجية الرطوبة، تصبح الخلايا ميتة وتبدأ في الانفصال بشكل واضح على هيئة قشور. يحدث الجفاف نتيجة عوامل متعددة منها التعرض للطقس البارد أو الحار، انخفاض نسبة الرطوبة في الجو، استخدام الماء الساخن عند غسل الوجه، أو الاستحمام لفترات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي بعض أنواع الصابون أو مستحضرات التنظيف التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية إلى إزالة الزيوت الطبيعية من الجلد، مما يزيد من جفافه وتقشّره.

2. التعرض المفرط لأشعة الشمس

الأشعة فوق البنفسجية (UV) المنبعثة من الشمس تسبب تلفًا مباشرًا في خلايا الجلد. التعرض المفرط للشمس يؤدي إلى حروق جلدية تجعل الطبقة الخارجية من الجلد تموت وتجف، مما يسبب تقشر الوجه. علاوة على ذلك، التعرض المستمر للشمس دون حماية قد يؤدي إلى مشاكل جلدية أكثر خطورة مثل الشيخوخة المبكرة، البقع الداكنة، وحتى سرطان الجلد.

3. الأمراض الجلدية المزمنة

هناك العديد من الأمراض الجلدية التي تتسبب في تقشر الوجه كأحد أعراضها الأساسية، منها:

• الصدفية: مرض مناعي مزمن يسبب تراكم خلايا الجلد بسرعة، مما يؤدي إلى تكوين قشور سميكة وملتهبة على الجلد.

• الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي): حالة التهابية تسبب جفافًا شديدًا وحكة، مع تقشر الجلد.

• الحمامي الدهنية: اضطراب جلدي يظهر بقشور دهنية غالبًا على فروة الرأس والوجه، خاصة حول الأنف والحاجبين.

• العدوى الفطرية: بعض الفطريات تسبب تقشرًا على الوجه، مثل داء المبيضات والفطريات الجلدية الأخرى.

4. التحسس وردود الفعل التحسسية

تفاعل الجلد مع مواد معينة قد يؤدي إلى تهيج والتهاب، ما ينتج عنه تقشر الجلد. هذه المواد تشمل:

• مستحضرات التجميل أو منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على مكونات قد تسبب حساسية، مثل العطور أو المواد الحافظة.

• المواد الكيميائية الموجودة في بعض الأدوية الموضعية.

• رد فعل تحسسي لبعض أنواع الطعام أو الأدوية عن طريق الجلد.

5. سوء العناية بالبشرة

إهمال تنظيف الوجه بشكل منتظم أو العكس، الإفراط في غسل الوجه، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في البشرة. استخدام منتجات غير مناسبة لنوع البشرة قد يجعل الجلد يفقد توازنه الطبيعي ويصبح أكثر عرضة للجفاف والتقشر. كذلك، عدم ترطيب البشرة بعد التنظيف يترك الجلد عرضة للجفاف ويحفز تقشّره.

6. العوامل البيئية والمناخية

التغيرات في البيئة المحيطة لها دور كبير في تقشر الوجه، ومنها:

• الطقس البارد والجاف: يقل فيها إنتاج الزيوت الطبيعية في البشرة، مما يسبب جفاف الجلد وتقشّره.

• التعرض المستمر للرياح: تزيل الرياح الزيوت والرطوبة من سطح الجلد، فتفقد البشرة مرونتها وتبدأ بالتقشر.

• التلوث البيئي: الجسيمات الدقيقة في الهواء تلتصق بالجلد وتسبب تهيجًا والتهابًا، ما يؤثر على طبقة الجلد الخارجية ويؤدي إلى تقشره.

7. نقص الفيتامينات والمعادن

التغذية السليمة ضرورية للحفاظ على صحة الجلد. نقص بعض الفيتامينات والمعادن يؤثر بشكل مباشر على توازن الجلد، مما يؤدي إلى تقشره. من أهم العناصر الغذائية المرتبطة بصحة الجلد:

• فيتامين A: مهم لتجديد خلايا الجلد والحفاظ على نضارته.

