أنواع الكرش عند النساء وطرق التخلّص منه

المقدمة

تعاني نسبة كبيرة من النساء حول العالم من مشكلة تراكم الدهون في منطقة البطن، أو ما يُعرف شعبيًا بـ”الكرش”. يُعد الكرش من أكثر المظاهر الجسدية التي تؤرق النساء ليس فقط من الناحية الجمالية، بل أيضًا من الزاوية الصحية، إذ يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. ورغم أن مفهوم “الكرش” يبدو واحدًا ظاهريًا، إلا أن له أنواعًا متعددة تختلف من حيث الأسباب والشكل وطبيعة الدهون المتراكمة. إن فهم هذه الأنواع بشكل دقيق يُعد خطوة أساسية في سبيل اعتماد الأساليب المناسبة للتخلص منه، سواء عبر النظام الغذائي أو التمارين الرياضية أو تعديل نمط الحياة العام.

الأنواع الرئيسية للكرش عند النساء

الكرش الهرموني

هذا النوع من الكرش يرتبط باضطرابات هرمونية تحدث غالبًا خلال فترات مثل الحمل، الولادة، الرضاعة، أو حتى سن اليأس (انقطاع الطمث). ويظهر هذا الكرش غالبًا في أسفل البطن ويكون مصحوبًا بتغيرات أخرى مثل زيادة الوزن المفاجئة، اضطرابات النوم، تقلبات المزاج، وعدم انتظام الدورة الشهرية.

أسبابه:

• خلل في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون.

• اضطراب في الغدة الكظرية أو الغدة الدرقية.

• تناول أدوية تحتوي على الكورتيزون أو الهرمونات.

• التوتر المزمن واضطراب النوم.

الكرش الناتج عن التوتر (الكرش العصبي)

تنتج دهون هذا النوع من الكرش بسبب إفراز الجسم لهرمون الكورتيزول كرد فعل على الضغوط النفسية والعاطفية. الكورتيزول يتسبب في إعادة توزيع الدهون نحو منطقة البطن تحديدًا. يتسم هذا النوع بأن البطن يبدو منتفخًا من الأعلى ويصاحبه في الغالب ضعف في عضلات البطن.

أسبابه:

• الإجهاد النفسي المستمر.

• قلة النوم أو اضطراب جودته.

• الإفراط في تناول السكريات والكافيين.

• العادات الغذائية السيئة مثل الأكل في أوقات متأخرة.

الكرش الناتج عن الخمول وقلة الحركة

يُعرف هذا النوع بالكرش “الركودي”، حيث تتراكم الدهون بسبب انخفاض النشاط البدني، وتكون الدهون موزعة بشكل متجانس نسبيًا في منطقة البطن. عادة ما يظهر هذا النوع لدى النساء العاملات في وظائف مكتبية أو اللواتي لا يمارسن الرياضة بانتظام.

أسبابه:

• نمط الحياة المستقر (الخمول البدني).

• الجلوس لفترات طويلة دون حركة.

• تناول سعرات حرارية أكثر مما يحرقه الجسم.

• ضعف العضلات بسبب قلة التمارين.

الكرش الناتج عن الانتفاخات والغازات

هذا الكرش يظهر نتيجة مشاكل في الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم، الإمساك، أو تحسس الجهاز الهضمي لبعض الأطعمة. في هذه الحالة، لا يكون الانتفاخ ناتجًا عن دهون حقيقية، بل هو تورم ناتج عن الغازات والسوائل داخل الأمعاء.

أسبابه:

• تناول أطعمة غنية بالألياف بشكل مفاجئ.

• مشاكل في القولون مثل القولون العصبي.

• الحساسية من بعض الأطعمة (مثل اللاكتوز أو الغلوتين).

• تناول الطعام بسرعة أو شرب المشروبات الغازية بكثرة.

الكرش بعد الولادة

يُعد هذا النوع من الكرش شائعًا جدًا بين النساء بعد الولادة، ويظهر نتيجة تمدد عضلات البطن أثناء الحمل، بالإضافة إلى تراكم الدهون التي يكتسبها الجسم لدعم عملية الحمل والرضاعة.

أسبابه:

• تمدد عضلات البطن وانفصالها (Diastasis Recti).

• تراكم الدهون خلال الحمل.

• نقص النشاط البدني خلال فترة ما بعد الولادة.

• اضطراب الهرمونات خلال الرضاعة.

