حركة الجنين في الشهر الثالث: التغيرات والتطورات
تعد مرحلة الحمل من أبرز مراحل حياة المرأة، وتعتبر رحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية. إحدى الظواهر التي ترافق هذا الحدث هي حركة الجنين، التي تحمل العديد من التساؤلات والاهتمامات لدى الأمهات. في هذا المقال، سنتناول موضوع “حركة الجنين في الشهر الثالث” بتفصيل، إذ تعد هذه المرحلة من الحمل نقطة محورية في تطور الجنين وصحة الأم. سنقوم بتحليل كيفية تطور حركة الجنين في هذا الشهر، وكذلك ما يجب على الأم معرفته بشأن تلك الحركة.
الجنين في الشهر الثالث: بداية التغيرات الكبرى
قبل التطرق إلى حركة الجنين، من المهم أن نفهم كيف ينمو الجنين في الشهر الثالث من الحمل. يتميز هذا الشهر بظهور العديد من التغيرات البارزة في نمو الجنين. بحلول الأسبوع 12 من الحمل، يكون الجنين قد وصل إلى مرحلة متقدمة في تطوره، حيث تبدأ أعضاؤه في التكوين الكامل. في هذا الوقت، تبدأ الأذن الداخلية في العمل، ويكون للجنين قدرة على السمع. كما يبدأ قلبه في النبض بشكل منتظم.
فيما يتعلق بحجم الجنين، في نهاية الشهر الثالث يصل طوله إلى حوالي 7-9 سم ويزن حوالي 20 جرامًا، مما يجعله صغيرًا نسبيًا مقارنةً ببقية مراحل الحمل. ومع هذا الحجم الصغير، قد يبدو من المستغرب أن تبدأ حركة الجنين في الظهور، ولكن هذا هو حال معظم الأجنة، حيث تبدأ الحركة في هذه الفترة رغم صغر الحجم.
متى تبدأ حركة الجنين في الشهر الثالث؟
أحد الأسئلة الأكثر شيوعًا لدى النساء الحوامل هو: “متى أبدأ بالشعور بحركة الجنين؟” في الشهر الثالث، تكون حركة الجنين لا تزال غير محسوسة بالنسبة للكثير من النساء، وذلك بسبب صغر حجم الجنين وضعف قوته العضلية مقارنة بالشهور التالية. لكن مع اقتراب نهاية هذا الشهر، تبدأ بعض النساء في الشعور بحركات خفيفة، يمكن أن تشبه الرفرفة أو الحركات الصغيرة داخل الرحم.
عادةً ما تحدث حركة الجنين في الشهر الثالث من الحمل في الأسبوع 12 أو 13، لكن هذه الحركة تكون خفيفة جدًا وغير ملحوظة بالنسبة للعديد من الأمهات، خاصة لأولئك اللواتي يحملن لأول مرة. النساء اللواتي مررن بتجربة الحمل من قبل قد يكن أكثر قدرة على التعرف على هذه الحركات المبكرة.
ما الذي يسبب حركة الجنين في هذه المرحلة؟
تبدأ حركة الجنين في هذه المرحلة نتيجة لتطور الجهاز العصبي والعضلي له. بالرغم من أن حجم الجنين لا يزال صغيرًا في الشهر الثالث، إلا أن لديه القدرة على تحريك أطرافه والقيام ببعض الحركات البسيطة. تكون هذه الحركات ناتجة عن انقباضات في العضلات أو استجابة لعملية النمو والتطور في الهيكل العظمي. كما أن تحفيز الأنسجة العصبية في هذا الوقت يمكن أن يؤدي إلى حركات تلقائية للجنين.
أنواع الحركة في الشهر الثالث
حركة الجنين في الشهر الثالث تكون غير منتظمة، وقد يصعب على الأم التمييز بينها وبين العمليات الطبيعية في جسمها، مثل حركة الأمعاء أو الغازات. لكن، مع تقدم الحمل، تصبح هذه الحركات أكثر وضوحًا ويمكن تمييزها بشكل أفضل.
-
الحركات الخفيفة: غالبًا ما تكون هذه الحركات عبارة عن “رفرفة” أو “دغدغة” في البطن، وتحدث بشكل غير متوقع. في هذه المرحلة، يمكن أن تكون هذه الحركات غير منتظمة للغاية.
-
حركات الأطراف: تبدأ أطراف الجنين في النمو تدريجيًا، مما يمكنه من تحريك يديه وقدميه بشكل غير متناسق. ورغم أن الحركات تكون خفيفة، إلا أن تطورها يعد مؤشرًا هامًا على النمو الصحي للجنين.
-
الاستجابة للمنبهات الخارجية: في بعض الأحيان، قد يستجيب الجنين لبعض المنبهات الخارجية مثل الضوضاء أو اللمس. لكن هذا الاستجابة لا تكون متكررة أو قوية في هذه المرحلة المبكرة.