• فيتامين E: مضاد للأكسدة، يحمي الجلد من التلف الناتج عن العوامل البيئية.

• فيتامين C: يساهم في تكوين الكولاجين، وهو أساس بنية الجلد.

• الأحماض الدهنية الأساسية (أوميغا 3 وأوميغا 6): تحافظ على حاجز الرطوبة في الجلد.

8. استخدام أدوية معينة

بعض الأدوية تؤثر على الجلد بشكل جانبي، منها الأدوية التي تُستخدم لعلاج حب الشباب مثل الريتينويدات، أو أدوية الكيماوي، ومضادات الفطريات. هذه الأدوية قد تسبب جفاف الجلد والتقشر كنتيجة جانبية مع مرور الوقت.

9. تقلبات الهرمونات

التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترات معينة من حياة الإنسان، مثل الحمل، البلوغ، أو انقطاع الطمث، تؤثر على وظائف الجلد. قد تسبب هذه التغيرات زيادة في الجفاف أو التهاب الجلد، مما يؤدي إلى تقشر الوجه.

10. مشاكل في الجهاز العصبي أو أمراض مزمنة أخرى

بعض الحالات الصحية المزمنة مثل السكري، وأمراض الغدة الدرقية تؤثر على الجلد وتزيد من احتمالية جفافه وتقشّره. كذلك الأمراض التي تسبب ضعف في الدورة الدموية قد تؤثر على تغذية الجلد وتجعله عرضة للتقشر.

دور طبقة الجلد ودورة تجديد الخلايا في تقشر الوجه

الجلد هو أكبر عضو في جسم الإنسان، ويتكون من ثلاث طبقات رئيسية: البشرة، الأدمة، والطبقة تحت الجلد. تقشر الوجه يحدث غالبًا في طبقة البشرة التي تتجدد باستمرار. الخلايا الجديدة تتكون في الطبقات العميقة وتنتقل تدريجيًا إلى السطح حيث تموت ثم تسقط. هذه العملية الطبيعية تسمى تجديد الخلايا، ولكن في بعض الحالات تتسارع أو تتباطأ هذه العملية، مما يؤدي إلى تقشر واضح.

كيفية التمييز بين تقشر الجلد الطبيعي والتقشر الناتج عن مشاكل صحية

التقشر الطبيعي هو جزء من دورة تجديد الجلد ويكون عادة بسيطًا وغير مصحوب بأعراض مزعجة. أما التقشر الناتج عن مشاكل صحية فيكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الاحمرار، الحكة، الألم، أو الالتهاب. هذه الأعراض تشير إلى ضرورة معالجة السبب الأساسي لتجنب تفاقم الحالة.

علاقة الترطيب بتقشر الوجه

الترطيب هو حجر الزاوية في علاج ومنع تقشر الوجه. يعمل الترطيب على تعزيز حاجز الجلد الطبيعي، مما يمنع فقدان الرطوبة. عند فقدان الترطيب، يضعف الحاجز ويصبح الجلد أكثر عرضة للجفاف والتقشر. كما أن ترطيب الجلد يقلل من الشعور بالحكة والالتهاب المصاحب لتقشر الوجه.

جدول يوضح أسباب تقشر الوجه وأعراضها المصاحبة وتأثيرها على الجلد

خلاصة

تقشر الوجه ظاهرة متعددة الأسباب، تتداخل فيها العوامل البيئية، الصحية، والغذائية. الفهم العميق لهذه الأسباب يساعد في اتخاذ الإجراءات المناسبة للعناية بالبشرة والحفاظ على صحتها. في جميع الحالات، الحفاظ على ترطيب الجلد، حماية الوجه من العوامل الخارجية الضارة، واتباع نظام غذائي متوازن، من أهم الطرق لتقليل فرص الإصابة بتقشر الوجه.

المراجع

1. Dermatology: An Illustrated Colour Text, R. Gawkrodger, 2016.

2. Clinical Dermatology, Thomas P. Habif, 2015.