الفرق بين الكرش الصلب والكرش الطري

• الكرش الصلب: ينتج عن تراكم الدهون الحشوية (الدهون التي تحيط بالأعضاء الداخلية)، ويكون البطن مشدودًا وصلبًا عند لمسه. هذا النوع يُعد أكثر خطورة صحيًا لأنه يرتبط بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

• الكرش الطري: ناتج عن تراكم الدهون تحت الجلد، ويكون ملمسه ناعمًا وغير مؤلم. هذا النوع غالبًا ما يكون أقل خطورة لكنه لا يزال مزعجًا من الناحية الجمالية.

الطرق العلمية للتخلص من الكرش حسب نوعه

النظام الغذائي المتوازن

النظام الغذائي هو العامل الأول والأهم في التخلص من الكرش. ولكي يكون النظام فعالًا، يجب أن يركز على تقليل السعرات الحرارية تدريجيًا، دون الإخلال بالاحتياجات الأساسية للجسم من البروتينات، الدهون الصحية، والكربوهيدرات المعقدة.

نصائح غذائية فعالة:

• تقليل السكريات والدهون المشبعة.

• زيادة تناول الخضراوات الورقية والبروتينات.

• شرب كميات كافية من الماء يوميًا (2-3 لتر).

• تجنب المشروبات الغازية والمصنعة.

• تناول الألياف القابلة للذوبان لتقليل الدهون الحشوية.

التمارين الرياضية المتخصصة

لكل نوع من الكرش تمارين معينة يمكن أن تساعد في تقليل حجمه أو التخلص منه نهائيًا.

تمارين فعّالة لجميع الأنواع:

تنظيم النوم

قلة النوم تؤثر مباشرة على مستويات الهرمونات التي تتحكم في الشهية وحرق الدهون. يجب على النساء الحرص على النوم من 7 إلى 9 ساعات يوميًا بجودة عالية، في بيئة هادئة ومظلمة.

السيطرة على التوتر

بما أن التوتر هو أحد العوامل الأساسية في ظهور بعض أنواع الكرش، فإن تقنيّات التحكم بالتوتر مثل التأمل، التنفس العميق، أو حتى العلاج النفسي يمكن أن تساعد بشكل كبير.

معالجة الاضطرابات الهرمونية

في حال كان الكرش ناتجًا عن خلل هرموني، يجب استشارة طبيب الغدد أو طبيب نساء وتوليد لإجراء الفحوصات اللازمة. قد تتطلب الحالة علاجًا دوائيًا أو مكملات غذائية متخصصة.

التخلص من الانتفاخات

يجب الاهتمام بصحة الجهاز الهضمي من خلال:

• تناول البروبيوتيك (من مصادر مثل الزبادي الطبيعي).

• تجنب الأطعمة المسببة للغازات مثل الملفوف والبقوليات.

• مضغ الطعام جيدًا وتناول وجبات صغيرة منتظمة.

الأخطاء الشائعة في محاولة التخلص من الكرش

• اتباع حميات قاسية تؤدي إلى خسارة العضلات والماء فقط.

• الاعتماد على تمارين البطن فقط دون تمارين حرق الدهون.

• استخدام مشدات البطن بشكل مفرط مما يضعف العضلات على المدى الطويل.

• تناول المكملات دون استشارة الطبيب.

• تجاهل دور الصحة النفسية في الحفاظ على الوزن المثالي.

نصائح وقائية لتجنب عودة الكرش بعد التخلص منه

• اتباع نظام غذائي مستدام وليس مؤقت.

• جعل النشاط البدني جزءًا من الروتين اليومي.

• مراقبة الوزن بشكل دوري دون هوس.

• تناول الطعام بوعي وتجنب الأكل العاطفي.

• التوازن بين العمل والراحة لتقليل التوتر.

خاتمة

الكرش ليس مجرد عائق جمالي بل هو مؤشر حقيقي على اضطرابات داخلية جسدية أو نفسية. ومعرفة نوع الكرش بدقة يُعد خطوة جوهرية في اختيار الطريقة المناسبة للتعامل معه. التخلص من الكرش لا يكون بوسائل سحرية أو سريعة، بل هو ثمرة التزام طويل الأمد بنمط حياة صحي ومتوازن يشمل الغذاء، الرياضة، والنوم الجيد. إدراك المرأة لاحتياجات جسدها وتفاعله مع العوامل المحيطة بها يمنحها القدرة على التحكم في شكل جسدها وصحتها العامة على السواء.

المراجع:

1. Harvard Health Publishing, Abdominal Fat and What to Do About It. Harvard Medical School.

2. Mayo Clinic, Belly fat in women: How to keep it off.