تأثير حركة الجنين على الأم
مع بدء الحركة في الشهر الثالث، قد تشعر الأم بحالات من الإثارة والدهشة، ولكن قد ترافق هذه الحركات أيضًا بعض الإحساس بالقلق في البداية. قد تكون الحركات غير منتظمة أو غير ملحوظة، مما يجعل الأم في حالة من الترقب لمعرفة ما إذا كانت هذه هي الحركات التي تشير إلى صحة الجنين.
فيما يخص الراحة النفسية، تعتبر حركة الجنين في الشهر الثالث مؤشرًا إيجابيًا على أنه ينمو بشكل طبيعي. فوجود الحركة يعني أن الجهاز العصبي للجنين يتطور، وأن الأنسجة العضلية قادرة على العمل بكفاءة. على الرغم من أن الحركات في الشهر الثالث تكون بسيطة جدًا، إلا أنها تُعتبر بمثابة مرحلة تمهيدية للحركات الأكثر وضوحًا التي ستظهر في الأشهر التالية.
كيف يمكن للأم أن تلاحظ حركة الجنين في هذه المرحلة؟
نظرًا لأن الحركة في الشهر الثالث تكون خفيفة، فإن الأم قد لا تشعر بها دائمًا. قد يشعر بعض النساء بحركات الجنين في هذه المرحلة إذا كان الجنين نشطًا أو إذا كانت الأم في وضعية معينة تسهل الشعور بتلك الحركات، مثل الاستلقاء على ظهرها أو الجلوس بهدوء.
من المهم أن تعلم الأم أن قلة الشعور بالحركة في هذه المرحلة لا يعني بالضرورة وجود مشكلة. فالحركة الخفيفة قد لا تكون ملحوظة دائمًا بالنسبة لبعض الأمهات، وخاصة أولئك اللواتي لم يكن لديهن تجارب حمل سابقة.
العوامل التي تؤثر في حركة الجنين في الشهر الثالث
هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر في حركة الجنين في هذه المرحلة من الحمل:
-
موقع المشيمة: إذا كانت المشيمة موجودة في الجزء الأمامي من الرحم، قد يكون ذلك بمثابة حاجز يمنع الأم من الشعور بحركات الجنين بوضوح.
-
عدد الأجنة: في حالات الحمل بتوأم أو أكثر، قد تكون الحركة أكثر وضوحًا في مراحل متقدمة، لكنها قد تكون أقل وضوحًا في الحمل المفرد في الشهر الثالث.
-
نشاط الأم: يمكن أن يؤثر مستوى نشاط الأم على شعورها بحركة الجنين. قد تكون الحركات أكثر وضوحًا إذا كانت الأم في حالة من الاسترخاء.
-
حجم الجنين: مع استمرار نمو الجنين، تصبح حركته أكثر قوة ووضوحًا، مما يساعد الأم في الشعور بها في الأشهر القادمة.
توقعات حركة الجنين في الشهور القادمة
بينما تكون حركة الجنين في الشهر الثالث غير ملحوظة في العديد من الحالات، فإن الأشهر القادمة تشهد تطورًا كبيرًا في هذا الجانب. بحلول الشهر الرابع والخامس، تزداد قوة حركة الجنين وتصبح أكثر وضوحًا. يمكن أن تبدأ الأم في الشعور بحركات قوية مثل الركلات أو التمدد، والتي تصبح أكثر انتظامًا. في الشهور التالية، يصبح من الممكن تحديد توقيت الحركة والنشاط بشكل أكثر وضوحًا.
متى يجب على الأم القلق؟
في حال لم تشعر الأم بأي حركة في الشهر الثالث، فلا يجب القلق بشكل كبير، حيث أن هذا يعد أمرًا طبيعيًا في بعض الحالات. لكن إذا استمر هذا النقص في الحركة خلال الأشهر التالية، فقد يستدعي الأمر استشارة الطبيب. يمكن أن تكون الحركة الخفيفة في الشهر الثالث مؤشرًا جيدًا على صحة الجنين، ولكن في حال حدوث أي تغييرات ملحوظة في حركة الجنين في الأشهر القادمة، يجب متابعة الوضع مع الطبيب المختص.
الخاتمة
حركة الجنين في الشهر الثالث تعد بداية لمرحلة جديدة من الحمل، حيث تبدأ الأم في الشعور بالتغيرات الطبيعية التي تحدث في جسمها. رغم أن الحركة في هذه المرحلة قد تكون خفيفة وغير منتظمة، إلا أنها تعد مؤشرًا على تطور الجنين بشكل طبيعي. من المهم أن تتابع الأم هذه الحركات وتكون على دراية بكيفية تمييزها. في النهاية، تعتبر حركة الجنين جزءًا من رحلة الحمل التي تتيح للأم التفاعل مع جنينها والشعور بتطوره تدريجيًا مع تقدم الحمل.
